معاريف: الوزير كاتس دمية لتسويغ تملص أبناء الشبيبة الحريديم من الخدمة العسكرية
معاريف 14/11/2024، آفي اشكنازي: الوزير كاتس دمية لتسويغ تملص أبناء الشبيبة الحريديم من الخدمة العسكرية
صباح أمس، بعد ليلة طويلة من السير لعشرات الكيلومترات – فيما كانوا يسحبون حمالات النقل وأمتعة القتال بوزن ثقيل يزيد عن نصف وزن أجسادهم، في ظروف جوية غير بسيطة من البرد الصحراوي – وصل مقاتلو سلاح الهندسة القتالية من وردية آذار 2024 الى نصب العلم في ايلات. بعد تأهيل طويل، هو الأشد في أسلحة الميدان في الجيش الإسرائيلي، أنهى مئات المقاتلين رحلة التأهيل الأولية، وحصلوا في احتفال عسكري مؤثر على شهادة التأهيل المتمثلة بالقبعة المذهبة ليصبحوا مقاتلي رأس حربة في الجيش الإسرائيلي.
المقاتلون الجدد لسلاح الهندسة القتالية مثلما لباقي الوحدات – المظليين، غولاني، الناحل، جفعاتي وغيرهم – هم افضل الشبيبة الإسرائيلية. ملح البلاد. يوجد بينهم من أبناء المدينة والقرية، علمانيين ومتدينين. وبعد بضعة أيام سيشاركون في جبهة قتال معقدة- في غزة وفي لبنان. سلاح الهندسة القتالية هو احد الأسلحة الأهم في الحرب في الجبهتين.
لقد جلبت الحرب معها بضعة تحديات تتعلق باحتياجات الجيش الإسرائيلي – بدء بالحاجة للزيادة الكبيرة لسلاح الهندسة بل ولمضاعفة عدد الكتائب النظامية فيه، عبر الحاجة للزيادة الكبيرة لسلاح المدرعات وشبه مضاعفة قوات النظامي فيه. هذا إضافة الى الحاجة لزيادة سلاح الجو ومنظومات أخرى في كل اذرع الجيش الإسرائيلي.
بالتوازي، فان ورديات التجنيد الأخيرة كانت هي الأكبر في تاريخ الجيش الإسرائيلي. الشبيبة الإسرائيلية تفاجئنا بقوة. فجيل “التيك توك” يثبت للجميع بانه الجيل الأكثر نوعية الذي يقوم لشعب إسرائيل ولدولة إسرائيل وهو يتفوق بعشرات الاضعاف على الأجيال ما قبله. فهو يثبت نفسه في ميادين المعركة بالتصميم، بالمهنية، بالتمسك بتنفيذ المهام القتالية وفي الدفاع عن الوطن.
المشكلة هي ان هذه الشبيبة يقودها حكم مشكوك جدا ان يفي بالمقاييس القيمية لابناء الشبيبة. المقاتلون الشباب مطالبون بالتخلي عن مناعم الحياة التي يعيشها أبناء عمرهم في أرجاء العالم الحر: الحفلات، التعلم في الجامعات، الجولات السياحية في مقاصد جذابة وغيرها.
في نفس الوقت، الخلطات السياسية لحكومة إسرائيل خلقت وضعا عبثيا يكون فيه رغم الحاجة الحقيقية لالاف الجنود ليملأوا الصفوف في الهندسة القتالية، في المدرعات، في المدفعية، في المظليين، في كفير، في سلاح الجو ومنظومات أخرى – قطاعات سكانية كاملة من أبناء الشبيبة يتلقون اعفاء من الخدمة. لماذا؟ كي يضمنوا بقاء الائتلاف.
فضلا عن المسألة الأخلاقية والاجتماعية، يوجد هنا وضع من الحاجة العملياتية الحقيقية لابناء الشبيبة أولئك ممن يحظون برعاية القيادة الإسرائيلية بالتملص من الخدمة. وزير الدفاع الراحل يوآف غالنت فهم بانه مدين لجهاز الامن وأصر على تجنيد أبناء الشبيبة من المجتمع الحريدي. يدور الحديث عن أولئك الشباب ممن هم “توراتهم ايمانهم” الذي هو التملص من الخدمة العسكرية اكثر مما هو تعلم التوراة.
لقد دفع غالنت الأسبوع الماضي الثمن السياسي وطرد من مصبه. ومحله جيء بنوع من “الدمية”، إسرائيل كاتس، وزير يبيض التملص الجماعي من الخدمة وذلك على حساب أبناء الشبيبة الذين يستدعون الى خدمة العلم وعلى ظهر الاف من رجال الاحتياط، ممن اصبحوا مقاتلين دائمين يستكملون حتى الان مئات أيام الاحتياط وذلك على حساب اعمال تجارية تنهار، عائلات تتفكك وأطفال يضطرون لان يكبروا دون أب.
المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا اثبتت هذا الأسبوع مرة أخرى في أنها في هذه اللحظة هي الراشد المسؤول في الدولة. فقد اجرت بحثا مهنيا حول تنفيذ قرار المحكمة في موضوع تجنيد أبناء المدارس الدينية وقضت بان خطة جهاز الامن لارسال 7 الاف أوامر امتثال ابتداء من يوم الاحد وعلى مدى الأشهر القادمة، مطلوب لغرض الإيفاء بالقانون وبقرار محكمة العدل العليا.
في الجيش الإسرائيلي أيضا سارعوا للإعلان عن اصدار الأوامر وهكذا وضعوا السياسيين مع حقيقة ناجزة. مقاتلو سلاح الهندسة القتالية الذين حصلوا امس على القبعة الفضية لا يقلون عن إخوانهم من أبناء الشبيبة الحريدية. وكلهم، أبناء المدينة والقرية، العلمانيين، المتدينين وكذا أيضا الحريديم، مطالبون بان ينزلوا تحت الحمالة وان يشاركوا في الدفاع عن هذه البلاد.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook