ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: نصرالله، حزب الله والتحدي لاسرائيل

إسرائيل اليوم 3/12/2024، عوديد عيلامنصرالله، حزب الله والتحدي لاسرائيل

بعد بضعة أشهر من نشوب الحرب، جلست في كافتيريا استديو الاخبار مع مسؤول سابق هو اليوم احد المحللين الصاخبين. لم يخفِ اعجابه بنصرالله الذي وصفه بـ “فنان شطرنج من الدرجة الاولى – جيري كاسبروف الشرق الأوسط. على حد قوله، نصرالله “يقرأنا ككتاب مفتوح ويستخدم علينا عصاه السحرية المرة تلو الأخرى”.

ما كان بوسعي أن ابقى صامتا. “تجربتي في متابعة نصرالله وان كانت تتلخص فقط ببضع عشرات السنين”، اجبت، “لكن ما تقوله مخطيء. نصرالله ليس فنانا، بل مخطيء مواظب استغل عجزنا وضعفنا. هذه المرة اخطاءه ستجلب الخراب على حزب الله، على الطائفة الشيعية، على لبنان وأخيرا عليه نفسه”.

وحذرت المحلل: عندما نكرر نحن المحللين رسائل كهذه، فاننا نخلق قلقا لدى الجمهور ونثبط معنوياته. كمحللين ملقاة علينا مسؤولية أيضا – كما يقول المثل العربي: “الحكيم يقع في الطين فيوسخ جلابية أخرى. فانفصلنا انا والمحلل المحترم لا كأصدقاء.

وبالفعل هذا ما حصل. حزب الله وجد نفسه في أسوأ وضع منذ تأسيسه. فقد تعرض لضربات قاسية، فقدَ قسما هاما من قدراته وفشل في تحقيق المفاجآت العملياتية التي تبجح بها. سيطرته المطلقة في الساحة اللبنانية اهتزت، ومسيرات النصر في الضاحية لا تنجح في إخفاء الواقع المرير. اليوم، حزب الله لم يعد يشكل تهديدا استراتيجيا على إسرائيل.

الاتفاق الذي وقع مؤخرا لا يعكس انجازاتنا العسكرية. بل ضغوطا خارجية – واساسا من جانب إدارة بايدن. الهدف المركزي للامريكيين كان انجاز اتفاق يؤدي الى انهاء الحرب ويبدو جيدا في صفحات الـويكيبيديا. وعاموس هوكشتاين الى لبنان منذ تشرين الثاني 2023. لحظنا كعادته مرة أخرى أخطأ نصرالله ورفض العرض. لو كان وافق لكنا نقف اليوم امام واقع آخر تماما.

في آب 2006، ايران وحزب الله وزعا لكل عائلة تضررت في جنوب لبنان عشرة الاف دولار. عشرات ملايين الدولارات استثمرت. هكذا كسب الإيرانيون عالمهم بين الطائفة الشيعية وفي لبنان. النتيجة رأينا في 8 أكتوبر. محظور علينا أن نسمح بتكرار العملية.

كي نمنع إعادة تموضع حزب الله، على إسرائيل أن تطلب التحييد التام لإيران عن عملية إعادة البناء، مع دعم الولايات المتحدة والدول المانحة. يجب طرح شرط واضح على لبنان: لن تكون إعادة بناء بمشاركة إيرانية ولن يتاح ضخ أموال من طهران.

إضافة الى ذلك، فان إسرائيل ملزمة بان تطالب بتعويضات على الضرر الهائل الذي لحق بها كنتيجة للهجوم من لبنان والإصرار على ان يؤخذ التعويض من أموال المساعدات الدولية للبنان. صحيح أن هذا المطلب يبدو طموحا، ولكن الواجب الأخلاقي وضعه على الطاولة.

وختاما، الاتفاق مثقب، قابل للاختراق ومتملص. لكننا مطالبون بان ننظر الان الى الامام، كما يقول نيكولو ميكافيلي: “الفرص لا تأتي بل تؤخذ”. هذا هو زمن إسرائيل لان تأخذ الفرصة، تحيد حزب الله وتعيد رسم واقع جديد في الشرق الأوسط.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى