ترجمات عبرية

معاريف: معادلة متوازنة: دون وقف نار في قطاع غزة فان احتمالية المعركة الإقليمية اعلى

معاريف 7/8/2024، داني سترينوبتس: معادلة متوازنة: دون وقف نار في قطاع غزة فان احتمالية المعركة الإقليمية اعلى

حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، حاول في عهده ان يحقق “توازنا استراتيجيا” مع اسرائيل.  السلاح الكيميائي الذي انتجته سوريا وقدرات صواريخ أرض أرض السورية شكلت عناصر استراتيجية في هذه الإرادة. من خطاب حسن نصرالله أمس يفهم على ما يبدو بان “محور المقاومة” يعتقد انه وصل الى مثل هذا التوازن، في ضوء الفهم بانه بخلاف الحروب السابقة، فانه ليس فقط لا يمكن لإسرائيل أن تدافع عن نفسها بقواها الذاتية بل ونشأت أيضا معادلة متوازنة بين الثمن الذي يدفعه المحور وبين الثمن الذي تدفعه إسرائيل.

يخيل أن هذا التفكير يؤدي بنصرالله الى الفهم بان من الصواب استخدام هذا التوازن الاستراتيجي لاجل التأكد من الا تتمكن إسرائيل من هزيمة “المقاومة الفلسطينية”. على نحو يشبه تفكير الولايات المتحدة بالنسبة لفيتنام في عهد الحرب الباردة، في نظر نصرالله اذا ما هزمت حماس في القطاع، فانها ليست سوى مسألة وقت الى أن يكون كل العالم العربي في خطر من إسرائيل بسبب سياستها المتطرفة بل وحتى المواقع الاسلامية المقدسة.

في ضوء ذلك، ليس بوسع المحور وبالتأكيد نصرالله ان يوقف المعركة في الشمال في الوقت الحالي ومن الصواب استخدام قوة المحور لاجل فرض وقف النال على إسرائيل.

هذا الفهم خطير للغاية اذ له معنى واحد – لا يمكن ضعضعة الارتباط المصيري الذي خلقه حزب الله في 8 أكتوبر بين حماس قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وستكون المنظمة مستعدة لان تواصل المواجهة مع إسرائيل الى أن توافق هذه على اتفاق وقف النار في القطاع، سينقذ عمليا حماس. وحتى لو غيرت إسرائيل نمط عملها، وطالما لا يكون وقف نار في غزة، فان النار في الشمال ستستمر.

في ضوء هذا يضع نصرالله امام إسرائيل عمليا خيارين: وقف نار في غزة تسمح لحماس بالنجاة عسكريا وسياسيا، او استمرار المعركة في الشمال لن تسمح فقط للمواطنين الإسرائيليين بالعودة الى بيوتهم. معقول الافتراض بان هذه الخطوات ستؤدي الى معركة واسعة في الشمال في ضوء ارتفاع درجة ردود فعل حزب الله في الاشهر الأخيرة، والذي يتضمن توزيع مدى نار المنظمة في شمال إسرائيل.

هذا، بالطبع، اذا لم تصل الأطراف الى معركة فيما بينها في اعقاب رد المنظمة على تصفية فؤاد شكر، والذي من الواضح أنه سيكون مختلفا جوهريا عن كل الاعمال التي قام بها حزب الله حتى الان حيال إسرائيل – سواء بالحجم ام في المدى وربما حتى في نوع السلاح. عاد نصرالله وتعهد برد من هذا النوع وبالتالي، لاجل الحفاظ على ردع المنظمة وفي ضوء الحاجة لان يضع لإسرائيل خطا احمر في نظره في كل ما يتعلق بالمس بكبار مسؤولي المنظمة، ولا سيما “في القلب النابض” لحزب الله – الضاحية في بيروت – ردا شديدا سيصل دون أي صلة بالضغط الذي يمارس على المنظمة داخليا في لبنان أم خارجيا من جهة دول مختلفة.

في السطر الأخير، توجد الأطراف على شفا تصعيد واسع لكن حتى لو منع هذا، واضح انه بدون وقف نار في القطاع لا توجد لحزب الله أي نية لوقف النار في الشمال، دون صلة بما تفعله إسرائيل. هذه الحقيقة تضمن تصعيدا تقريبا في كل سيناريو مهما كان.  من خطاب أمس واضح ان نصرالله واثق ان ليس فقط إسرائيل غير معنية بالحرب بل ان قدرات المنظمة هي في مستوى يجعل إسرائيل تفكر مرتين في سياقات توسيع المعركة، واذا ما فرضت هذه عليهم – فان المحور سيتمكن من إسرائيل.

*باحث مختص بالشؤون الإيرانية في معهد بحوث الامن القومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى