ترجمات عبرية

معاريف: حكومة تهرب من البشرى

معاريف 3/9/2024، ليلاخ سيغان: حكومة تهرب من البشرى

لا تخطئوا في فهم الخطاب الفوضوي حول المظاهرات والاضراب. فمن يريد شرحا للتدفق الجماهيري الى الشوارع، من الأفضل له أن يبتعد عن المحللين السياسيين والدعائيين – فهم فقط سيبيعونه “رواية” لغرض تجنيده. ولعل هذه هي المشكلة الأكبر التي نقف امامها في هذه اللحظة – ليس ايران، ليس حزب الله، ليس حماس وليس محور فيلادلفيا. من كثرة الاحابيل التي تستهدف “السيطرة على الرواية” من كثرة الجدالات فيما اذا كان في الشوارع 500 الف ام فقط 80 واذا كان الاضراب نجح ام فشل، يبدو أن الحكومة ورئيسها فقدوا القدرة على التمييز بين الحقيقة وبين الاحابيل. أولا، واضح ان المظاهرات الجماهيرية تخدم اعداءنا، لكن هذا الفهم وحده لا يمكنه أن يمنعها. ما يمكن أن يمنعها هو سلوك حكيم من الحكومة تفهم الأوراق الحقيقية التي تحوزها في يدها. فعلى مدى 11 شهرا لم تخرج الجماهير من البيت، حتى بعد تفكك حكومة الطوارئ. فقد فهم التيار المركزي شيئا ما في 7 أكتوبر واساسا أهمية التكافل. لكن للحكومة كانت خطط أخرى. طالما كان التكافل يخدمها حافظت على اللجم. لكن لشدة الأسف عاد المتطرفون للتأثير على اتجاه الدولة ولهذا فقد تضرر التكافل ولم يعد الجمهور الهائل بقادر على ان يسير على الخط مع طرق الحكومة. 

منذ البداية، انسحاب غانتس وايزنكوت ما كان ينبغي أن يحصل قبل انتهاء الحرب، لكن الفرصة لحكومة وحدة بعيدة المدى لم تستغل. فقد فضل نتنياهو الحفاظ على المتطرفين في الحكومة واقصاء غانتس وآيزنكوت الى أن فهم هذان بانهما عديما المعنى والنفوذ. 

عادت الحكومة الى سلوك 6 أكتوبر. بدلا من ان تنمي وحدة الصف تنمي السياسة. في كل مرة يخيل لها أن الجمهور يحتوي هذا، تحاول ان تتطرف أكثر قليلا. تضعضع أجهزة الامن والقضاء، تهدد باستئناف الإصلاح وتصر على احتفال رسمي على نمط ميري ريغف. كل هذا بالتوازي مع تمدد الحرب، تآكل الاحتياط والمخلين وعدم قدرتها على الوصول الى صفقة مخطوفين او الى الحسم. 

المظاهرات الهائلة في 2023 أطلقت الإشارة الى اعدائنا عن تفكك إسرائيل من الداخل وايقظت شهيتهم للهجوم. كل حكومة سوية العقل كانت ستفعل كل شيء كي لا تعيدها. لكن هذه الحكومة تتدفق مع متطرفيها بدلا من أن ترأب صدوع التيار المركزي.

من تحت كل الاحابيل توجد حقيقة بسيطة: في إسرائيل تتولى الحكم حكومة بدون دعم جماهيري. هي متعلقة باطراف الخريطة السياسية التي تهزها. هي تبني خطوات تتطلب تجند كامل للجمهور. لكنها تتجاهل مشاعر واضحة لمعظمه كي ترضي المتطرفن الذين من بينها. فكم من الوقت يمكن صيانة مسرحية عرض كرات كهذا دون اسقاط هي كرة؟ أول أمس تلقينا الجواب: الزمن انتهى. التفكير بانه يمكن التنازل عن غانتس وآيزنكون وقيادة إسرائيل مع “كابنت” دمى وحكومة متطرفة لا يدعمها الجمهور، كان خاطئا. كما أن التفكير بان اقالة غالنت سيتيح هذا منقطع عن الواقع تماما مثلما كان قبل سنة ونصف. 

أمس، نشر أن درعي يعمل على إقامة حكومة وحدة جديدة، في ظل التخلي عن الأحزاب المتطرفة. نأمل جدا أن ينجح لان البديل هو ان ننتصر فقط على أنفسنا.  في الحرب ينتصر الناس مع الأوراق التي توجد في ايديها وليس مع أوراق خيالية تتمثل بـ “رواية”. من المجدي جدا أن يفهموا في الليكود وفي شاس هذا قبل أن يفهمه خامينئي ونصرالله: النصر يتطلب جمهورا مجندا، والجمهور لن يكون مجندا لنزوات سموتريتش وبن غفير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى