أقلام وأراء

نواف الزرو: دور المجازر والمذابح الصهيونية في تفريغ وتهويد فلسطين

نواف الزرو 6-1-2025: نواف الزرو: دور المجازر والمذابح الصهيونية في تفريغ وتهويد فلسطين

المشهد الفلسطيني الماثل اليوم، ان فلسطين العربية من بحرها الى نهرها، تحولت الى “ارض اسرائيل”، والى “دولة اسرائيل”، بينما تم تهجير وترحيل اهل البلاد الذين باتوا مشتتين موزعين على نحو اثنين وستين مخيما لللاجئين في المنطقة لعربية، ويوثق المؤرخون في هذا الصدد انه لم يكن بالامكان تفريغ البلاد وغزوها بالمستعمرين اليهود من انحاء العالم، لولا التواطؤ الاستعماري الغربي والبريطاني منه على وجه الحصر-آنذاك-، ولولا سياسات التطهير العرقي الابادية التي نفذت في فلسطين.

فحسب البروفيسور ايلان بابيه صاحب كتاب”التطهير العرقي في فلسطين”، فقد بيتت وشنت التنظيمات الارهابية الصهيونية حملات تطهير ابادية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف تهجير اهلها وتفريغ البلاد لاحلال الغزاة اليهود فيها، ويؤكد”ارتكاب إسرائيل جرائم تطهيرعرقي في فلسطين عام 1948 وفقا لخطة مفصلة، وأنها تواصل ذلك حتى اليوم بطرق أخرى”، ويكشف النقاب عن “ان الصهيونية وضعت خطة مكتوبة للتطهير العرقي في فلسطين قبل النكبة بسنوات تم تطويرها مع الوقت إلى أن تبلورت نهائيا فيما يعرف بـ”الخطة د”.

وتجسد الخطة قرار الصهيونية بإقامة دولة يهودية بقوة السلاح وبتطهيرالبلاد من سكانها الأصليين، ويورد الكتاب رسالة كتبها دافيد بن غوريون لأبنه عام 1937 أكد فيها رؤيته ب”ضرورة طرد العرب من فلسطين عنوة، عندما تحين اللحظة المناسبة كالحرب مثلاً”.

وكما هو وارد موثق في عدد لا حصر له من الكتب والدراسات والوثائق والشهادات الحية، فقد أقدمت التنظيمات الإرهابية الصهيونية من أجل تحقيق هدف الاستيلاء على أرض فلسطين واقتلاع وترحيل أهلها عنها، على ارتكاب سلسلة مذابح جماعية ابادية بشعة، شملت النساء والأطفال والشيوخ والرجال، ذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين بين نساء وشيوخ واطفال وشباب، فقد كانت سياسة التنظيمات الارهابية الصهيونية ذبح أكبر عدد من الفلسطينيين الصامدين، وإرهاب وترويع الآخرين، وإجبارهم على الرحيل والهروب أو اللجوء بغية تفريغ الأرض، فكانت أخطر وأكبر المذابح التي نفذتها تلك التنظيمات خلال حرب 1948، والتي ما تزال تفاعلاتها وتداعياتها الإنسانية مستمرة حتى يومنا هذا.

فاقترفت التنظيمات والقوات الصهيونية قبل وفي أعقاب قيام”إسرائيل”، وعلى مدى سنوات الخمسينيات والستينيات وخلال سنوات انتفاضتي /87 و/2000 بشكل خاص وصولا الى الإبادة الجماعية الشاملة التي تقترف ضد الشعب الفلسطيني في غزة 2023-2024-2-25 يضاف اليها سلسلة من المجازر والمذابح الدموية الجماعية وجرائم الحرب المختلفة ضد الفلسطينيين، وهي واسعة شاملة لم تترك مجالاً من مجالات الحياة الفلسطينية إلا وطالته، ولم تترك بيتاً فلسطينياً إلا وألحقت به الأذى، ولم تترك أسرة فلسطينية إلا وأوقعت بين أبنائها الشهداء أو الجرحى أو المعاقين أو الأسرى، فقد شملت جرائم الحرب الصهيونية ليس فقط الإنسان الفلسطيني، وإنما كذلك الأرض والبيئة والماء والهواء والمقدسات، ولم تعتق لا الشيخ ولا الطفل ولا المرأة ولا الشجر ولا الحجر، فضلاً عن أنها ألحقت دماراً هائلاً متراكماً بكافة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والرياضية والإدارية وغيرها.

وما بين ذلك الزمن قبل نحو ستة وسبعين عاما، واليوم ونحن في مطلع العام/2025 ليس فقط لم يتوقف نهج المذابح والمجازر التي ارتقت الى مستوى”المحرقة”على مدار العقود والسنوات الماضية التي اعقبت النكبة، بل باتت هذه السياسة العمود الفقري للاستراتيجية الاسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، الذي اصبح يواجه في كل يوم المزيد والمزيد من النكبات والمحارق التي لا حصر لها…؟..!

وفي الخلاصة المكثفة في هذا الموضوع نؤكد:

-لم يكن بالامكان تفريغ البلاد وغزوها بالمستعمرين اليهود لولا التواطؤ الاستعماري الغربي -البريطاني وسياسات التطهير العرقي الابادية.

-الاستراتيجية الصهيونية تبنت ذبح أكبر عدد من الفلسطينيين، وإرهاب وترويع الآخرين، وإجبارهم على الرحيل و اللجوء بغية تفريغ الأرض.

-جرائم الحرب الصهيونية لم تترك مجالاً من مجالات الحياة الفلسطينية إلا وطالته، ولم تترك بيتاً فلسطينياً إلا وألحقت به الأذى.

-وفي الافق من المتوقع ان تواصل “دولة الارهاب الصهيونية” حروبها الإبادية والتهجيرية الشاملة فالصراع صراع وجود ومستقبل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى