ترجمات عبرية

معاريف: المعضلة الايرانية

معاريف 11/8/2024، آفي اشكنازيالمعضلة الايرانية

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تسلم قبل بضعة أيام فقط مهام منصبه. بعد بضع ساعات من احتفال التنصيب صعد الى السماء بعصف واحدا من ضيوف الشرف في الاحتفال، رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

فقد اعتاد الإيرانيون على ضبط النفس، والعد حتى عشرة بل وعند الحاجة حتى الى مئة، غير انهم هذه المرة عملوا من البطن. اتهموا إسرائيل بالفعلة، وقضوا بان هذا هجوم من الجو او من البحر. الزعيم الأعلى علي خامينئي سارع للإعلان، مثل مسؤولين كبار آخرين في ايران بان ايران سترد بقوة ضد إسرائيل. ان تصفية ضيف شرف على أراضيها من قبل جهة خارجية هو مثابة إهانة – وليس مجرد إهانة بل إهانة شديدة وعلنية امام عيون الجميع. 

غير ان إسرائيل لم تأخذ المسؤولية. إضافة الى ذلك عقدت الـ “نيويورك تايمز” القصة على الإيرانيين، حين نشرت بان التصفية تمت بعبوة ناسفة، زرعت اغلب الظن من قوة بشرية محلية.

هنية، مثلما هي حماس أيضا، لا يهمان ايران حقا. بالتأكيد الان، بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي المنظمة في قطاع غزة. والامر واضح في الجهود التي يبذلونها لاجل خلق جبهة جديدة في الضفة الغربية، على حساب الجبهة التي كانت في القطاع. 

كما أنه في اعقاب هذه المكتشفات حول طريقة تصفية هنية، ليس لإيران دليل يربط إسرائيل بالفعلة. ظاهرا، يوجد دافع، لكن مع هذا الدافع لا يمكن التوجه الى العالم وتبرير لماذا تهاجم ايران دولة سيادية. 

بعد ان عملت من البطن فور التصفية، رأت طهران في الزمن الذي انقضى منذئذ كيف أصبح الشرق الأوسط كالمرجل: دول الخليج في حالة تأهب، الامريكيون بعثوا بحاملات طائرات، سفن حربية، وعشرات وربما مئات الطائرات القتالية والقاذفات. إسرائيل تصدر أصوات “امسكوا بي”، وبعد لحظة تعتزم توجيه ضربة استباقية، وعلى الأقل رد أليم، اذا ما هوجمت. 

ان الامر الأخير الذي يريده الرئيس الإيراني الجديد الان هو حرب – لا إقليمية، لا صغيرة ولا كبيرة. 

لإيران توجد الان مهمة عليا، الوصول الى قنبلة ذرية. مشروعها النووي دخل بصمة الى السطر الأخير. اما الحرب، حتى وان كانت اصغر حرب، فمن شأنها أن تعرض للخطر أجزاء ان لم يكن معظم المشروع. 

حلفاء ايران، روسيا والصين، يوجدون هم أيضا في مشاكل خاصة بهم. روسيا، تتلقى هذه الأيام الضربات من أوكرانيا. وبعد بضعة أسابيع سيحل الخريف، والقتال الهجومي الروسي في أوكرانيا لن يتم في الأجواء الشتائية. وعليه، ففي الكرملين يحطمون الرأس كيف سيقلبون الجرة رأسا على عقب في الحرب هناك.

في الصين يريدون في هذه اللحظة تهدئة الوضع. الانتخابات في الولايات المتحدة تؤثر على الصينيين. هم يفضلون ان يكون الخطاب في الولايات المتحدة وبخاصة لدى الجمهوريين ومرشحهم للرئاسة دونالد ترامب ليس حولهم وحول السياسة الخارجية الامريكية. حرب في الشرق الأوسط الان من شأنها أن تطلق للجني الصيني من القمقم في الولايات المتحدة. 

وعليه فانهم يحاولون الان انزال الإيرانيين عن السلم. احد السبل هو مؤتمر وقف النار والدفع قدما لاتفاق الاطار لتحرير المخطوفين يوم الخميس. 

هذا كفيل بان يبرد رياح الحرب في ايران، وكما يبدو يخرج قليلا من الهواء من الساحة الشمالية حيال حزب الله. هل هذا سيحصل؟ الأيام ستقول. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى