معاريف: عملية في لبنان مسألة وقت
معاريف 27/8/2024، دافيد بن بست: عملية في لبنان مسألة وقت
على الولايات المتحدة ان تفهم بان رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، الذي يعرف بان زمنه محدود غير معني بصفقة لا تتضمن ضمن مطالبه الأخرى انسحابا هاما من محور فيلادلفيا، خروج من معبر رفح وتعهد إسرائيلي امريكي الا يصفى.
السنوار هو ابن موت. وحشيته ومسؤوليته المباشرة عن مذبحة 7 أكتوبر قررت حكمه. كما أن المخربين الذين يصفون بجموعهم يعنونه كما تعنينه قشرة الثوم. العكس هو الصحيح. في هذه اللحظة تواصل في خدمته الرواية الفلسطينية الكاذبة. الفلسطينيون، الذين جعلوا البكائية وادعاء الضحية فنا يستخدمون قناة “الجزيرة” كي يواصلوا اطلاع العالم على خرائب غزة ومئات المخربين الميتين.
السنوار الذي امله في توسع الحرب الى ساحات أخرى تبدد حتى الان يقضي في النفق ويحاول إعادة النظر في المسار. النجوم لا تتدبر له وهو يعرف ان زمنه محدود. في هذه اللحظة هو لا يبدي بوادر مرونة، لكن لن يكون له مفر. هو ينتظر لان يرى اذا كانت الحرب ستتوسع الى الشمال. اذا لم يحصل هذا، فسيلين. السنوار محبط وعديم الوسيلة امام الرد القاسي لإسرائيل، تصفية رفاقه المخربين وما يبدو في نظره كانعدام الرد الإيراني.
ان تصفية إسماعيل هنية في طهران تجنن النظام الإيراني الذي يريد الثأر. لكن في نفس الوقت يفهم الزعيم الأعلى آية الله علي خاميني بان ردا قاسيا اكثر مما ينبغي من جانب بلاده سيعطي إسرائيل شرعية لتدمير منشآت استراتيجية، منشآت غاز ونفط، ويشكل أيضا فرصة ذهبية لضرب منشآت النووي الإيرانية.
لإيران يوجد الكثير مما تخسره وزعماؤها يفهمون هذا جيدا. الرسائل المهددة التي تنقلها الولايات المتحدة من خلال ارسالها الى المنطقة حاملات طائرات وغواصات هدفها هجوم تردع في هذه المرحلة الزعيم الإيراني.
الولايات المتحدة حقا غير معنية بتوسيع الحرب الى ساحات أخرى. في شهر تشرين الثاني أجريت انتخابات للرئاسة والحرب مع ايران ستتسبب بالاذى للاقتصاد العالمي، أسعار النفط التي سترتفع وفرص نائبة الرئيس كمالا هاريس لان تنتخب.
امين عام حزب الله حسن نصرالله يعض على شفتيه في ضوء فشل محاولته للهجوم على إسرائيل في بداية الأسبوع. اكاذيبه المكشوفة عن الضربة المزعومة لمنشآت عسكرية في إسرائيل تشهد على الإحباط والخوف وتتيح له “انهاء الحدث”، في هذه المرحلة على الأقل. وئام وهاب، سياسي لبناني ومقرب من حزب الله اعترف في مقابلة صحفية بانه اذا ما اتسعت الحرب، فان لبنان قد يصبح غزة. هكذا بحيث ان لكل الأطراف ذات الصلة، ولا سيما الولايات المتحدة وايران توجد مصلحة واضحة في عدم توسيع الساحات.
إسرائيل لا يمكنها ان تمر مرور الكرام على إصابة وقتل مواطنين وجنود، هدم مئات البيوت، حرق مئات الدونمات في هضبة الجولان وفي الجليل وهجمات لا تتوقف عليها. الان، حين فشلت محاولة الهجوم من حزب الله، على إسرائيل ألا تنتظر الجولة التالية التي ستخوضها منظمة الإرهاب الشيعية مع أو بدون ايران. هذا واجبها في أن تهاجم وتزيل تهديد حزب الله. نحو 70 الف مواطن من الدولة اخلوا الشمال ينتظرون العودة الى بيوتهم الان. على إسرائيل أن تطالب بتطبيق قرار 1701 لمجلس الامن في الأمم المتحدة. ومع ذلك، امام الاحتمال الطفيف في الوصول الى اتفاق سياسي يرضي إسرائيل، فان الاحتمالات لعملية عسكرية إسرائيلية في داخل لبنان هي احتمالات حقيقية.