هآرتس: اسبوع ناجح لمملكة يهودا
هآرتس 2/8/2024، نحاميا شترسلر: اسبوع ناجح لمملكة يهودا
هذا لم يكن مجرد هجوم قام به اشرار في قاعدة للجيش الاسرائيلي. هذا كان معركة اخرى في اطار الحرب التي تجري هنا منذ خمسين سنة، بين مملكة يهودا ودولة اسرائيل. اعضاء مملكة يهودا، المستوطنون، المتدينون القوميون والكهانيون، يحاولون احتلال اسرائيل وتحويلها من دولة ليبرالية معتدلة ومتطورة الى دولة دينية متطرفة ومسيحانية وتكره كل العالم. يوجد خطر في أن ينجحوا في ذلك.
الحرب بين يهودا واسرائيل بدأت في العام 1974 عندما بدأت حركة غوش ايمونيم باقامة المستوطنات رغم أنف حكومة المعراخ. زعيما الكتلة، حنان بورات وموشيه لفنغر، قاما بتغيير وجه الدولة. من المستوطنات القليلة والصغيرة في السامرة نبتت مع مرور السنين مئات المستوطنات في ارجاء الضفة الغربية، التي هي الآن يصعب جدا اخلاءها لصالح الاتفاق. الآن نحن نوجد في المرحلة الثانية للحرب. ورثة غوش ايمونيم يحاولون السيطرة على كل اجهزة الحكم. وقد رأينا ذلك في الانقلاب النظامي في العام 2023، الذي كان يهدف الى تصفية استقلالية جهاز القضاء وتحويله الى ذراع للحكومة. هكذا لن تستطيع المحكمة ازعاج الانتقال من الديمقراطية الى الديكتاتورية، بما في ذلك تنفيذ الضم.
هناك من يعزون انفسهم بأنه في الانتخابات القادمة سيتم استبدال بنيامين نتنياهو وسيتم انقاذ اسرائيل. ولكن من يتخيل أن الليكود ونتنياهو سيوافقون على نتائج الانتخابات. انظروا ماذا حدث عندما خسر دونالد ترامب في انتخابات 2020. رجاله قاموا باقتحام مبنى الكابتول ولم يبق الكثير كي ينفذوا انقلاب. انظروا ايضا الى المظاهرات العاصفة في هذا الاسبوع في فنزويلا لأن الرئيس الحالي نيكولا سمادورو، اعلن عن فوزه في الانتخابات، في حين أنه عمليا هزم.
في السنوات الاخيرة ادركوا في اليمين المتطرف بأنه من اجل فعل ما يريدون يجب عليهم السيطرة على اجهزة الامن التي لديها القوة: الجيش والشرطة. لذلك رؤساء اليمين يهاجمون رئيس الاركان ويطالبون باستبداله تحت كل انواع الذرائع الفارغة التي تأتي ايضا من اشخاص لم يخدموا أبدا في الجيش، مثل عضو الكنيست تسفي سوكوت والوزير ايتمار بن غفير. ليس بالصدفة أن من قاموا باقتحام قاعدة الجيش صرخوا “هرتسي، اذهب الى البيت”، “الموت للمحكمة”. وقد صرخوا ايضا “يجب اعتقال المدعية العامة التي تؤيد النخبة”، الهدف هو استبدالها بشخص آخر يروق لهم، شخص يوقف العادة المعيبة التي تتمثل بتقديم من ينكلون بالأسرى للمحاكمة.
اذا نجحوا في أي يوم في تعيين شخص من قبلهم كرئيس للاركان فان الجيش الاسرائيلي سيصبح مقاول تنفيذي لهم. مثلما اصبحت الشرطة مقاول تنفيذي لنظام الحكم. ليس بالصدفة أن الشرطة لم تأت في الوقت المناسب لتفريق المشاغبين في القاعدتين. ضباط الشرطة ادركوا بأنه من اجل الترقية فانه يجب أن يعجبوا الوزير، المجرم المدان بن غفير.
تجدر الاشارة ايضا الى أن بعض المشاغبين كانوا ملثمين ويحملون السلاح. ولن اتفاجأ اذا كان الحديث يدور عن السلاح الذي حصلوا عليه في التوزيع الكبير الذي قام به مؤخرا بن غفير، والذي وصل الى كثيرين في المناطق. والسلاح الذي تم توزيعه في المعركة الاولى نراه في المعركة الحاسمة، والدماء ستكون دماء ابناء دولة اسرائيل.
اعضاء مملكة يهودا لا يتأثرون بحرب 7 اكتوبر. ايضا تهديدات الحرب لحزب الله وايران وتركيا هي اشارة ايجابية بالنسبة لهم. هم يعتبرون كل ذلك المقدمة للحرب الكبرى، حرب يأجوج ومأجوج، التي ستمكنهم من ضم كل الضفة وطرد كل العرب واحتلال كل “ارض الميعاد” من النيل الى الفرات.
هؤلاء الاشخاص الخطيرين، المسيحانيين والحالمين الذين يجروننا الى دمار الهيكل الثالث، ادخلوا للحكومة للمرة الاولى الشخص الاكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي.