معاريف: صفقة المخطوفين والصراع الأكبر على الهوية القومية لدولة إسرائيل
معاريف 11/9/2024، ران ادليست: صفقة المخطوفين والصراع الأكبر على الهوية القومية لدولة إسرائيل
“المفاوضات عالقة، في إسرائيل يستعدون لمعركة قوية في كل الجبهات”، وهذا هو الوقت لترتيب الرأس. المفاوضات العالقة هي ليست الصراع لتحرير المخطوفين. الصفقة هي فقط الذريعة سواء للائتلاف ام لجهاز الامن. الائتلاف يبحث عن كل سبيل للبقاء وحرب الاستنزاف وتهديدات “معركة قوية في كل الجبهات” تخدم هذا الهدف. يقتل مواطنون وجنود؟ هذا “هم” الذين بدأوا، نحن فقط ندافع عن أنفسنا ونعد الشعب للحرب الأكبر على وجودنا الذي سيكون او لن يكون (لن يكون).
الرغبة في تحرير المخطوفين الان هي الغريزة الطبيعية لكل انسان عاقل باستثناء أولئك الذين ليسوا بشر عاقلين، وجهاز الامن يستخدمها استخداما حكيما وصحيحا. غير أن هذا في ظل نظرته الى ما وراء المخطوفين، الى اثر التحرير على السياسة الداخلية (تفكيك الحكومة) وعلى وضعنا الأمني. الهدف هو الامتناع عن حرب زائدة وعديمة الاحتمال وبدون “يوم تالي” باستثناء المستوطنات في جنوب لبنان وقطاع غزة. فاحتلال جنوب لبنان، قصف الضاحية، ضرب بقايا مواقع البنى التحتية في لبنان والمشادة مع ايران هذه هي الوصفة المؤكدة لتأسيس دولة إرهاب كل لبنانية وحفر قبور زائدة.
الجيش الإسرائيلي وكل جهاز الامن يعارضون هذه الخطوة بحيث أن الصراع على تنفيذ الصفقة في المستوى الوطني – الأمني هو ليس فقط رأفة على المخطوفين او تهديد وجودي على إسرائيل. من خلفه تقف مصالح امنية أيديولوجية – سياسية – دينية وهو جزء من الصراع الأكبر على الهوية القومية لدولة إسرائيل. فتخوف المعارضين للصفقة هو أنه لن يكون ممكنا العودة الى القتال. هم محقون في تقدير الوضع والصفقة بالفعل ستمس باستمرار القتال وتعرض حكمهم للخطر. اما التأييد للصفقة فهو من أولئك الذين يعتقدون بان حربا متعددة الساحات اكبر في هذه اللحظة من قدرات الجيش الملزم بالانتعاش اذا ما وعندما تزجه الحكومة لمواصلة القتال.
إضافة الى ذلك، فان المشكلة هي استمرار عملية البهيمية والحيوانية كجزء من إدارة القتال. فالبهيمية هي سلوك معسكر اليمين في داخل المجتمع الإسرائيلي والحيوانية هي سلوكه داخل الجيش في ظل الحرب. يدور الحديث عن مزاج وحشي وتبسيطي مشجع من فوق ومشحون باحساس الالحاح الآني! الجميع! للقتل، للابادة، للهدم، للترحيل الان! الجميع! الالحاح هو عقب التخوف من أنه في الانتخابات التالية الائتلاف الحالي سيدحرج في شوارع المدن ملطخ بالزفت والريش مباشرة الى سلة مهملات التاريخ. الان ولكل الأجيال.
ان السبيل لفهم الالية الداخلية لليمين الاستيطاني هو تخيل رد فعلهم عندما يبلغ في الاخبار عن نيزك بحجم أوروبا سيتحطم على الكرة الأرضية بعد عشرة أيام، خمس ساعات، أربعين دقيقة وثلاثين ثانية. النيزك سيدمر معظم القرى اذا لم يفجرها كلها. الاحتمال حسب العلماء هو 51 في المئة. الناس، المنظمات والدول ستفعل كل الأمور الغريبة والمجنونة لكن لا يوجد احد أو منظمة سيصل الى مستوى ممثلي المستوطنين. هؤلاء سيجتمعون فورا في حالة عصف لتحقيق أهدافهم مثل الطرد والهدم. فهم لا يؤمنون بالعلماء والنيزك من ناحيتهم هو إشارة من السماء تثبتهم على التأخير في بناء الهيكل وتشحنهم بطاقة جبارة تتيح لهم التسليم بفريضة بلاد إسرائيل من الترحيل حتى الأقصى. فقط لا تقولوا انهم لا يفعلون شيئا كي لا يوقفوا النيزك. والدليل: ذبحوا بقرة حمراء.