إسرائيل اليوم: من المشروع الإعلان عن ان احتفاظ قواتنا بمحور فيلادلفيا
إسرائيل اليوم 5/9/2024، غيرشون هكوهن*: من المشروع الإعلان عن ان احتفاظ قواتنا بمحور فيلادلفيا
مواطن إسرائيلي فهيم يستمع لكل ما يقوله زعماؤه. من جهة عن الحيوية الأمنية الضرورية للتمسك الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا، ومن جهة أخرى عن فهم كل المسألة كهراء تام واحبولة سياسية، وهو ببساطة يريد أن يعرف ما هو الصحيح حقا.
بشكل منطقي يعرض الخلاف ظاهرا ثلاثة مواقف. الأول يصف كامل التهديدات المرتقبة من هجر السيطرة الإسرائيلية في محور فيلادلفيا وانطلاقا من ذلك مستعد أيضا للتنازل عن تحرير المخطوفين. الموقف الثاني يدحض في تحليل امني الأساس للتقدير بان هجر المحور ينطوي على خطر حقيقي وهام، وعليه فليس في المسألة أي مانع للتقدم في صفقة التحرير. الموقف الثالث، الذي يكاد لا يسمع يقبل التقدير بان هجر المحور من قبل الجيش الإسرائيلي ينطوي بالفعل على مخاطر امنية هامة للغاية، ولكنه أيضا يقبل بلا تحفظ الواجب للعمل على تحرير المخطوفين، لدرجة الاستعداد للمرونة ولاخذ مخاطر امنية في كل ما يتعلق باستمرار السيطرة الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.
الموقف الثالث هو موقف كلاسيكي يتمثل بـ “هذا وذاك”. هو يقبل انه من ناحية عملياتية – امنية السيطرة الإسرائيلية في فيلادلفيا هي السبيل الوحيد لمنع طوفان تهريب الوسائل القتالية. غير أنه يشدد على ما عرف كيف يشدد عليه بن غوريون، بانه فضلا عن النظرة الأمنية توجد دوما منظومة اعتبارات عامة، من مسؤولية وصلاحية رئيس الوزراء وصاحب السيادة، لان يفحص عموم الاعتبارات بما في ذلك الفهم المرغوب فيه في أن يمتنع عن ان يعتبر من قبل مجموعات في الشعب كمغلق الحس لمسألة المخطوفين. يوجد هنا وعي لان احتمال الشرخ الاجتماعي الكامن في المسألة يمكنه أن يكون ذا ضرر جسيم لمستقبل دولة إسرائيل. في نظرة كهذه، فان التطلع لتحرير المخطوفين كهدف وطني يستوجب من القيادة مرونة بالنسبة للمطلب المهني الصحيح في الاحتفاظ بفيلادلفيا.
في وضع كهذا شرعي بالتأكيد الإعلان عن أن احتفاظ قواتنا بمحور فيلادلفيا ضروري، ومع ذلك ان نكون مستعدين لان نأخذ المخاطر التي تنطوي على ترك المحور اذا ما فتحت حقا فتحة لصفقة التحرير. هذا موقف متوازن اكثر من الموقف الذي يطلب من اجل تحرير المخطوفين التفنيد من الأساس للحاجة الأمنية للاحتفاظ بالمحور.
حتى عندما قرر أريك شارون ترك محور فيلادلفيا في 2005 لم يكن ممكنا القول انه من ناحية امنية لم تكن أهمية للوعي بالخطر الأمني. ما حصل هو ان شارون، لاعتبارات عامة مثل الرغبة في تلقي اعتراف دولي بان إسرائيل تركت غزة، قرر أن يضع الاعتبارات الأمنية جانبا رغم الاعتراف بالخطر. الواقع الذي تطور منذئذ على كل ما نقل في مجال المحور، بما في ذلك بغض النظر المصري من سيناء على قطاع غزة علمنا حجم الخطر.
في هذه النظرة، نتنياهو حقا لا يكذب حين يشير الى مدى المخاطر في هجر المحور. انطلاقا من آلية خلاف سياسي يتهمونه بان كل موضوع فيلادلفيا ليس اكثر من احبولة إعلامية. لكن بالتوازي، في الجهد لتفنيد وصف المخاطر التي في ترك المحور، يحاولون أيضا ان يرووا بانه يوجد جواب للمخاطر مثل بناء عائق في عمق الأرض مع جساسات، مثل اتفاق متجدد مع الأمريكيين والمصريين في كيفية ضمان المحور من تسلل وسائل قتالية.
في هذا الحديث يعترفون في واقع الامر بوجود خطر، وفي اعقابه حاجة للاحتفاظ بالمحور من قبل الجيش الإسرائيلي، لكن يسعون لايجاد بدائل. لو كانوا دققوا في مثل هذا القول، لكان البحث أصبح اكثر موضوعية، في التركيز على مدى القدرة للاعتماد على البدائل. في كل حال نقطة اللقاء للتوافق الواسع وللبحث الجماهيري الموضوعي تكمن في إمكانية المرونة المتمثلة بالطريق الثالث.
*الجنرال غيرشون هكوهن، شغل منصب قائد الكليات العسكرية حتى ديسمبر 2011، تم تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية في الجيش في يناير 2010 ، يعمل حاليا باحث في مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، عاد إلى الخدمة الاحتياطية في جيش الاحتلال لفترة محدودة خلال حرب غزة 2023-2024م.