حسن عصفور: مع نتنياهو لن تروا “صفقة تهدئة” في قطاع غزة .. افهموها
حسن عصفور 3-11-2024: مع نتنياهو لن تروا “صفقة تهدئة” في قطاع غزة .. افهموها
منذ أن انتهى لقاء الدوحة يوم الإثنين 28 أكتوبر 2024، بعدم تحقيق أي خطوة ممكنة نحو تهدئة مؤقتة سواء ليومين أو 30 يوما، وحجم الاستخفاف الذي أبدته حكومة الفاشية اليهودية، ما كان يجب أبدا على أي طرف عربي، وبالتعبية فلسطيني، فتح الباب للحديث عن صفقة تهدئة أو تبادل.
ربما كان الأكثر جدوى سياسية، أن تعلن مصر وقطر في مؤتمر صحفي مشترك من القاهرة، بأنهما توقفا عن التواصل مع دولة الكيان فيما يتعلق ببحث التهدئة وتبادل الرهائن والأسرى، مع تقديم حيثيات كاملة للقرار، وتحديد المسؤولية المباشرة، خاصة وأن رئيس الولايات المتحدة هو من سرب حديثا اتهم به بشكل مباشر وبلغة “سوقية”، نتنياهو من لا يريد التوصل لأي “صفقة” كانت، ويعرقلها بشكل واضح.
الإعلان المصري القطري، يشكل قذيفة سياسية مباشرة إلى داخل الكيان، ومحاصرة فريق “التهويد ” داخل الإدارة الأمريكية بقيادة الثنائي “بلينكن – سوليفان”، بما يمارسانه تضليلا واضحا، بتحميل حركة حماس مسؤولية التعطيل، كي يمنحا حكومة نتنياهو مساحة من “البراءة”، خلافا لكل ما هو معلوم.
الإعلان المصري القطري، بوقف كل اتصال مع حكومة نتنياهو وأجهزته الأمنية، سيكون له أثر مباشر وسريع على المشهد الداخلي في دولة الكيان، بما يمنح حركة معارضته قوة مضافة لموقفها الاحتجاجي يوميا، خاصة وهي تعلن بشكل غير ملتبس أنه من يعرقل الصفقة لاعتبارات مختلفة.
لعل تطور الأحداث في داخل الكيان تخدم ضرورة “الإعلان المصري القطري”، بعد فضيحة التسريبات، المتهم الرئيسي بها من مكتب رئيس الحكومة الفاشية، مع تزايد حركة الاتهام بأنه لن يقدم على أي صفقة في المدى المنظور، ما لخصه أحد المسؤولين الأمنين السابقين في الكيان، بأن “إتمام صفقة تبادل أسرى سيؤدي إلى مطالبات بإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل لجنة تحقيق لحدث 7 أكتوبر 2023، تكثيف واضح لموقف نتنياهو.
وارتباطا بمخاوف نتنياهو الداخلية من التوصل لصفقة تهدئة وتبادل، فهو يعتقد جازما، وهذا ما بدأت وسائل إعلام عبرية وأمريكية “تهمس به”، أن التوصل لها سيخدم إدارة بايدن ومرشحها للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، ما قد يثير غضب المرشح الجمهوري ترامب فيما لو حقق النجاح، وبالتالي يفتح باب “جهنم السياسي” على نتنياهو، خاصة وهو لم ينس له موقفه من قضية اغتيال سليماني.
لذا قيمة “الإعلان المصري القطري” لو خرج قبل الانتخابات الأمريكية، ومع تعاظم آثار فضيحة التسريبات”، سيكون له أثر لاحق قد يمثل قوة ضاغطة ليس على نتنياهو فحسب، بل على الرئيس الأمريكي القادم، وليدرك معها أن الموقف العربي وصل إلى لحظة “الانفجار”، بعدما تجاوز رئيس حكومة الكيان كل “خطوط حمراء” تم وضعها، ولم يعيد يقيم وزنا لأي طرف عربي دول أو مؤسسات.
ظروف دولة الكيان الداخلية تخدم كثيرا خروج موقف مصري قطري مشترك لرفض أي تواصل تفاوضي مع حكومة نتنياهو، خاصة مع “ليونة حماس الكبيرة”، التي أعلنتها للتجاوب مع “مقترح الصفقة المصري”.
لم يعد هناك مساحة زمنية لمعرفة أن نتنياهو وحكومته الفاشية لن تقدم على “حل ما” في قطاع غزة دون قوة فعل حقيقية تجبره مكرها للتوافق، رغم أن ما يتم نقاشه يكسر جوهريا “المشروع الوطني”.
رضينا بالبين والبين ما رضا بينا..هذا هو حال مشهد التفاوض الغزي مع حكومة الفاشية المستحدثة.