معاريف: إسرائيل ملزمة بان تحدد جيدا أهدافها الاستراتيجية في لبنان

معاريف 24/12/2024، ميخائيل هراري: إسرائيل ملزمة بان تحدد جيدا أهدافها الاستراتيجية في لبنان
بدأ وقف النار في لبنان قبل اقل من شهر. وعمليا يفترض أن يكون دائما. لكن يوجد انعدام يقين في مسألة ماذا وكيف سيحصل في نهاية الستين يوما من وقف النار المؤقت. كما يذكر، قوات الجيش الإسرائيلي يفترض أن تنسحب من أراضي لبنان حتى ذلك الحين. في نقطة الزمن الحالية يبرز مفهومان مختلفان. الجانب اللبناني يفسر وقف النار بتعابير العودة الى قرار 1701، وان كان في ظروف مختلفة عن تلك التي كانت في 2006. اما الان فيدور الحديث عن ضربة ساحقة تلقاها حزب الله، ضربة تؤثر منذ الان على الساحة الداخلية في لبنان. واضح جهد اكثر كثافة لانتخاب رئيس لا يمليه حزب الله. وفي الطائفة الشيعية يبلغ عن أصوات معارضة للحزب ينبغي أن نرى اذا ما وكيف ستتطور.
من ناحية إسرائيل، وان كان الحديث يدور عن العودة الى صيغة 1701، لكن التفكير الإسرائيلي بعيد عن ذاك الذي كان في 2006 ويعتمد اقل بكثير على الاحتواء. يضاف انهيار نظام الأسد في سوريا الى ذلك. الصورة في دمشق ليست واضحة بما يكفي، لكن تداعياتها على لبنان، ايران والمنطقة كلها ذات مغزى وباتت واضحة. من هذه الناحية السؤال ما سيحصل في الـيوم الـ 61 لوقف النار في لبنان يتلقى معنى خاصا. من المهم الانتباه في هذا الشأن لموعدين هامين: جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني ودخول الرئيس ترامب الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.
تسعى إسرائيل لان تضمن احترام مصالحها الأمنية مع لبنان بعناية. وعليه فمن المتوقع أن تفسر بتوسع كتاب الجانب الأمريكي الذي يسمح لها، ظاهرا، بحق التدخل عسكريا – بقدر ما يكون متفقا في الامر مع الأمريكيين. فضلا عن ذلك، يوجد في إسرائيل إحساس بالانجاز، تعزز وعن وحق في ضوء ما يحصل في سوريا.
يشرح الامر استمرار الاعمال العسكرية في لبنان الان بشكل يثير النقد في لبنان، وفي أوساط المراقبين على وقف النار أيضا. ترتبط هذه الاعمال بالاعمال العسكرية الإسرائيلية في سوريا. توجد تخوف من أن تكون هذه نشاطا زائدا، وان كان في بدايته استقبل بتفهم الا انه يصطدم منذ الان بالاعتراضات من جانب دول في المنطقة بل ومن خارجها أيضا.
من ناحية لبنان، تخلق الظروف الجديدة شروطا محسنة لتعزيز سيادته في كل أراضيه. انتخاب رئيس، بشكل يترجم ضعف حزب الله، هو شرط ضروري ومسبق لبداية مسيرة تحقق السيادة، في الجنوب وما وراءه. هذا أيضا ما تريد إسرائيل لن أن يحصل.
السؤال الحرج هو، هل الساحة السياسية والاجتماعية في لبنان ستنجح في تجنيد عظمة الروح اللازمة وتعمل بنجاح على تنفيذ مسيرة معقدة ومركبة من تعزيز استقلالية مؤسسات الدولة؟ وبالتوازي هل يوجد لإسرائيل طول الروح والتفهم الكافية كي تسمح لهذه المسيرة بان تتجسد؟
إسرائيل ملزمة بان تحدد جيدا أهدافها الاستراتيجية حيال الساحة اللبنانية. وفي نفس الوقت من الواجب عليها ان تتبنى ضبطا للنفس بشكل لا يمس، قبل الأوان، بفرص تحقق سياقات لبنانية داخلية تخدم بشكل مباشر مصالح إسرائيل. غني عن القول انه حذار عليها ان تتدخل او حتى أن تظهر هكذا، في هذه السياقات. مطلوب تنسيق توقعات في المستوى السياسي، مثلما أيضا حيال الرأي العام في إسرائيل. والا فثمة خطر أن نعود الى وصفة معروفة من السنة الأخيرة.