معاريف: عن التصفيات
معاريف 15/7/2024، ميشكا بن دافيد: عن التصفيات
تجري إسرائيل حملات تصفية في ساحتين أساسيتين – احباط السلاح غير التقليدي واحباط الإرهاب. في الستينيات جند المصريون علماء ألمان في محاولة لتطوير صواريخ أرض أرض. إسرائيل التي رأت في ذلك تهديدا وجوديا – كلفت الموساد باحباط ذلك. بعض من العلماء أصيبوا بمغلفات متفجرة وواحد اختفى. المشروع توقف، لكن العالم العربي واصل محاولة التزود بسلاح الإبادة الشاملة. د. جيرالد بول الكندي طور للعراق مدفعا اعلى قادرا على اطلاق قذائف بوزن 500 كيلو الى مدى يصل الى إسرائيل. وقد صفي في 1990، وتصفيته وضعت حدا للمشروع. المحاولة الإيرانية للتزود بسلاح نووي ولدت بضع حملات ضد علماء وعلى رأسها تصفية “أبو القنبلة الإيرانية” فخري زادة في تشرين الثاني 2020.
لقد نجحت إسرائيل في ان تؤخر تطوير سلاح الدمار الشامل من قبل اعدائها لكنها لم تنجح في منعهم. نحو 40 صاروخ سكاد اطلقه الى إسرائيل العراقيون في حرب الخليج، وليس للايرانيين بعد قنبلة نووية لكن يوجد لهم ما يكفي من اليورانيوم المخصب لعدة قنابل، وكمية كبيرة من الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول الى إسرائيل. وقد زودت حلفاءها بعشرات الاف من صواريخ ارض ارض تغطي أراضي الدولة.
الصورة مشابهة في مجال تصفيات الإرهاب. في السبعينيات انشغل الموساد بتصفية رجال “أيلول الأسود” الذين كانوا مشاركين في مذبحة الرياضيين في ميونخ. المنظمة كفت عن الوجود بعد تصفية بعض زعمائها في حملة “ربيع الشباب” والموساد تحاسب أيضا مع مخطط المذبحة، علي حسن سلامة. لكن واضح أن فتح وم.ت.ف لم تتوقفا عن سياسة العمليات.
في 22/1/1995 نفذ الجهاد الإسلامي عملية انتحارية مزدوجة في مفترق بيت ليد. قتل 22 شخصا. فتحي الشقاقي، زعيم التنظيم، اخذ المسؤولية. بعد تصفيته في 26/10/1995 كف التنظيم عن الوجود، لكن بعد سنوات من ذلك بدأ يعيد بناء نفسه في قطاع غزة، وهو مسؤول عن اطلاق الصواريخ الى إسرائيل وعن عمليات إرهاب، بما فيها المشاركة في مذبحة 7 أكتوبر. في 31/7/1997 فجر مخرب انتحاري نفسه في سوق محنيه يهودا وتسبب بموت 18 شخصا. خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس اخذ المسؤولية. في 4 أيلول نفذت المنظمة عملية انتحارية مزدوجة في شارع بن يهودا في القدس. في ذاك الشهر خرج فريق من الموساد الى الأردن لتصفية مشعل بواسطة السم. أصيب مشعل وانهار، لكنه القي القبض على مقاتلين اثنين. في صفقة عاجلة اعدت بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك حسين تقرر ارسال اكسير الحياة الذي انقذ مشعل من الموت، وبالمقابل تحرير المقاتلين.
الجيش الإسرائيلي يقاتل حماس في الأشهر التسعية وعلى ما يبدو نجح في تصفية معظم مقاتليها وقادتها. ويحتمل أن يكون صفى رئيس أركانها. للامر سيكون تأثير على المنظمة، لكن حتى لو كفت حماس عن أداء مهامها كجيش، فان السكان الذين يؤمنون بايديولوجيتها بقوا على حالهم، وبعد وقت سيعيدون تنظيم أنفسهم ضدنا.
في الاتفاق غير المكتوب الذي بين دولة إسرائيل ومواطنيها، فانها ملتزمة بعمل كل ما بوسعها للدفاع عنهم، بما في ذلك تصفية متصدر الإرهاب ومن يطور لاعدائها سلاح الدمار الشامل. لكن لا توجد إمكانية لان نمنع على مدى الزمن التزود بهذا السلاح او تصفية منظمة إرهاب عن طريق الإرهاب المضاد. الحل يكمن في تغيير جوهري للوضع: بالسلام.