معاريف: محظور الخوف من ايران

معاريف 10/10/2024، يوآف هيلر: محظور الخوف من ايران
المواجهة مع ايران هي خيار لا ينبغي الامتناع عنه. هكذا فقط سيكون ممكنا احداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط، تغيير سيجعل إسرائيل في مسيرة طويلةـ حقيقة ناجزة في نظر جيرانها ويدفع قدما بانهاء النزاع في المنطقة. ولماذا بالذات الان؟ لانه بعد الهجمات الكبيرة لإسرائيل في لبنان في الأسبوعين الأخيرين تغيرت المعادلة. لكن الوضع الجديد، المميز، لن يبقى هكذا الى الابد، ويجب المسارعة الى استغلاله حتى النهاية.
قبل أن ترفضوا الفكرة اسمحوا لي الادعاء بان هذا ليس قولا متحمسا او مغرورا، بل قول واع. فالى جانب تحرير المخطوفين – المهمة العليا – علينا أن ننهي المهمة الكاملة: معالجة رأس الوحش، منح الامن لمواطني إسرائيل والوصول الى نهاية حقيقية للحرب تؤثر على مستقبل المنطقة كلها.
ان الحرب التي توجد فيها إسرائيل منذ سنة هي حرب في محور الإبادة. ليس فقط لحماس او حزب الله بل للمحور الذي ينتمون اليه ورأسه هو حكم آيات الله الإيراني. هذا هو المحرك التكنولوجي، المالي، الفكري والاستراتيجي للهدف الأعلى المشترك، “إبادة الكيان الصهيوني”. هكذا بحيث أنه لا يهم أي منظمة نضعف او نبيد – فالحديث يدور عن ذراع واحد في المحور.
في نقطة الزمن الحالية نجحت إسرائيل في سرقة الأوراق. فالهجوم المدهش للجيش الإسرائيلي في لبنان ينطوي على بشرى ممكنة لتصفية هذا المحور الخطير. لكن هذا لن يحصل الا اذا بقينا مصممين في الحرب. على إسرائيل ان تواصل في لبنان دون خوف حتى ترتيب يتضمن نوعا من اتفاق سلام مع لبنان بما في ذلك اضعاف حتى سحق لحزب الله وتحقيق أمن لسكان الشمال.
اذا كان معنى مثل هذه الخطوة تدخلا عسكريا ذا مغزى من جانب ايران، فسيتعين علينا أن ننمي جلد فيل وان نكون جاهزين لحرب ضدها. سيكون هذا صعبا جدا، لكن ينبغي أن نأخذ بالحسبان بان ايران لا تزال بدون سلاح نووي وحزب الله أضعف جدا. هاتان الحقيقتان تضعان إسرائيل في النقطة الزمنية الحالية في تفوق واضح على ايران التي بعد سنتين كفيلة بان تكون نووية ومعززة بحزب الله المرمم.
وفوق كل شيء، فان قرارا في أن تدخلا إيرانيا لا يردعنا هو تصريح للعالم واساسا الى الشرق الأوسط. تصريح يقول ان هذا إما محور الإبادة او الازدهار والسلام في منطقتنا – وان إسرائيل هي رأس الحربة في هذه الحرب.
البشرى الأكبر هنا هي كما أسلفنا، مدخلا لمسيرة طويلة لكن حقيقية في نهايتها ستستقبل إسرائيل باذرع مفتوحة في الشرق الأوسط. في هذه المسيرة سيكون اعتراف بالارتباط التاريخي لليهود في البلاد وعلى أي حال سيعترف بحق الشعب اليهودي في أن يقيم سيادة في الشرق الأوسط. وعندها سيكون ممكنا الحديث عن سلام حقيقي.
وعليه، فان التطلع ينبغي أن يكون الامتناع عن حرب إقليمية – لكن ليس باي ثمن. اذا ارتكب الإيرانيون الخطأ وقرروا الرد فستكون لنا فرصة لمرة واحدة الا نحتوي بل ان نهاجم هناك وان نضعف جدا محور الإبادة ونعطي املا للمحور المعتدل في الشرق الأوسط، لسنوات طويلة الى الامام.