ترجمات عبرية

معاريف: احتمال الصفقة في غزة يكون ممكنا اذا ما نسخت التسوية مع حزب الله

معاريف 3/12/2024، آنا برسكي: احتمال الصفقة في غزة يكون ممكنا اذا ما نسخت التسوية مع حزب الله

في بحر من التصريحات، الاحاطات، المنشورات والتقديرات بالنسبة لاحتمالات صفقة مخطوفين – من الصعب الإشارة الى النقطة التي تمر فيها الحدود بين التصريحات والواقع، وبين المرغوب فيه والممكن.

محافل عديدة، في الداخل وفي الخارج، تحاول دفعنا لان نكون متفائلين. بعد سنة من الاتصالات، الجهود، التسريبات عن “نحو صفقة” و “بعد قليل صفقة” – تفجرت كالبالون المليء بالهواء الساخن – من الصعب أن نشتري مرة أخرى البضاعة التي يحاولون بيعها لنا، والتقديرات بانه في ضوء آخر الأوضاع، بعد التسوية في الشمال، (اذا ما صمدت) ستكون حماس مستعدة لان تلين.

هذه التقديرات منطقية وواجبة – لو كان الحديث يدور عن جسم ليس منظمة إرهاب متزمتة كل جوهرها هو السعي الى إبادة إسرائيل، الى الجهاد كفكرة والى البقاء من اجل هذا الهدف السامي.

ولا يزال، بالتأكيد يحصل شيء ما من خلف الكواليس. ربما في نظر مسؤولي حماس الصورة لم تتغير حقا بهذا الشكل الدراماتيكي، مثلما يحاول كل المتفائلون عرضها. لكن موضوعيا، الظروف بالفعل نضجت – على الأقل لجهد إضافي بتحقيق تسوية في غزة.

ادارتان امريكيتان تريدان ذلك جدا: إدارة بايدن الراحلة، التواقة لانهاء الولاية بانهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وإدارة ترامب الوافدة، التواقة لانهاء الحروب على ايدي آخرين وعدم الاستثمار فيها بالوقت، الطاقة والجهد. الدول العربية والدول الغربية أيضا، كل العرابين، معنيون بالوساطة، لكن السؤال الكبير هو اذا كان الطرفان معنيين بها.

من حيث الوقائع، الأجواء تغيرت. الشروط تغيرت. ما لم يتغير هو حماس وجوهرها. أمور كثيرة يريد مسؤولو منظمة الإرهاب الحصول عليها في اطار الصفقة الممكن: تحرير مخربين، إعمار غزة على ايدي الراعين، وغيرها مما يمكن الحصول عليه. من جهة أخرى، مسؤولو حماس مستعدون للتنازل عن كل هذا اذا ما حصلوا على الامر الأهم لهم: النجاة والبقاء في غزة. منظمة الإرهاب معنية بمواصلة الإرهاب. لهذا الغرض، قبل كل باقي الشروط والمطالب – هي ملزمة بان تبقى في الصورة وفي الأرض.

احد ليس غبيا ولا يعيش في الأوهام، لا الإسرائيليين ولا الوسطاء، واضح للجميع بان حماس سترغب في إعادة بناء نفسها والعودة، بالضبط مثلما يريد حزب الله ويخطط لاعادة بناء نفسه والعودة الى اعمال الإرهاب، كون هذا هو لباب وجوده.

وعليه، ففي ليل إقرار التسوية في الشمال، في إسرائيل اوضحوا بان ليس الاتفاق هو الهام، بل الاتفاق الجانبي بيننا وبين الولايات المتحدة. ليست الورقة هي الهامة، إذ ان حزب الله لا يعتزم اجراء تحويل مهني ليصبح منظمة خيرية. المهم هو الوعد بحرية العمل في انفاذ التسوية التي طلبتها إسرائيل وحصلت عليها، في اطار الاتفاق الجانبي الذي أتاح التسوية.

معقول الافتراض بان هذه هي الصيغة المظفرة، وهي ذاتها يعرضها الوسطاء على إسرائيل بالنسبة لحماس أيضا. والمعنى هو أنه لا يهم ماذا سيكون على الورق – انتم يمكنكم على تعودوا. امر إضافي يحتمل أن يقنع إسرائيل هو فكرة ادخال قوة دولية من عدة دول عربية باشراف غربي.

من ناحية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اذا لم تكن السلطة الفلسطينية في الصورة وما يحل محل حكم حماس هو قوة اجنبية وليس ابو مازن ورجاله – فعندها يمكن الحديث في هذا. هنا أيضا، احد لا يوهم نفسه. واضح للجميع انه اذا وافقت حماس على الفكرة فانها ستفعل هذا فقط لانها ستكون واثقة من أنها ستبقى في القطاع، ستعيد بناء نفسها وتتعزز من خلف الزينة والاستعراض العابث لهذا الحكم او ذاك، من جهات اجنبية كهذه وتلك. النجاة والبقاء في الأرض – هما الأساس.

معقول أيضا الافتراض بان نتنياهو سيكون مستعدا لـهذه المسلمة الهادئة، اذا كان لإسرائيل اتفاق جانبي يضمن لها حرية العمل. يحتمل أن تكون هذه الصيغة هي ما ستتيح ما لم يتحه أي منحى حتى الان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى