ترجمات عبرية

معاريف: لا مناص من العمل فورا بريا في مناورة تكون محدودة حتى الليطاني

معاريف 26/9/2024، أفرايم غانور: لا مناص من العمل فورا بريا في مناورة تكون محدودة حتى الليطاني 

الميل الإيراني المغرض معروف وواضح ويعمل ضدنا بكثافة منذ نحو سنة: خوض حرب استنزاف طويلة ومريرة في عدة جبهات تؤدي بدولة إسرائيل الى انهيار اقتصادي، اجتماعي وأمني فيما عمليا لا يمكن تجاهل حقيقة أن للايرانيين يوجد صحيح حتى اليوم نجاح لا بأس به في تنفيذ خطتهم بعيدة المدى التي تتواصل منذ سنة ونهايتها لا تبدو في الأفق.

هذه الخطة وصلت في الأسبوعين الأخيرين الى مرحلتها الحرجة والحاسمة، وبعد أن اصبح شمال دولة إسرائيل بعد 11 شهرا من الحرب “أرضا سائبة” مهجورة من السكان وعرضة لقصف يومي من الصواريخ والمُسيرات خلفت وراءها دمارا، خرابا والاف من الدونمات المحروقة، قررت دولة إسرائيل أخيرا العمل في الشمال وتثبيت عودة النازحين الى بيوتهم بأحد أهداف الحرب.

بشكل واضح ومتوقع كُلف بعبء المهمة الأساس لمواجهة قدرات اطلاق الصواريخ الهائلة لدى حزب الله سلاح الجو، الذي بمساعدة شعبة الاستخبارات والموساد بدأ يعمل بقوة عظيمة في لبنان وفي سوريا بنجاح عظيم جدا.

لهذه الحقيقة انضم بالطبع النجاح الكبير والمفاجيء الذي أذهل حزب الله في تفجير أجهزة الاتصال والاشعار لدى رجاله، العملية التي اثبتت مستوى استخباري وقدرات غير متوقعة، وان كانت آلمت جدا حزب الله لكنها لم توقف اطلاق الصواريخ والمسيرات بل وتسببت بتوسيع مداها واصابة اهداف “حساسة”.

وذلك انطلاقا من نية واضحة لمواصلة خوض حرب الاستنزاف هذه، رغم “التصفيات” في القيادة، رغم الضربة الشديدة لمنظومة الصواريخ، القواعد والمعنويات، يتبين أن الدافع والميل لدى حزب الله وايران لمواصلة حرب الاستنزاف هذه بقي صلبا دون أي مؤشر انكسار ونية لوقف النار.

هذه الحقيقة تبعث هنا ذكريات وحقائق من حرب لبنان الثانية. في 2008 نشرت لجنة فينوغراد تقريرها النهائي عن حرب لبنان الثانية وكتبت بانه “كان اعتقاد زائد بقوة سلاح الجو. إحساس مغلوط في أن الحل سيكون جويا”.

هام جدا تناول هذه الحقائق، ولا سيما في هذه الساعات الصعبة، حين يوسع حزب الله بنك أهدافه، يزيد المسافات، ومن حيث الوقائع لا يمكن تغيير الواقع وإعادة سكان الشمال الى بيوتهم دون مناورة برية واسعة وذكية يقوم بها الجيش الإسرائيلي داخل أراضي لبنان.

لقد علمنا التاريخ بان اعداءنا المريرين يفهمون معنى القوة بشكل ملموس وواضح فقط عندما يرون دبابات وجنود الجيش الإسرائيلي يسيطرون على الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم.

لا مناص من العمل فورا بريا في مناورة تكون محدودة حتى الليطاني، مسافة تكفي لخلق “شريط امني” ناجع لاجل إعادة السكان الى الشمال. وبالفعل اذا ما واصل حزب الله عادته في اطلاق الصواريخ والمُسيرات نحو أراضي الدولة، فستعمل إسرائيل على ان “تمحو” من على وجه الأرض قرى معادية مثل كفر كلا، عديسة، مركبة، كي يروا ويخافوا للأجيال القادمة أيضا.

هذه المناورة ستشكل جزء لا يتجزأ من خطة سياسية تطرحها الحكومة على الجيش لانهاء الحرب وتشكل أساسا للمفاوضات لوقف نار طويل المدى مع حزب الله ويكون ممكنا ربطه باتفاق لاعادة المخطوفين من حماس.

مثل هذه المناورة للجيش الإسرائيلي داخل لبنان ستؤدي بلا شك الى خطوة توقف هذه الحرب، وذلك أيضا بسبب تدخل دولي مكثف خشية اشتعال حرب إقليمية وكذا لخوف الإيرانيين من أن يفقدوا ذراعهم الأهم والاقوى حيال إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى