تصريح أبو مازن وردود الفعل – هآرتس 4/11/2012 باراك: نتنياهو لا يمكنه ان يقول ان لا شريك فلسطيني../
من باراك رابيد
ينتقد وزير الدفاع ايهود باراك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في كل ما يتعلق بسلوكهما تجاه السلطة الفلسطينية في السنوات الاربعة الاخيرة. على خلفية تصريحات رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) للقناة 2 قال باراك في مقابلة مع “هآرتس” انه “كان يتعين على الحكومة الاخيرة أن تفعل اكثر بكثير من أجل دفع المسيرة السلمية حياله”.
ففي مقابلة مع القناة 2 بثت في نهاية الاسبوع قال ابو مازن انه لن يسمح بانتفاضة ثالثة طالما كان في منصبه. واضاف بانه كلاجيء فلسطيني من صفد، فانه لا يريد أن يعود الى هناك الا كسائح كون صفد هي جزء من اسرائيل. “الضفة الغربية، قطاع غزة وشرقي القدس هي فلسطين، وكل ما تبقى هو اسرائيل – الان والى الابد”، قال في المقابلة.
وهاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس ابو مازن بشدة وألمح بان تصريحاته هي خداع للجمهور الاسرائيلي. “لا صلة بين اقواله وبين أفعاله عمليا”، كما جاء في بيان نشره مكتب نتنياهو في منتهى السبت، “ابو مازن يرفض منذ أربع سنوات استئناف المفاوضات مع اسرائيل”.
بالمقابل، قال رئيس الدولة شمعون بيرس انه “يجب التعاطي مع تصريحات ابو مازن بكامل الجدية، كونها تنسجم وموقف اغلبية الجمهور في اسرائيل الذي يؤيد حل الدولتين القوميتين للشعبين”.
وعلقت على التصريحات أيضا رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، التي في محاولتها الغمز لناخبي اليمين والتنكر لصورة حزبها اليسارية وفرت رد فعل بارد. فقد قالت يحيموفتش ان “الانسحاب الى حدود 67، كما هي اليوم، ليس واردا”، واشارت مع ذلك الى أن “تصريحاته ضد الانتفاضة هي تصريحات مرضية”.
اما رئيس حزب “يوجد مستقبل” يئير لبيد، الذي يغازل هو الاخر ناخبي اليمين، فقد رفض الرد على سؤال “هآرتس” عن تعقيبه على ما قيل.
وشدد وزير الدفاع في مقابلة مع “هآرتس” أمس على أن تصريحات ابو مازن كانت شجاعة للغاية بالنظر الى وضعه السياسي الداخلي حيال حماس. وقال باراك: “هذه مقابلة جد هامة بسبب الوضوح وقول الامور في قناة تصل الى عدد أكبر من المنازل في الدولة من أي قناة اخرى. ابو مازن هو زعيم فلسطيني يحرص على مصالحهم، ولكن هذا يشير الى أنه يوجد مع من يمكن الحديث. لا يمكن القول الان بجدية ان لا شريك”.
ومع ذلك، فقد أشار الى أن ابو مازن يتحمل قسما كبيرا من المسؤولية عن الجمود السياسي، والى أنه ليس معفيا من الاخطاء. واشار باراك الى أن “الطلب الذي طرحه – ولا حجر في المستوطنات – كان خطأ. قلت له عدة مرات انه عندما بحثت مع عرفات بنينا أربعة أضعاف ما بنيناه في المستوطنات اليوم، وعندما تحدث اولمرت معه في انابوليس بنى ضعفي اليوم”.
ولا يعفي باراك حكومة نتنياهو ايضا من المسؤولية، إذ قال ان رئيس الوزراء قال انه مع المفاوضات بدون شروط، ولكنه لم يعمل على المضي فيها الى الامام. وشدد على أنه رغم التعاون بينهما في المسألة الايرانية، فانه تحفظ عن سياسة نتنياهو في الموضوع الفلسطيني وأعرب عن ذلك في مداولات الثمانية وفي المجلس الوزاري المصغر. وكرر مرات عديدة بانه اذا ما رأت الاسرة الدولية بان اسرائيل تحاول التقدم مع الفلسطينيين، فان الامر سيساعد في بلورة اجماع ضد ايران. وقال ان “الكثيرين في الليكود لا يقصدون ما أقصده أنا حين يقولون مفاوضات بدون شروط. قلت لنتنياهو كل الوقت انه يجب أن نأخذ أنفسنا في أيدينا وان نعرض مبادرة سياسية، دون الالعاب الصغيرة، وان نقول بشكل واضح ما الذي نحن مستعدون له”.
وعندما سُئل لماذا لا يعمل اكثر في الموضوع في اطار منصبه كوزير للدفاع، اشار الى موازين القوى السياسية داخل حكومة نتنياهو. وشرح باراك يقول انه “عندما يكون ليبرمان هو الجهة المركزية وكتلة الليكود تبدو كما تبدو عليه، فهذا هو الوضع. خلافا لليبرمان وشاس، لم يكن بوسعنا ان نسقط الحكومة متى شئنا”.
ويعتقد باراك بان الموضوع الفلسطيني يجب ان يكون مركزيا أكثر بكثير في الانتخابات. “الهدوء في يهودا والسامرة مثل الصحة – لا يشعر المرء بمدى حيويتها الى أن يفقدها. فأن نقول اننا يمكننا أن نحافظ على هذا التوازن لسنوات عديدة، هو خطأ جسيم في قراءة الواقع. نحن نعيش على وقت مستقطع”.
وعلى حد قوله فانه “في الافق يوجد خطر في أنه اذا لم تكن دولتان، فستكون دولة واحدة. لا – يهودية أو لا – ديمقراطية وهذه مأساة. ربما يصحو ليبرمان ونتنياهو أو أن الواقع سيجبرهما على ذلك”.