إسرائيل اليوم: هذه الحرب أيضا هي مقدمة لتلك التي بعدها

إسرائيل اليوم 26/6/2025، اللواء احتياط غرشون هكوهن: هذه الحرب أيضا هي مقدمة لتلك التي بعدها
ليس مفاجئا أن الحرب مع ايران انتهت بشك في هل تم نصف عمل فقط. هكذا هو الحال مع نهاية الحرب. فبنو البشر يتوقعون بشكل طبيعي تماما ان تكون الحرب التي انتهت هي الحرب الأخيرة.
حين يتبدد الغباب بلا ضمانة للازالة المطلقة بتهديد الحرب تنبعث أصوات النقد على حرب انتهت في وقت مبكر. في نهاية الحرب العالمية الثانية أيضا، استسلام غير مشروط لألمانيا في قلب برلين، حذر تشرشل من التهديد السوفياتي المتعاظم في ظروف نهاية الحرب ووجد صعوبة في أن يسلم بسيطرة الاتحاد السوفياتي على بولندا مثلما على كل باقي دول شرق أوروبا. الجنرال باتون الأمريكي أيضا لم يسلم بوضع النهاية للحرب. أحيانا يبدو بالفعل بان الدوافع للحرب انتهب مع السنوات مع بعد الحرب. هذا ما يحاولون ان يرووه لانفسهم مواطنو أوروبا الغربية. لكن هناك أيضا توجد نظرة أخرى.
في العام 1996 رافقت في الجولان زيارة لرئيس الاستخبارات الألمانية BND شخص ذو قامة كان أيضا د. في الثيولوجيا. في اثناء الجولة اهتم باسئلة عديدة عن الصهيونية والايمان. عند الوداع قال لي شخصيا: “بودي ان احذركم. لا تتوقعوا هنا سلاما أوروبيا. عندنا حاليا يوجد هدوء. هذا صحيح، لكن 1945 قتل كثيرون، الأرض كانت مضرجة بالدماء، الان يستريحون. والاستراحة تسمى سلام. حاليا لا يوجد في أوروبا نزاع. لا على المقدرات، لا على الأراضي والولادة تنخفض. لكن اذا كان نزاع جدي فسيقاتلون من جديد. هنا في محيطكم يوجد نزاع متعدد الابعاد وهو ديني أيضا. عدد السكان يزداد، المقدرات تنقص، فكيف فكرتم في أن تقيموا هنا نظاما أوروبيا؟”. كانت هذه زاوية نظر شخص لم يخشى التعبير عن واقعية سياسية. منذ الحرب في أوكرانيا، في أوروبا أيضا تغير الوضع.
بعد يوم من احتلال ايلات، في العام 1949، مع نهاية حرب الاستقلال، أصدرت دائرة التعليم في الجيش الإسرائيلي منشورا تضمن اقوالا لبن غوريون: طالما لم ينتهِ خطر الحرب في العالم، والغير يرفع سيفا على الغير سيكون واجب علينا ان نضمن سلامة الدولة بقوة السلاح الإسرائيلي”. لقد انهى بن غوريون حرب الاستقلال بعلم واضح بان تهديد الحرب القادمة سيبقى قائما.
في هذا الجانب، فان الوضع الأساسي للوجود البشري هو بالذات عدم الاستقرار. فاذا ما نشأ للحظة استقرار، فهو نتيجة توازن آني، مثل لحظة هدوء على وجه البحر. وحتى الانتصارات في المعركة لا تلغي خطر الحرب التالية.
يمكن لنا أن نتشجع من ان الحرب انتهت بانجازات غير مسبوقة لدولة إسرائيل. صحيح انها لا يمكنها أن تضمن الغاء وضع القتال مع أعداء إسرائيل، لكن دولة إسرائيل تحفزت ببطولة وعلمت اعداءها عظمة قوتها وروحها.
ان مفهوم الحرب لدى زعماء محور المقاومة استند الى رؤية المجتمع الإسرائيلي كخيوط العنكبوت. في اثناء كل اشهر الحرب منذ 7 أكتوبر، وبالتأكيد في الأيام الأخيرة، هذه النظرية انهارت. الأعداء لم يتخلوا عن حلمهم لابادة إسرائيل، لكنهم على وعي بانهم في الظروف الجديدة الناشئة هم مطالبون بفهم جديد للحرب. وفي هذه الاثناء يوجد أساس للامل في أن تحظى دولة إسرائيل بفترة شفاء للترميم، الازدهار والامن.