ترجمات عبرية

هآرتس: الآملون بالحرب بين ترامب وايران سيكتشفون أن وجهته هي نحو الاتفاق

هآرتس 24/1/2025، تسفي برئيلالآملون بالحرب بين ترامب وايران سيكتشفون أن وجهته هي نحو الاتفاق

في يوم الجمعة الماضي، في احتفال مغطى اعلاميا جرى قبل ثلاثة ايام من خطاب تنصيب الرئيس ترامب، وقع الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، ونظيره الايراني، مسعود بزشكيان، على اتفاق “شراكة استراتيجية شاملة”. التصريحات الاحتفالية تحدثت عن التعاون في جميع المجالات، الامني، الاقتصادي والثقافي، لعشرات السنين، اضافة الى احتمالية التمديد، وعن “فتح صفحة جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين”، حسب قول بزشكيان. 

هكذا، الـ 47 بند في الاتفاق التي نشرت في المواقع الاخبارية في ايران، تتوقع زيادة كبيرة في حجم التجارة بين الدولتين، التي تقدر الآن بـ 4.5 مليار دولار في السنة، مقارنة مع حجم التجارة بين روسيا وتركيا الذي يبلغ 57 مليار دولار في السنة، واستثمارات لروسيا في ايران بالمليارات، ومناورات عسكرية مشتركة وزيارات لسفن حربية روسية في موانيء ايران. يبدو أن اتفاق التعاون هذا الذي يستبدل اتفاق سابق، قبل عشرين سنة، يستهدف اعطاء ايران الدعم العسكري والسياسي، ويشكل تعويض عن الضربات التي تعرضت لها طوال حرب اسرائيل في غزة وفي لبنان، وفقدان السيطرة في لبنان وفي سوريا، وبالاساس – وضع سور ردع ضد السياسة المتوقعة لترامب ضد ايران.

لكن بند رئيسي واحد في الاتفاق يضع علامة استفهام حول الاهمية الاستراتيجية الفعلية. ايران وروسيا لن تساعد أي دولة أو دول تهاجم أي واحدة منهما. البند لا ينص على أن ايران أو روسيا ملزمة بالدفاع الواحدة عن الاخرى ومهاجمة من سيقوم بمهاجمتهما، بل فقط ستمتنع عن مساعدة الدول المعتدية. هذا مقابل المبدأ الذي يقف في اساس العضوية في الناتو، بروحية “الواحد من اجل الجميع، والجميع من اجل الواحد”. أي الالتزام المشترك لكل اعضاء المنظمة  بالدفاع عن بعضهما البعض، وعند الحاجة ايضا مهاجمة أي دولة أو جهة تهاجم أي عضو في الناتو. 

الضعف الاستراتيجي للاتفاق الجديد بين روسيا وايران كما تم التعبير عن ذلك في البند المذكور، لم يغب عن عين محلل الصحيفة الايرانية “الجمهورية الاسلامية” وكتب: “إن قراءة البنود الاساسية في الاتفاق تظهر أن هذا الاتفاق مع روسيا، التي اظهرت في السابق بأنها لا تتمسك بالاتفاقات والمواثيق التي توقع عليها، اكثر مما هو خطوة فعلية، هي عملية دعاية، وربما أنها حيوية في الظروف القائمة في المنطقة وفي العالم”.

الانتقاد العام والسياسي في ايران للاتفاق، وفي روسيا بشكل عام، غير جديد. قبل سنتين عندما بدأت النقاشات حول مسودة الاتفاق الذي تأخر التوقيع عليه، انتقد اعضاء البرلمان في ايران الحكومة بأنها “تبيع” ايران لروسيا وتمنحها تسهيلات بعيدة المدى بدون مقابل مناسب. في حينه اشار اعضاء البرلمان الى أن روسيا لم تستثمر كما تعهدت في تطوير حقول الغاز في ايران. وأن الخطة المشتركة للانفصال عن الدولار بقيت على الورق، وأن روسيا أيدت موقف اتحاد الامارات في قضية الملكية على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج الفارسي، وأن ايران تم اقصاءها من سوريا، وأن موسكو اعطت اسرائيل “مجال جوي حر” للعمل ضد اهداف ايرانية هناك. 

“كيف يمكن القول بأن روسيا هي شريكة استراتيجية لايران في المنطقة وفي العالم في الوقت الذي فيه هي نفسها ورطتنا في حرب في اوكرانيا وابقت سوريا للولايات المتحدة واسرائيل، الى جانب اتفاقاتها المريحة مع اسرائيل والولايات المتحدة وتركيا؟”، تساءلت الصحيفة. لا يوجد لايران الآن شبكة أمان من الكرملن. ايضا الصين، التي وقعت ايضا على اتفاق تعاون اقتصادي مع ايران بمليارات الدولارات، لكنه حتى الآن لم يطبق بشكل مقنع، غير ملزمة بالدفاع بشكل فعال عن ايران. وفي الوقت الذي يتم فيه تفكيك “حلقة النار”، يبدو على الاقل في اسرائيل بأن الطريق ممهدة لهجوم واسع على المنشآت النووية الايرانية، لا سيما بعد أن تم استبدال الرئيس الامريكي جو بايدن، “الحلقة الضعيفة” بنبي الغضب وعديم الكوابح دونالد ترامب.

مع ذلك، العلامات الاولية التي يضعها ترامب في واجهة عرضه السياسي فيما يتعلق بايران، يمكن أن تخيب أمل من استل طبول الحرب ضد ايران وينتظر المصادقة من البيت الابيض. أول أمس قرر ترامب اقالة بريان هوك، الذي كان مبعوثه الخاص لشؤون ايران في ولايته الاولى، لأنه “لا يتساوق مع حلم اعادة امريكا الى عظمتها”.

غير واضح من أي وظيفة تمت اقالة هوك، ولكنه اعتبر صقر متشدد في شؤون ايران، ووقف خلف سياسة “اقصى قدر من الضغط” التي اتبعها ترامب ضد ايران. وبدلا منه قام ترامب بتعيين مايكل ديمينو، الذي كان شخص رفيع في البنتاغون في ولايته الاولى، ومحلل في الـ سي.آي.ايه – في منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط، وسيكون المسؤول عن رسم سياسة البنتاغون امام ايران.

طهران ابعدت معظم مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية، وجمدت نقل صور الرقابة، وزادت عدد اجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وزادت انتاج اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة. حسب سكرتير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية رفائيل غروسي، هي الآن يمكنها انتاج كل شهر 34 كغم من اليورانيوم المخصب بهذا المستوى. ايران حتى الآن تتفاوض مع فرنسا، بريطانيا والمانيا، التي وقعت على الاتفاق النووي الاصلي، من اجل التوصل الى تفاهمات جديدة، حتى قبل أن يعيد ترامب العقوبات الدولية التي فرضت عليها والتي تم رفعها قبل ذلك في اعقاب توقيعها على الاتفاق النووي.

ايران ايضا المحت الى أنها مستعدة للتفاوض مع ادارة ترامب اذا “منحت الاحترام المناسب لاحتياجات وطلبات ايران”. في حكومة بزشكيان يوجد شخصان رفيعان وهما نائب الرئيس جواد ظريف ووزير الخارجية عباس عراقجي، اللذان تفاوضا باسمها في الاتفاق النووي الاصلي. مصادقة علي خامنئي على تعيينهما تم تفسيره في ايران باعلان نوايا، وهو نفسه قضى بأنه لا يوجد ما يمنع القيام بخطوات دبلوماسية مع الأعداء. الآن لا يوجد امامنا سوى رؤية الى أين يسعى ترامب، اذا كان سيرى في مكانة ايران الجديدة فرصة للهجوم عليها كما تطمح اسرائيل، أو أنها فرصة للقيام بعملية دبلوماسية ستجعله يفوز بجائزة نوبل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى