ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اهود اولمرت – ميراف ميخائيلي، مثلا

معاريف– بقلم  اهود اولمرت – 5/2/2021

توجد امرأةاسمها ميراف ميخائيلي. فهي لا تغمز كي تعجب الاخرين، لا تنثني كي تمتنع عن المواجهة، لا تشوش المواقف كي تكسب بضعة اصوات. هي  الوحيدة التي تمثل كل القيم التي نتوق لها – النقيض التام لما يمثله نتنياهو ويريد الكثيرون التخلص منه “.

في الوقت الذي تنشر فيه هذه السطور، ستكون صورة القوائم التي ستتنافس في الانتخابات للكنيست الـ 24 واضحة. انتم تعرفون منذ الان بان حزب العمل بقيادة ميراف ميخائيلي سيكون بين المتنافسين. واضح مع ذلك ان ميخائيلي ستكون هناك سواء على رأس العمل ام في تشكيلة اخرى من المرشحين.

في حالات عديدة، اثبتت التقاليد في اسرائيل بان ما يبدو كوحدة كاملة هو عمليا اقل من مجموع كل اجزائه. فالسياسة الاسرائيلية لا تقوم على اساس التوسيع الفظ لكتلتين كبيرتين مثلما في الولايات المتحدة او لثلاثة مثلما في بريطانيا أو المانيا. منذ قيام الدولة كانت ساحتنا السياسية منقسمة. لست واثقا اذا كان تقليصا مصطنعا للتنوع القائم اليوم في الجمهور هو بالضرورة النموذج الذي سيؤدي الى استقرار اكبر او يشجع على تغيير موازين القوى في ساحة الحكم.

يمكن لميرتس ان يتنافس كحزب مستقل. واذا تنافس رون خولدائي فهناك احتمال أن يكون له تمثيل برلماني. تأبين بيني غانتس كان تعبيرا شرعيا لاحباط الكثيرين من ادعاءاته اكبرى هو واشكنازي ولكن غانتس كان شجاعا في اماكن كان فيها الكثيرون ضعفاء عندما اقام الاساس لازرق ابيض. ولولاه لكنا نتعذب منذ سنتين بجنون العائلة القيصرية التي ليس لها حدود، مباديء او التزام لاي شيء غير نفسها، مكانتها، راحتها، اعتدادها وقدرتها على استخدام الدولة ومقدراتها في صالح احتياجاتها الخاصة.

والان، توجد ايضا ميخائيلي. هنا تكمن نواة التغيير. من كل الساحة السياسية، ميخائيلي هي المرأة الوحيدة التي تقف على رأسه حزب. فهي لم تعين او تدفع الى القيادة من قبل رعاة آخرين. فقد شقت طريقها الى مركز حياتنا السياسية بشجاعة، باستقامة، بتمسك لا يكل ولا يمل بالمبادىء وبالقيم التي لم تخفها ولم تشوشها ابدا.

صحيح، هي تعرف كيف تغيظ احيانا. ولكنها تغيظ للاسباب الصحيحة. فهي تكبد نفسها عناء تذكير الاخرين بما يريدون ان ينسوه. وهي تكون فظة كي توقف من السبات اولئك الذين تعبوا من الكفاح  في سبيل ما هو اساسي في رسالتهم. عندما انضم رفاقها في الحزب الى الحكومة التي اقسموا الا يخدموا فيها، صمدت امام الاغراء وبقيت وحدها. احد لم يعدها بشيء، وهي الاخرى لم تطلب شيئا. بقيت وحيدة، منبوذة في هوامش الحزب.

لم تفقد ميخائيلي شهيتها لاحداث تحول يبدو متعذرا. وابدت شجاعة، تصميما وتمسكا بالمهمة جدير بالاعجاب. يحتمل أن تكون جلبة الايام الاخيرة دفعتها الى الا ستنتاج بانه من المجدي تقليص الاحتمالات للارتباط بجسم أو اجسام اخرى، ويحتمل أن تكون توصلت الى الاستنتاج، الذي يبدو لي منطقيا وصحيحا ان تواصل على رأس حزب مستقل. اعتقد أن مثل هذا القرار سينتهي في يوم الانتخابات بمفاجأة كبرى.

***

من كل الاجسام التي تتنافس في هذه الانتخابات، ميخائيلي هي الخصم الحقيقي، الجوهري والهام للعصبة التي تقود دولة اسرائيل الى أزمة تهدد وجودها. من جهة يوجد نتنياهو، زوجته وابنه ومعهم اعضاء العصابة التي بات الجميع يعرفونها ولا معنى لتكرار اسمائهم. فهم يمثلون التدهور الاخلاقي، ثقافة الكذب والتزييف، الاستعداد لبيع مصالح وطنية جوهرية والمتاجرة بما يبدو كفكر – وكل ذلك من أجل تحسين الاحتمال الآخذ في التناقص لضمان دعم 61 نائبا. دعم يستهدف هدم منظومة انفاذ القانون والمحاكم، وبالتوازي الافلات من الحاجة المحتمة للمبادرة الى خطوة سياسية تؤدي الى استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس مبدأ الدولتين. دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.

لا يوجد اي جسم سياسي يمثل عكس كل هذه الامور – باستثناء ميراف ميخائيلي. جدعون ساعر واعضاء امل جديد قاموا بخطوة شجاعة عندما انسحبوا واقاموا حزبا جديدا. لا اؤيد جدعون، رغم انني اقدره واحترمه جدا بشكل شخصي. هو، مثل نفتالي بينيت ايضا، يعيش في وهم بان اسرائيل يمكنها أن تبقى دولة ديمقراطية، متساوية، نزيهة، مقبولة في العالم وفي نفس الوقت ان تحكم بلا قيود ملايين الفلسطينيين. ساعر ملتزم بمنظومة انفاذ القانون والمحاكم المستقلة. وهكذا بينيت ايضا. ولكنهما ليسا بديلا لليكود رغم أنهما (ولا سيما ساعر) يختلفان عن نتنياهو، اكثر نزاهة منه، اكثر حقيقية منه – وجديران بالاحترام لما كان لهما من تصميم للهروب من اللجة  التي غرقا فيها غير قليل من السنين.

يوجد مستقبل هو حزب كثير الحقوق وجدير بتقدير كبير، كانت لهم الشجاعة الا يغريهم من جر اليه غانتس واشكنازي. هذا ليس امرا مفهوما من تلقاء ذاته. فقد تطلب عنادا وقدرة صمود لم يظهرها الكثيرون في التاريخ السياسي العاصف جدا عندنا. وهذا هو السبب الذي يجعل لبيد ورفاقه، من بين كل الاحزاب التي تتنافس ضد نتنياهو يبدون اكثر استقرارا وقوة. لا ينبغي الاستخفاف بهذا الانجاز. ولم يولد من العدم. مطلوب تصميم كبير لاجل البدء من الصفر والوصول الى حيث وصلوا.

ولكن بالضبط ماذا يفكرون فيه في يوجد مستقبل عن تجنيد أبناء المدارس الدينية للجيش؟ فهل هم مع التجنيد– مثلما كانوا في بداية الطريق؟ أفلم يكفوا عن ان يكونوا متمسكين بذلك؟ أليسوا  يغمزون درعي، ليتسمان وجفني بعض الشيء؟ كنت سأقدر اذا كان لهم الشجاعة لان يقولوا الامر الصواب اليوم: غيرنا موقفنا ولم نعد نطالب بتجنيد الزامي للاصوليين. ليس لان هذا غير مجد سياسيا، بل لان هذا يس مطلوبا، لا للامن، لا للجيش ولا للتظاهر بالمساواة، في واقع  نسبة كبيرة فيه من الجمهور العلماني ايضا لا ينفذون واجب الخدمة العسكرية. لو كانوا في يوجد مستقبل يركزون على فرض واجب الخدمة  الوطنية – المدنية في اطار تسوية منسقة مع زعماء الجمهور الاصولي لكان هذا اكثر احتراما، ولكان اعفى هذا الحزب ايضا من الحاجة الى التظاهر.

وما هو موقف يوجد مستقبل في المسألة الفلسطينية؟ هل لبيد مع حل الدولتين، ام انهم يتلعثمون قليلا وغير واضحين قليلا؟ قليلا من اليسار وقليلا من اليمين؟ يخيل لي ان الرفض في أن يكونوا قاطعين في هذه الامور يمنع يوجد مستقبل من أن يصبح قوة جارفة يمكنهم ان يكونوها رغم الثبات الذي ابدوه في مواضيع هامة اخرى، مثل حماية منظومة انفاذ القانون.

***

في نهاية المطاف، فان المعارضة الحقيقية الوحيدة لنتنياهو هي امرأة واحدة، تنافست امام كل الرجال المعتادين على قيادة ساحتنا السياسية. اسمها ميراف ميخائيلي. فهي لا تغمز كي تعجب الاخرين، لا تنثني كي تمتنع عن المواجهة، لا تشوش المواقف كي تكسب بضعة اصوات. هي  الوحيدة التي تمثل كل القيم التي نتوق لها – النقيض التام لما يمثله نتنياهو ويريد الكثيرون التخلص  منه.

يوجد نور في نهاية النفق، حتى لو كان طويلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى