ترجمات عبرية

شمعون شيفر يكتب – وحدنا في المعركة

يديعوت – مقال افتتاحي – 20/12/2018

بقلم: شمعون شيفر

ردا على اعلان الرئيس ترامب الدراماتيكي عن سحب القوات  من سوريا وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا “سنعرف كيف ندافع عن أنفسنا”. ولكن ما فعله ترامب أمس – بعد أن كان صرح قبل شهر فقط بان القوات الامريكية ستبقى في الشرق الاوسط بسبب اسرائيل فقط – يشير الى انعطافة خطيرة في مكانة اسرائيل في الغابة الاقليمية. لماذا؟ لان هذا القرار المتسرع كفيل بان يأتي على حسابنا.

نبدأ بالحقائق: لم ينجح ترامب في تصفية زعيم داعش، ابو بكر البغدادي، بخلاف سلفه اوباما الذي نجح بالفعل في تصفية زعيم القاعدة بن لادن. وكشف نتنياهو النقاب أمس  عن ان الامريكيين ابلغوه قبل بضعة ايام فقط بقرار الانسحاب. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستقيم هذا مع ادعاء نتنياهو بان ترامب هو الرئيس الاكثر ودا لاسرائيل منذ اجيال.

كما ينبغي أيضا ان نتساءل: ماذا حصل لـ “اللمسة السحرية” لنتنياهو الذي حاول ان يسوق لنا بان زعماء دوليين مثل بوتين وترامب يرقصون على نغمات نايه؟

لقد سبق لبوتين أن اوضح منذ زمن بعيد بانه لا يعمل عندنا حين قيد امكانية اسرائيل للدفاع عن نفسها في سوريا في وجه تثبيت الوجود الايراني على مقربة من الحدود بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية. وترامب هو المسؤول الان عن هجران اسرائيل – وثمة من يمكن ان يقول حتى تركها سائبة لمصيرها – في مواجهة العدوان الايراني في المنطقة: طالما كانت روسيا هي الحليفة، وبلا ردع امريكي في سوريا، ما الذي سيمنع الايرانيين وحزب الله في واقع الامر من أن يجعلوا الجولان موقعا استحكاميا متقدما.

كما أن المظلة الاستراتيجية التي يوفرها الامريكيون لاسرائيل تضعف: وبالتالي الصحيح هو أن أحدا من مصممي سياسة الامن الاسرائيلية لا يعول على أن يقاتل جنود امريكيون عنا، ولكن لا شك ان القوة الاسرائيلية استفادت دوما من القدرة على الاشارة لاعدائنا بان من الافضل لهم الا يتورطوا معنا لانه عند الطوارىء – فان امريكا تقف الى جانبنا.

ان قرار ترامب سحب القوات يشير الى الضعف، بل وربما الخيانة، من جانب واشنطن لحلفائها. الاوائل هم الاكراد في سوريا: في واقع الامر تبيح دماءهم. واسرائيل هي الاخرى تشعر بالقلق. لقد تمكن نتنياهو من منع كل تدخل اسرائيلي في الحرب الاهلية في سوريا واعتمد على أن يضمن الامريكيون المصالح الاسرائيلية حين تنتهي الحرب. اما الان فيبدو أنه من المحتمل ان يكون اخطأ:سوريا آخذة في الانقسام بين اعداء اسرائيل الالداء. وهم كلهم يجلسون الان حول الطاولة كي يقسموا الكعكة السورية – ولا يوجد هناك احد يحرص على مصالح اسرائيل.

يمكن أن نأمل في أن تجري في غابتنا الاقليمية تغييرات من تحت السطح، بالتحالفات الاستراتيجية الجديدة التي يحتمل أن تكون تتحقق الان والتي لا بد ستساعد اسرائيل في الدفاع عن نفسها. لعل عدو اليوم يصبح صديق الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى