ترجمات عبرية

معاريف: اسرائيل يحدق بها خطر التفكك الداخلي، لهذا ينبغي تغيير الحكم بسرعة

معاريف 4/8/2024، بن كسبيت: اسرائيل يحدق بها خطر التفكك الداخلي، لهذا ينبغي تغيير الحكم بسرعة

صحيح حتى هذه اللحظة احد لا ينجح في ان يفهم الى أين يسعى بنيامين نتنياهو. ما هو أسهل على الفهم هو الى أين لا يسعى: الى صفقة مخطوفين. 

الرجل، وهذا بات واضحا جدا يفعل كل شيء كي يصعب، يحبط ويعرقل كل تقدم في الجهود العبثية لكبار جهاز الامن لاعادة الـ 115 مخطوفا الى الديار. هو يواصل لعب لعبته المزدوجة المعروفة، بهدف مواصلة خداع الكل وتمرير الوقت. غير أن كل من يحيطه، يصل الى آخر حد الصبر.

بينه وبين الرئيس الأمريكي جرت مكالمة هاتفية، وصفت كـ “احدى المكالمات الأصعب في أي مرة بين رئيس امريكي ورئيس وزراء إسرائيلي”. بينه وبين رؤساء جهاز الامن جرى، يوم الإرهاب الماضي، حديث تحول الى مواجهة لفظية، فظة واستثنائية، حتى بالتعابير التي اعتدنا عليها هنا في الزمن الأخير. 

نتنياهو، الذي تميزت حياته السياسية بالنفور من المغامرات، يبدو الان كمغامر عديم الكوابح. الرجل الذي تطلع لان يدخل الى التاريخ كـ “حارس امن إسرائيل” اصبح المراهن على امن إسرائيل. من ابتعد كل حياته عن المخاطر يتسكع الان مع حرب إقليمية – بينما الجيش الإسرائيلي تواق للانتعاش، الاقتصاد على الحافة والجمهور كله يعيش قلقا عميقا إن لم نقل جنونا متواصلا. إذن إما ان يكون نتنياهو يعرف شيئا ما لا نعرفه او أننا لا نعرف اننا اختطفنا من رجل غير مؤهل، جعلنا إحصاءات في روليتا روسية يلعبها مع مصيره، ومصيرنا. 

الولايات المتحدة، كالمعتاد، هرعت هذه المرة أيضا لنجدتنا. حاملات طائرات، قوافل سفن حربية، اسراب بي 1، مظلة جوية، صواريخ اعتراض، رادارات، استخبارات. غير ان بايدن أيضا بدأ يمل هذه اللعبة. كف عن مخادعتي (Bullshiting me)، قال الرئيس لرئيس الوزراء، حسب ما نشرته دانا فايس أمس. هؤلاء الامريكيون غريبون. هم يصرون على أن يعرفوا ما الذي يقصده نتنياهو حقا. ملوا جدا مواصلة اللعبة الحالية، التي احد لا يعرف قواعدها وهدفها. هم ايضا يفهمون بان نتنياهو يعمل باتجاهين متعارضين. “انت تأخذني كأمر مسلم به”، قال الرئيس لنتنياهو. احد لا يروي لبايدن بان نتنياهو يأخذ الكل كأمر مسلم به. شرط أن يكون الكل يعمل في صالحه، بالطبع. 

تجربة نفسية غير بسيطة أخرى كانت بانتظار نتنياهو في اللقاء الذي اجراه مع رؤساء اذرع الامن (يوآف غالنت، هرتسي هليفي، دادي برنياع، رونين بار، نيتسان الون) يوم الأربعاء. العصبة التي امام نتنياهو توجد على شفا الانفجار. هم يواصلون الليل بالنهار في الجهود، رحلات جوية، اتصالات، لقاءات، مخططات وأفكار، فقط كي يكتشفوا بين الحين والآخر بانه ليس هناك على الاطلاق. هو غير معني. هو يكسر كل طاقته لوضع المصاعب. 

وفضلا عن كل هذا فانه يتجرأ أيضا على أن يخطط مرة أخرى لاقالة وزير الدفاع غالنت. هو يعقد قصة غرام مكررة مع من مله اكثر من كل الاخرين في كل الأزمنة، جدعون ساعر.  هو يريد أن يتخلص أيضا من رئيس الأركان، ومن رئيس الشباك. ولو كان يستطيع، لكان تخلص منا، أيضا، كلنا. نحن غير جديرين به. الامر الوحيد الذي لا يطرأ على بالك، هو ان يفهم بان عليه أن يرحل الى بيته. انه هو العائق الوحيد الذي يمنعنا من أن نتحد حول هدف واحد ووحيد: انقاذ دولة إسرائيل.

في مقابلة امس في “لقاء الصحافة” كان ساعر كفاحيا مثلما لم يكن في أي يوم من أيامه. في مطلبه ايضا للعمل ضد ايران الان وفورا، علنا. في هجوم على البنى التحتية النووية والنفطية للجمهورية الإسلامية. فقد قال ان “الحرب الإقليمية باتت هنا. ولا معنى للقرار منها” – وطالب بجباية ثمن من المسببة الأكبر التي خرجت حتى الان دون ضر تقريبا، الا وهي ايران. 

وفي نفس الوقت رفض ساعر الموافقة على الفرضية بانه لا يجب استبدال وزير دافع في اثناء الحرب، وقال انه سيعمل وسيفعل ما هو صحيح للدولة. من الخارج يبدو هذا وكأنه يحاولة ان يصالح محيط نتنياهو وانه شاغر للنقل. 

من الصعب الدخول الى رأس ساعر. ليس في إسرائيل من تضرر اكثر من آلة السم البيبية. ليس في إسرائيل من يمكنه أن يجدد له في موضوع الخطر المحدق من استمرار حكم الرجل، محيطه، عائلته، على دولة إسرائيل. فهل ساعر بالاجمال يحاول أن يرفع ثمنه، الذي يوجد في الدرك الأسفل، في البورصة السياسية؟ لا يمكن أن نعرف. 

نتان ايشل قال في نهاية الأسبوع في مقابلة مع “زمن إسرائيل” ان جدعون ساعر سيكون رئيس الوزراء فقط بعد أن يكون هو (ايشل) قائد سلاح الجو. ايشل، اليوم أيضا هو احد الأشخاص الأقرب الى نتنياهو، الى عائلة نتنياهو. ولدى نتنياهو، العائلة هي التي تقرر.

وفي هذه الاثناء ينظر الجمهور الى ما يجري بعيون تعبة. يتحرك مكتوم الانفاس بين النشوى والسعادة للميداليات في باريس وانعدام الوسيلة وانعدام اليقين للانتظار لهجوم ايران – حزب الله، الحوثيين ومن يدري ماذا أيضا، المرتقب في كل لحظة. كبار السن الذين بيننا يشبهون هذا بالتأكيد مع فترة الانتظار ما قبل حرب الأيام الستة. في حينه، كنا نوشك على ان يلقى بنا في البحر، إسرائيل كانت صغيرة، محوطة بالاعداء، محاصرة ومنعزلة. اما وضعنا اليوم فمختلف جوهرا، لكن وضعنا الروحي لا يختلف. يبدو ان السلاح الانجع الذي استخدمه الإيرانيون ضدها هو سلاح انعدام اليقين. نحن نتعرق وهم يستمتعون. ينبغي أن نذكر ونشدد على أن إسرائيل لا تزال اقوى من كل اعدائها. الجيش الإسرائيلي رغم القتال الطويل، هو جيش مدرب وقوي. سلاح الجو هو بوليصة تأمين الحياة المطلقة. لا يحدق بإسرائيل خطر الإبادة في المدى المنظور للعيان. لكن يحدث بها خطر التفكك الداخلي، الخبو والتعفن. لاجل احباط هذا الخطر ينبغي القيام بعمل واحد بسيط: ان نغير الحكم بأسرع وقت ممكن. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى