بكر أبو بكر: الرواية العربية الفلسطينية في مواجهة الادعاءات الصهيونية في فلسطين
أكاديمية فتح الفكرية، أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية 19-9-2024، بكر أبو بكر: الرواية العربية الفلسطينية في مواجهة الادعاءات الصهيونية في فلسطين
في إطار صراع الرواية والعمل على تأصيل الحق الفلسطيني و روايته التاريخية الإصيلة كصراع يضاف للصراعات حول القضية الفلسطينية المتعلقة بالصراع السياسي والعسكري و الاعلامي و الثقافي والدبلوماسي النشط والقانوني في سياق حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة غير القابلة للتصرف، في هذا الإطار انتهجت المقاومة والثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها عام 1965م طريقا صعبًا حاولت من خلاله التشديد في إبراز الرواية العربية الفلسطينية بحقنا في فلسطين على مختلف المنابر ليضع الجيل العربي والفلسطيني الثائر القادم أمام تحديات قضيته العادلة، كما يضع الأمة التي تعتبر فلسطين قضيتها الأولى أمام مسؤولياتها ومذكّرا دول العالم بجذور القضية وحقيقتها ومآلها.
في 22/9/2016 في الأمم المتحدة يفتح الرئيس ابو مازن قرار التقسيم “وهو القرار الوحيد الذي يؤسس لدولتين على أرض فلسطين” كما أشار في خطابه، ويفتح إعلان بلفور غير القانوني رافضًا سردية الاحتلال الإسرائيلي فيقول: (إن تحقيق مصالحة تاريخية بين الفلسطينيين والاسرائيليين تقتضي بأن تعترف “إسرائيل” بمسؤوليتها عن النكبة التي حلّت بشعبنا الفلسطيني ولا زالت).
وفي تعرضه لإعلان بلفور المشؤوم في خطاب له عام 1997 يقرر أن (إعطاء أرض فلسطين دون وجه حق، أرض فلسطين لغير شعبها ..) قد أسس (لنكبة الشعب الفلسطيني بفقدان أرضه)، ولا يتوانى عن القول أن (إسرائيل قامت ومنذ العام 1948 بالاعتداء على الشرعية الدولية عبر انتهاكها لقرار الجمعية العامة 181 …، بقيامها على أكثر مما خُصص لها [من مساحة] ، وهو انتهاك صريح للبنود 39،41،42 من ميثاق الأمم المتحدة … الا أنه وللأسف لم يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته بمحاسبة “اسرائيل” على سيطرتها على أراضٍ مخصصة للدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم).
إن ما يمكن أن نفهمه من الزاوية التاريخية والتعبوية في الرسالة السياسية الموجهة بوضوح لجميع الأجيال هنا هو التأكيد الصلب على [أرض فلسطين] في إشارة لا تخطئها العين أن الجغرافيا والإقليم والأرض والوطن في فلسطين،[1] رغم قرار التقسيم الذي أعلن ظُلما قيام دولتين، ومشيرا للتعدي الصهيوني حتى على الجزء الذي لم يخصص لهم، ما هو إشارة للسّمة العدوانية الاستعمارية الاستيطانية الاحتلالية لهذا العدوان الصهيوني الذي وقف العالم كلّه عاجزا أمامه، فلا مناص في الحد الأدنى من التأكيد على الحق الذي لن يضيع مادام وراءه مطالب.
وفي ذلك كله ردٌ على ترهات وأكاذيب وادعاءات نتنياهو التي كان قد بدأ يزفّها للعالم معلنا برعونة أن كل فلسطين بلده! [2]