ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – مشكلة عالمية

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 2/2/2021

لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بان تلعب لعبة “يخيل لي”. أهمية رسالة رئيس الاركان كوخافي لايران هي بالذات بأثر التغييرات الاستراتيجية والجغرافية السياسية في الساحة الاقليمية. يجب لها أن تترافق وخطوات دبلوماسية مكثفة “.

لقد كانت رسالة رئيس الاركان لطهران، وعلى سبيل الفرق، لواشنطن، وكذا توقيتها – واضحة: لا شك أن ايران تتطلع لان تكون دولة نووي عسكري وان تستخدمه، وهي مشكلة عالمية؛ العودة الى الاتفاق النووي وحتى مع بعض التحسينات، ستكون سيئة، ومن اجل احباط هذه الامكانية بدأ الجيش الاسرائيلي ينفض الغبارعنمخططاته العملياتية. لا بد أن رئيس الاركان اخطأ في نظري حين قال انه “لا شك لدى أحد بان ايران تتطلع لان تكون دولة نووي عسكري”، إذ انه توجد منظومة من الانباء المضللة بالهام من طهران ومحبي مصلحتها – سواء في الولايات المتحدة أم في اماكن اخرى –  بان هذا بالضبط هو ادعاؤها، أي ان ايران تطور قدرة نووية لاهداف مدنية فقط، وكل من يدعي خلاف ذلك يعمل بخلاف الحقيقة والمصالح الامريكية.

هكذا نُشر مؤخرا مثلا “امريكا وايران”، كتاب جون غازفنيان، اكاديمي امريكي من اصل ايراني، يدعي بان “محافل امريكية في مؤامرة مع اسرائيل والسعودية أفشلت محاولة التقدم الايرانية نحو أمريكا”، وان الاولى أبدت حتى، ظاهرا، استعدادا للاعتراف بدولة اسرائيل. وحسب الكاتب، فانه فقط ردا على الرفض الامريكي، طورت طهران علاقاتها مع حزب الله، حماس والجهاد الاسلامي. كما أنه يدعي بانه “لم يعتقد أي انسان جدي في اسرائيل ابدا بان ايران تشكل تهديدا جديا”. غازفنيان ليس الوحيد الذي يطرح ادعاءات كاذبة كهذه. مقالات في صيغة مشابهة نشرت أيضا في “نيويورك تايمز” وفي وسائل اعلامية اخرى، بل وحتى في اسرائيل احيانا، وثمة من يدعون الى “تقارب بناء” مع طهران. يحتمل أن يكون روف مالي ايضا، الدبلوماسي الامريكي الذي عين لادارة الاتصالات مع طهران، يشارك على الاقل في جزء من المواقف آنفة الذكر.

وحتى عندما بدأت ادارة اوباما في  2014 بخطوات سرية مع آيات الله كانت معركة كهذه. هكذا مثلا، بالضبط في ذاك الوقت صدر في أمريكا مسلسل تلفزيوني بعنوان “وزيرة الخارجية” عرض الايرانيين  كطالبي سلام والمشككين في نواياهم الطيبة كقارعي طبول الحرب، وسواء عن قصد او عن غ ير قصد عمل المسلسل على تهيئة القلوب في الجمهور الامريكي للاتفاق. والمبررات التي طرحت في حينه في التلفزيون تتطابق تماما والمبررات التي تطرح الان ايضا. في معركة الانتخابات الامريكية وبعدها ايضا كانت للرئيس بايدن ولمن يحيطون به تصريحات تدل على النية لاستئناف الاتفاق النووي كخطوة اولى والبحث في تغييرات محتملة، بما في ذلك في مواضيع الصواريخ بعيدة المدى، الارهاب، ميول الهيمنة الايرانية ونفاد القيود علىالنشاطات النووية – فقط بعد استئناف الاتفاق، كما  تطالب طهران. لكل ذي عقل ينبغي أن يكون واضحا بان هذه وصفة للفشل، ولكن ليس واضحا أن هذا هو استنتاج الادارة الجديدة. ربما، مثلما لدى اوباما، فانها ترى “الاتفاق  الان” كأمر أهم من نتائجه بعد ذلك.

اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تلعب لعبة “يخيل لي”. واهمية رسالة كوخافي وتوقيتها هما بالذات في اعقاب التغييرات الاستراتيجية والجغرافية – السياسية في الساحة الاقليمية، اي الحلف  بين اسرائيل والدول العربية البراغماتية، وتغيير الادارة في واشنطن. بكلمات اخرى، اسرائيل ليست وحيدة في موقفها تجاه التهديد الايراني، الذي هو بالفعل “مشكلة عالمية”. على الولايات المتحدة، التي لا تزال “الامة الضرورية”، ان تقرر خطواتها في الموضوع مع مراعاة المصالح الحيوية لحلفائها في المنطقة ايضا. وقد أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون الان عن رأي مشابه.

في اسرائيل انطلق نقد على تصريحات رئيس الاركان بدعوى أن الامور من شأنها أن تمس بعلاقات اسرائيل مع الادارة الجديدة. بعض من النقد جاء من الدوائر اياها التي امتدحت في حينه “محافل امنية رفيعة المستوى” التي عملت من خلف ظهر الحكومة، بما في ذلك في الولايات المتحدة، لافشال خطوات محتملة ضد النووي الايران. وبالذات حقيقة انه كان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هو الذي قال اقوالا قاطعة تزيل عنهم الظل السياسي مما سيسهل على رئيس الوزراء نتنياهو عند عرضه موقف اسرائيل امام الرئيس الامريكي. من هذه الناحية فقط خير انه قدم موعد الانتخابات، كي يتحرر رئيس الوزراء في ادارة الدولة من نير غانتس ورفاقه (بما في ذلك في موضوع مكافحة الكورونا).

من ناحية العلاقات الحيوية مع ادارة بايدن، بالفعل من الافضل عرض الامور كما هي في المراحل المبكرة، قبل أن تبلور الادارة مواقفها، كي لا نعلق في خلاف مع سياسة انطلقت على الدرب. ومع ذلك، واضح ان رسالة رئيس الاركان كان ينبغي لها ان تترافق وخطوات دبلوماسية مكثفة ولا سيما تجاه الدوائر الواسعة في الحزبين والتي تتشارك مع اسرائيل في المواقف من الموضوع النووي الايراني. وتجدر الاشارة الى أن هذا العمل يستوجب تواجدا دائما، 24/7، لمندوب دبلوماسي اسرائيلي كبير في واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى