ترجمات عبرية

معاريف: في غزة أقمنا دولة فلسطين

معاريف 28/5/2025، أفرايم غانور: في غزة أقمنا دولة فلسطين

في الوقت الذي رقص فيه ايتمار بن غير وبتسلئيل سموتريتش ومن لف لفهما على جبل البيت (الحرم) مع اعلام إسرائيل، هتفوا وتمنوا إعادة بناء الهيكل واستيطان متجدد في قطاع غزة، فان صور الفظائع عما يجري في القطاع المدمر تملأ كل الشاشات في العالم، تزيد بقدر واضح الكراهية لدولة إسرائيل وترفع بشكل حاد مستوى اللاسامية في كل العالم.

هذا يحصل بينما يواصل نتنياهو رش الملح على جراح عائلات المخطوفين ببيان يبعث توقعات وآمال: “ان لم يكن اليوم، فغدا يمكننا أن نبشر بشيء ما”، وبعد ساعة يتبين أن هذا بيان عابث، خدعة أخرى من رئيس وزراء عديم المشاعر والحد الأدنى من التعاطي تجاه عائلات المخطوفين حتى بعد نحو 20 شهرا من الحرب. هذا يحصل فيما أن الحكومة ومن يقف على رأسها يقلبون العوالم كي يعينوا رئيس شباك موال ومتفان لاحتياجاتهم، يفترض أن يخدم الانقلاب النظامي في ذروته حين لا يكون يعنيها في هذه الأيام الصعبة هو توسيع صلاحيات الحاخامين من خلال قوانين جديدة تتيح لهم ان يقرروا ويبحثوا في شؤون مدنية.

في هذه الساعات تماما، فيما يشدد الجيش الإسرائيلي الحرب التي لا تنتهي في قطاع غزة حيال فلول حماس، فان أوروبا تشدد النبرة المهددة تجاه إسرائيل. لمن لا يزال لم يسمع ولم يعرف – في الشهر القادم سينعقد في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك مؤتمر دولي بمبادرة فرنسية – سعودية هدفه إقامة الدولة الفلسطينية. وذلك من خلال الترويج للمبادرة الفرنسية لحل الدولتين للشعبين، وهو الميل الذي حسب التقارير الأخيرة من فرنسا يوجد لهم مؤيدون كثيرون في العالم وعددهم آخذ في الازدياد. من يفترض أن ينضم الى هذه المبادرة هي كندا، بريطانيا، اسبانيا، استراليا، بلجيكا والدول الاسكندنافية. كل المحاولات لمنع الحقيقة والواقع المرير الذي خلقته هذه الحكومة على مدى نحو 20 شهرا من الحرب، إذ لم تعرف كيف تحول النصر العسكري الى حل سياسي – امني في قطاع غزة، لن تنجح في الغاء الحقيقة التاريخية: في قطاع غزة، في حرب السيوف الحديدية وفي حملة “عربات جدعون” أقمنا الدولة الفلسطينية.

حكومة مسؤولة وبراغماتية كانت في هذه الساعات ستقلب العوالم كي تزيل شر القضاء المرتقب من ذاك المؤتمر في الأمم المتحدة وتعمل بكل قوتها لاعادة المخطوفين من خلال وقف الحرب في غزة. كل هذا في الوقت الذي تأتي به صور الفظاعة من قطاع غزة، وأبرياء يقعون ضحايا الحرب، وصور أطفال، نساء وشيوخ جوعى تجعل الجيش الإسرائيلي جيش زعران، مجرمي حرب عديمي الرحمة، فيما ان الواقع بالفعل يختلف تماما. وهكذا – هذه الحكومة بسلوكها الفاشل والمجرم تخدم نوايا حماس واراداتها.

 واضح لكل ذي عقل حتى قبل المؤتمر في نيويورك، بان استمرار الحرب والازمة الإنسانية المصورة في قطاع غزة يجلبان على دولة إسرائيل آثار قاسية جدا ستضعضع مكانتها في العالم – بالتشديد على آثار اقتصادية سيكون لها تأثير حقيقي وفوري على حياتنا. وعندما نسمع فردريش ميرتس، المستشار الألماني في احدى الدول الصديقة الكبرى لإسرائيل يقول: “لا يمكن تبرير شدة الهجوم الحالي لإسرائيل في قطاع غزة. لا افهم ما هو هدف الجيش الإسرائيلي”، عندما يدعو أعضاء البرلمان الالماني الى فرض حظر سلاح على إسرائيل وعندما مأمور الرياضة في الاتحاد الأوروبي غلين ميكاليف ينضم في موقفه الى الجبهة الأوروبية التي تبلورت ضد إسرائيل ويطالب بتجميد إسرائيل من الساحة الدولية مثل روسيا وبيلاروسيا، فان هذا يجب ان يوقظ هذه الحكومة الرهيبة بتفكير آخر، للفهم بان لا مفر من إعادة المخطوفين ووقف الحرب – ومن الأفضل ان يكون هذا مبكرا حتى لو بساعة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى