ترجمات عبرية

معاريف: بنيامين نتنياهو نجح في أن يضلل شعبا كاملا

معاريف 24/6/2024، افرايم غانور: بنيامين نتنياهو نجح في أن يضلل شعبا كاملا

في الوقت الذي تتصاعد فيه هنا الأصوات لتقديم موعد الانتخابات، لتشكيل لجنة التحقيق الرسمية الان وفورا لفحص كارثة 7 أكتوبر والمفهوم الفاشل، في الوقت الذي بدأ فيه مراقب الدولة التحقيق في القصور الرهيب وامام ناظرينا بدأ هذه الأيام صراع بين رئيس المستوى السياسي ورئيس المستوى العسكري – الأمني على مدى المسؤولية عن هذه الكارثة الرهيبة، يتبين أن في واقع الامر من ينبغي له أن يخضع للتحقيق قبل كل شيء هو الشعب الذي يعيش في صهيون، الذي لم يرَ، لم يلاحظ، لم يشعر كيف أن رجلا واحدا، خاص وفريد من نوعه، نجح في تضليل شعب كامل على مدى هذا القدر الطويل من السنين. يدور الحديث عن فشل ذريع سيصدح هنا لاجيال، وبلا شك مع مرور الزمن، فان المؤرخين الذين سيبحثون في هذا العصر سيكتبون لائحة الاتهام ضد الشعب الذي لم يستوعب كيف أن رجل مبيعات لامع تعلم كيف يعرف جيدا نظرية البيع الامريكية التي أصبحت علما المختصون فيها والعارفون في تطبيقها قادرون على ان يبيعوا بسهولة الثلج لسكان الأقطاب المثلجة، نجح على مدى سنوات طويلة في أن يخلق هنا صورة سيد أمن، “ساحر” حزبي – سياسي – عسكري – اقتصادي، لا مثيل له، بينما من خلفه طائفة كبرى من المؤمنين ممن يعزون له قوى عظمى. 

لمن لم يستوعب، يدور الحديث عن بنيامين نتنياهو عظيم التسويق ككاريزماتي شعبي ذي طابع امريكي بدأ عودته الى إسرائيل بعد سنوات منفى في الولايات المتحدة في بداية الثمانينيات وفهم بسرعة بانه مع “الشحنة الشخصية” التي يأتي بها من الولايات المتحدة سيكون سهلا عليه جدا الاندماج مع من يعيشون هنا ويسجدون لمن هم ذوي طابع اجنبي ولا سيما حين يكونوا أمريكيين.

هكذا، مع سمة “اخ يوني رحمه الله بطل عنتيبة وفي ظل تعلم ومعرفة الخريطة السياسية، انطلق بيبي لاحتلال قيادة الليكود فيما دحر الى الهوامش “اسود” حزبيين مثل اسحق شمير، آريك شارون وديفيد ليفي واصبح نيزكا سياسيا يناطح السحاب. واصل بيبي طريق مناحم بيغن الراحل في كل ما يتعلق بتقريب أبناء الطوائف الشرقية في ظل الوعد بشطب مشاعر الظلم والاستهتار التي ابقتها فيهم حكومات مباي.

في ولايته الأولى، التي انتهت بعد ثلاث سنوات في 1999 كان لا يزال هنا شعب سوي العقل ويقظ رأى الملك عارضا وبعض ببيبي الى بيته. للولاية الثانية وقف بيبي وقد تعلم الدرس، كسياسي مجرب يعرف كيف يشد الخيوط، يرتبط بشكل صحيح وبالقدر إياه ينقطع عند الحاجة. يتحدث عن دولة فلسطينية عند الحاجة وبالتوازي وبذات القدر يلغيها الغاء تاما. يفرق ويسد، يمزق الشعب، يشجع الكراهية للعرب واليساريين ويحظى بذلك بعطف اليمين والحريديم مع جمل مثل “العرب يتحركون بكميات هائلة الى صناديق الاقتراع” التي كان يفترض بها أن تشعل أضواء حمراء. لكن كل هذا مر مرور الكرام، دون رد حقيقي وادى لاحقا الى هجمات غير مسبوقة ممن يقف على رأس الدولة على الشرطة، على النيابة العامة وعلى المحكمة. هكذا أيضا كان مع المكتشفات والاتهامات الجسيمة في لوائح الاتهام، لكن هذا أيضا ذهب مع الريح بقدر ما. 

لقصورات كالحريق في غابات الكرمل وكارثة ميرون، لترك بلدات الحدود في الشمال وفي غلاف غزة لمصيرها، لعدم الإيفاء بالوعود لبناء الملاجيء، كانت دوما أسباب ومذنبون آخرون، فقط ليس بيبي الذي لم يكن في أي مرة يعرف ما الذي هو ملزم به ويفترض أن يعرفه. من سمح بتحويل ملايين الدولارات كل شهر لحماس والتي بمعونتها نما هذا الوحش الرهيب في غزة، هرب هنا أيضا من المسؤولية. امام كل هذا الشعب لم يستيقظ بكامله، لم يفهم بعد بان الملك عال وان كل شيء هنا هو ذر للرماد في العيون. 

صحيح أنه كانت وتوجد هنا مظاهرات واحتجاجات، لكن لا يزال يوجد هنا مؤيدون لملك لا يريدون بعد أو غير قادرين على أن يفهموا بان بيبي قادنا ويواصل قيادتنا الى وضع لا يعود فيه هنا قيمة للجنة تحقيق إذ لن يكون ما يمكن ومن يمكن التحقيق فيه ومعه هنا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى