ترجمات عبرية

معاريف: مراجعات فكرية بعد الاتفاق

معاريف 28/11/2024، ميخائيل هراري: مراجعات فكرية بعد الاتفاق

دخل اتفاق وقف النار في لبنان الى حيز التنفيذ أمس. وعرض الرئيس بايدن الاتفاق وشدد على أنه “وقف نار دائم”. كما تناول التزامه بإعادة المخطوفين وانهاء الحرب في غزة، التشديد سيكون الان على شكل تنفيذ الاتفاق، لكن عدة مسائل مركزية ستقرر اذا كانت هذه مسيرة طويلة المدى من الاستقرار: 

منع تهريب السلاح من ايران الى حزب الله: الهدف هو منع إعادة بناء حزب الله عسكريا ولمعابر الحدود بين سوريا ولبنان أهمية كبرى في هذا الشأن. سيصعب على الجيش اللبناني أن ينفذ وحده رقابة وثيقة لمعابر الحدود. وعليه، فسيكون دور مركزي للاعبين خارجيين – الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا وربما حتى روسيا. لموسكو توجد مصلحة واضحة في الحفاظ على حكم الأسد في دمشق، وعليه فهي كفيلة بان تساهم في مسيرة التسوية في لبنان مقابل ذلك. زيارة رون ديرمر الى موسكو أشارت الى رغبة إسرائيل في التأييد الروسي بقدر ما يمكن التوقع عليه والاعتماد عليه. 

إعادة بناء جنوب لبنان: الاضطرار لاعادة بناء المنطقة في نهاية اكثر من سنة من الحرب حيوي في المدى الفوري لاجل السماح بعودة السكان الى بيوتهم. ولا يدور الحديث عن مسألة اقتصادية، بل عن تحدٍ سياسي حقيقي. فلاجل منع حزب الله من أعادة بناء مكانته من خلال مصادره الماليه ينبغي الضمان الا تنقل المساعدات الدولية الا عبر حكومة لبنان. وهكذا سيكون ممكنا المساهمة في مسيرة تعزيز الدولة. وكانت صحيفة “الاخبار” اللبنانية، المقربة من الحزب قد شددت على ضرورة التركيز على عملية إعادة البناء. 

استقرار الساحة السياسية في لبنان: مؤسسات الدولة تؤدي مهامها عمليا بشكل ناقص منذ اكثر من سنتين. موازين القوى السياسي، بالتشديد على قوة حزب الله، منعت انتخاب رئيس مقبول من عموم الجهات. في ضوء الضعف الواضح لحزب الله، بما في ذلك تصفية سلسلة قيادته لعله سيكون ممكنا تحريك مسيرة سياسية تتيح انتخاب رئيس وحكومة دائمة. الامر متعلق بقدر كبير باللاعبين السياسيين داخل لبنان، بالطبع، بمساعدة لاعبين خارجيين ذوي صلة. فهل سيستغل اللبنانيون اللحظة المناسبة التي امامهم؟ الأيام ستقول. 

تسوية نقاط الخلاف في الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان: بعد التوقيع على الاتفاق البحري جرى الحديث كثيرا عن الحاجة للمواصلة الى الامام وتسوية الخلافات في موضوع الحدود البرية. توجد لهذا أهمية الان، رغم ان إسرائيل الرسمية تشدد بان هذا لن يتم الا “اذا رغبت في ذلك”. بعض من النقاط سهلة على الحل، أخرى اكثر تحديا. موضوع مزارع شبعا يستوجب مشاركة سورية. جدير بالتعاطي مع هذه المفاوضات، اذا ما استؤنفت، بشكل بناء، وليس بالذات انطلاقا من تقدير متفائل بانه يمكن حل عموم الخلافات بسرعة، بل في ضوء حقيقة ان اطار مفاوضات يبقي على حوار سياسي، وان كان غير مباشر يساعد على تعزيز العنوان السياسي في لبنان. 

هام جدا في هذه المرحلة التشديد على ثلاث نقاط أساسية: 

لا ينبغي لإسرائيل أن تكون مشاركة، بشكل غير مباشر او ظاهر، في السياقات اللبنانية الداخلية التي أشرنا اليها آنفا، حتى وان كانت لها مصلحة مباشرة في شأن الشكل الذي تتحقق فيه، وان لم تكن لها أيضا. فمشاركة إسرائيلية من شأنها أن تقطع من مهدها كل مسيرة سياسية داخلية بناءة. 

إسرائيل ملزمة بان تتابع بشكل واع السياقات التي ستقع في المنطقة بعد وقف النار. حزب الله ضعف بشكل جوهري لكنه لم يختفِ عن الساحة. سيكون هاما التصرف وفقا لتوقعات أصحاب القرار والجمهور في إسرائيل. الطرفان يسوقان الان الاتفاق كانجاز، الى جانب شكوك في موضوع طول نفسه. مسموح أن نكون شكاكين لكن اهم المساهمة في فرص نجاح الاتفاق، بما في ذلك حيال الرأي العام.

الكثير جدا موضوع على كاهل دولة لبنان والمجتمع اللبناني. قدر كبير من الشك في هذا السياق واقعي تماما، لكن دولة إسرائيل يجب أن تقوم بما هو ملقى على عاتقها. هي، وليس أي طرف آخر. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى