معاريف: هل يمكن الان تحقيق فك الارتباط بين الجبهة اللبنانية وبين الجبهة في غزة؟
معاريف 30/9/2024، ميخائيل هراري: هل يمكن الان تحقيق فك الارتباط بين الجبهة اللبنانية وبين الجبهة في غزة؟
تصفية زعيم حزب الله توقع ضربة شديدة على المنظمة وعلى ايران. الطرفان، وربما بالتشديد على ايران تقفان الان امام معضلة قاسية للغاية: هل مواصلة المنحى القتالي حيال إسرائيل، كما قاده نصرالله على مدى السنة الأخيرة؟ هل تشدد الخطوات بشكل يعطي شرعية لإسرائيل لتوسيع هجماتها على لبنان؟ هل ستتجه ايران الى رد مباشر من جانبها على إسرائيل؟ بالفعل، تساؤلات صعبة وكثيرة.
أولا، بالنسبة لإيران: اذا استندنا الى السنة الأخيرة، فليس لها مصلحة في تصعيد واسع جدا وفي مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الخسارة التامة لربيبها في لبنان. لها مصلحة في إعادة التقرب من الغرب ومع التشديد على الإدارة الامريكية الجديدة (كائنة من كانت) لاجل الازالة او التخفيف للعقوبات الاقتصادية والمواظبة على سعيها نحو قدرة نووية عسكرية.
اذا كان هذا هو الحال، فان طهران كفيلة بان تبتلع القرص المرير (جدا) وتمتنع عن الوقوع في شباك إسرائيل. صحيح أنها لم ترفع الايادي استسلاما، لكنها لن تسمح لإسرائيل بان تجرها الى مواجهة. بكلمات أخرى: ستتطلع الى أن تحتوي الضربة لقيادة حزب الله، تعيد تعبئة الفراغات القيادية فيه وتتمسك باستراتيجية بعيدة المدى تساعد على بقاء النظام.
بالنسبة لحزب الله، فان سلسلة الضربات الفتاكة انزلت بقدر كبير من أسهمه في ايران وعلى ما يبدو نقلت مسؤولية الحسم بالقرارات الصعبة الان الى طهران. المنظمة ستبذل جهودا هائلة للحفاظ على ذخائرها السياسية في لبنان كي تحفظ مركزيتها في كل ما يتعلق بالقرارات في الساحة السياسية في بيروت.
يقف لبنان امام تحد هائل. فهل ستنجح محافل المعارضة لحزب الله وربما أيضا تلك التي ارتبطت به في السنوات الأخيرة، في استغلال اللحظة المناسبة كي تعزز مؤسسات الدولة، تنتخب رئيسا وترفع لبنان الى مسار آخر؟ يمكن ان نكون شكاكين لكن يمكن أيضا بالسماح بقدر ما من المفاجأة الإيجابية.
السؤال المركزي: هل يمكن الان تحقيق فك الارتباط بين الجبهة اللبنانية وبين الجبهة في غزة، كما ارادت إسرائيل، في ظل ضربة شديدة لحزب الله؟ الكثير جدا متعلق بالدبلوماسية النشطة والفاعلة بقيادة أمريكية أن تعرف كيف تستغل بحكمة الضربات التي تعرض لها حزب الله. سطحيا، الظروف الحالية كفيلة بان تسمح بخطوة وقف نار في ظل حوار امريكي – إيراني (واسرائيلي من خلف الكواليس.
تحدٍ مشابه يقف امام إسرائيل. هل ستتمكن من استغلال نجاحاتها المبهرة حيال حزب الله كي تدفع قدما بخطوة سياسية حيال الجبهة اللبنانية؟ على إسرائيل ان تستغل إنجازاتها، الضربات لحزب الله وعدم مصلحة ايران في حرب واسعة ومباشرة، كي تصل الى وقف نار في الشمال. فهذا يفك عمليا الارتباط بالحرب في غزة ويفتح ثغرة لتوافقات طموحة اكثر تتجاوز العودة لمجرد 1701. الغاية هي الوصول الى منحى متفق عليه في لبنان يمنع أو يقلص جدا قدرة حزب الله على إعادة التسلح، ويسمح لدولة لبنان بتنظيم شؤونها، مع التشديد على انتخاب رئيس بشكل منقطع عن تأثير حزب الله.
من المهم أن نتذكر بان على الإنجازات العسكرية ان تؤدي الى خطوات سياسية لا يمكن في ظروف أخرى تحقيقها. حذار على إسرائيل أن تنجرف وراء نجاحات تكتيكية، مهما كانت مبهرة. فهذه يجب أن تترجم الى لغة استراتيجية.