ترجمات عبرية

معاريف – بقلم طال ليف رام – تغيرت قواعد اللعب

معاريف – بقلم  طال ليف رام  – 5/1/2020

” يعمل الامريكيون وفقا لمصالحهم، وسيعملون وفقا للتطورات العسكرية في المنطقة. أما الصراع ضد التموضع الايراني في سوريا فسيواصل على ما يبدو كونه موضوعا خاصا لاسرائيل “.

تذكرنا تصفية قائد قوة القدس قاسم سليماني بتصفية عماد مغنية في دمشق في 2008. فتصفية قائد الذراع العسكري لحزب الله ومن كان يعتبر الشخصية العسكرية الاهم في المنظمة في تلك الفترة هي عملية لم تأخذ اسرائيل  المسؤولية عنها ابدا.

بين القائدين اللذين صفيا، كانت علاقات وثيقة للغاية. فحسب منشورات في وسائل الاعلام الامريكية، كانت اسرائيل  معنية بتصفية مغنية مع سليماني في نفس الوقت، ولكن في ذاك الزمن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو. يمكن الافتراض بان اسرائيل تسلت في العقد الماضي ايضا بفكرة تصفية سليماني، ولكن في نهاية المطاف مثل هذه العملية ليست فقط مسألة معلومات استخبارية او فرصة عملياتية. مثل هذه العملية لا توزن فقط في السياقات العسكرية والعملياتية الخاصة بها. تصفية بهذا الحجم هي موضوع يعود لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة، التي يمكنها أن تأخذ المسؤولية عنها وان تتصدى لها في الساحة السياسية ايضا في مواجهة الروس وغيرها من الدول.  

في اختبار النتيجة، هذه بشرى فائقة لاسرائيل. فالقيادة الامنية في اسرائيل لم  تخفي في الاشهر الاخيرة خيبة أملها من رد الفعل الامريكي على العدوان الايراني في الخليج. وقد اطلق الانتقاد ايضا رئيس الاركان بشكل مبطن في  الاسبوع الماضي. فما لم يحصل بعد اسقاط المسيرة الامريكية، الهجوم على الناقلات وآبار  النفط السعودية، وقع بعد موت مواطن أمريكي والصور القاسية التي جاءت من السفارة الامريكية في بغداد. وفي اسرائيل  توقعوا من الامريكيين ردود فعل عسكرية ذات مغزى. وكانت تصفية سليماني مثابة خيال فقط. اما الان فهذا خيال تحقق، ومثلما قال قائد سلاح الجو اللواء عميرام نوركين بعد التصفية – توجد الان  امكانية كامنة لانعطافة استراتيجية في المنطقة.

فهل ليس  لمن صفي بديل؟ يثبت التاريخ بان اخراج قادة بارزين بفضل شخصيتهم، حضورهم وطريقة عملهم ودوافعهم هو ضربة قاسية لقدرات العدو للمدى البعيد. فهل سيغير الامريكيون الان بشكل جوهري سياستهم في المنطقة ويبقوا على خط متشدد اكثر حيال الايرانيين بقدر ما تكون حاجة لذلك؟ ليس واضحا. يعمل الامريكيون وفقا لمصالحهم، وسيعملون وفقا للتطورات العسكرية في المنطقة. أما الصراع ضد التموضع الايراني في سوريا فسيواصل على ما يبدو كونه موضوعا خاصا لاسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى