معاريف: يقفزون بين الساحات
معاريف 16/9/2024، آفي أشكنازي: يقفزون بين الساحات
بين غزة، بيروت، طهران والحُديدة، إسرائيل تقاتل نحو سنة والسؤال الأكبر هو: الى أين المسير؟ المستوى السياسي يؤشر الى أنه يستهدف تنفيذ قلبا للجرة بالنسبة للقتال متعدد الساحات، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستهدف عقد جلسة كابنت والاعلان عن إعادة سكان الشمال الى بيوتهم كأحد اهداف الحرب.
في هذه الاثناء ثارت في إسرائيل أصوات صافرات سمعت في كل منطقة الوسط – وكله بسبب صاروخ إيراني اجتاز رفعا للمستوى وأطلقه الحوثيون الى إسرائيل. الصاروخ تفكك/اعترض من قبل سلاح الجو، لكنه نجح في أن يخلق دراما حقيقية. حكم غوش دان لا يشبه نهاريا، كريات شمونا وسدروت وعسقلان أيضا – وعليه فقد هرع رئيس الوزراء أيضا لان يطلق في مستهل جلسة الحكومة تهديدا لليمن بان الحدث لن يمر مرور الكرام. هذا في الوقت الذي في الشمال ينتظرون – بعد نحو سنة، الاف الصواريخ وعشرات القتلى والجرحى – بان يتغير الواقع، تتوقف النار، ان يكون ممكنا العودة الى هذا الإقليم الذي هجرته الحكومة.
حرب السيوف الحديدية فرضت على إسرائيل. صحيح فعلت الحكومة التي قررت بان قطاع غزة هي الساحة الأساس والشمال ساحة فرعية. التهديد الفوري الوجودي جاء في 7 أكتوبر من غزة. كان صحيحا تحديد اهداف الحرب بانها: إبادة القدرات السلطوية والعسكرية لحماس وتحرير مخطوفين. ليس صحيحا كيف ادارت الحكومة الحرب. الأهداف الواضحة ضاعت بفضل جملة أسباب.
وصلت إسرائيل قبل بضعة أسابيع الى مفترق T. الحاجة للاختيار هل نسير الى صفقة لتحرير عموم المخطوفين ووقف الحرب ام نواصل الغرق في الوحل الغزي والدوران حول محورنا نفسنا. من جهة، لا ندخل الى قتال في المناطق التي توجد فيها معلومات عن مخطوفين. بالمقابل – لا نخلق بديلا سلطويا لحماس. إضافة الى ذلك لا نبني روافع ثقيلة على حماس تؤدب بها الى الزحف لوقف النار.
إسرائيل تتصرف بتردد، بشكل جامد، ببطء وبانعدام طاقة في الحرب في الجنوب. الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات عسكرية مبهرة جدا، لم تترجم الى خطوات سياسية. في جهاز الامن تسمع المزيد فالمزيد من الاقوال التي تفيد بان نتنياهو غير معني بصفقة مع حماس. المزيد فالمزيد من المحافل في جهاز الامن تعتقد بانه يفضل وحدة الائتلاف في هذا الوقت، غير ان ساعة رمل المخطوفين آخذة في النفاذ. وهكذا أيضا الاحابيل الإعلامية. بعد رفح، محور فيلادلفيا وتهريب المخطوفين الى ايران واليمن مشوق ان نرى ما هي الاحبولة التالية.
الان، بعد نحو سنة، حكومة إسرائيل تريد أن تغير وجه الساحة في الشمال: تركيز كل القوة حيال لبنان، حيال حزب الله، بما في ذلك نقل الفرق المناورة في صالح مناورة في الشمال، وبالتوازي – مرابطة فرق احتياط في الجولان وفي شمال الضفة أيضا. هذا يعني ان في غزة سيبقون المخطوفين جانبا والمهام المفتوحة. في قيادة المنطقة الشمالية يخوضون معركة دفاع مبهرة ويضربون حزب الله بشكل منهاجي. في الجيش الإسرائيلي يقولون ان القتال ضد حزب الله يتم بتصميم، دون الارتداع من رد حزب الله بالنار على الشمال. حزب الله يفهم الوضع الإسرائيلي الداخلي. وهو يتلقى التعليمات والمساعدات من طهران. النار أمس لصاروخ من اليمن هي جزء من الخطوة الشاملة من جانب طهران لممارسة ضغط على إسرائيل. وبالتالي على حكومة إسرائيل أن تجري بحثا استراتيجيا حقيقيا، ان تدفع لاغلاق ساحة غزة وتحرير المخطوفين – وفقط بعد ذلك احتساب العملية في لبنان وبلورة الائتلاف الدولي حيال ايران. اما القفز بين الساحات ومحاولات خلق معادلات جديدة – فيجب أن تتم بتفكير مسبق.