إسرائيل اليوم: محور الشر في ضائقة

إسرائيل اليوم 1/12/2024، ايال زيسر: محور الشر في ضائقة
في نهاية الأسبوع شن الثوار في سوريا هجوما مفاجئا ضد قوات النظام السوري في شمال الدولة، وفي غضون يوم واحد تمكنوا مما فشلوا فيه على مدى سنوات الحرب الأهلية الطويلة والمضرجة بالدماء التي شهدتها هذه الدولة في العقد الماضي. فقد انهار الجيش السوري وتمكن الثوار من السيطرة على مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية والمدينة الثانية في حجمها في الدولة ومنها انطلقوا الى مدينة حماة، على الطريق الى دمشق.
يخيل أن التاريخ يكرر نفسه. بالضبط قبل عقد، في ربيع 2015، تمكن الثوار من السيطرة على مدينة ادلب في شمال سوريا، المدينة الكبرى الأولى التي سقطت في ايديهم، وكان يخيل للحظة ان مصير بشار الأسد حسم وان سقوط الحاكم السوري، الذي سيطر في حينه فقط على ربع أراضي سوريا هو مسألة أيام أو أسابيع.
غير أنه عندها تدخلت الى جانبه في الحرب روسيا وايران. فقد بعث الروس بطائرات قتالية قصفت مناطق الثوار، واساسا السكان المدنيين الذين جاءوا منها، لكنهم تركوا القتال على الأرض لإيران. فقد بعثت هذه الى سوريا بمقاتلي الحرس الثوري واساسا ميليشيات شيعية جندتهم في كل ارجاء الشرق الأوسط وبالطبع مقاتلي حزب الله.
ضُرب الثوار وتشتتوا في كل صوب ونجا بشار من الحرب. غير أن نظامه تبين كضعيف وعديم القوة والتأييد. عمليا سيطر فقط في نحو ثلاث أراضي سوريا، حيث ان الاكراد اقاموا في شرق الدولة برعاية أمريكية حكما ذاتيا اما في ادلب في الشمال فواصل ثوار العمل برعاية تركية.
لكن في نهاية الأسبوع الماضي حسم شيء ما في سوريا وفي الشرق الأوسط كله. الثوار، رجال جبهة النصرة (او باسمها الجديد جبهة تحرير الشام) خرجوا على نحو مفاجيء الى هجوم ضد قوات النظام في شمال الدولة. في الماضي كانوا ينتمون الى القاعدة لكنهم منذئذ اصبحوا براغماتيين، والدليل – في الوقت الذي سيطروا فيه في الجولان السوري في العقد الماضي حرصوا على الإبقاء على الهدوء على طول الحدود مع إسرائيل. يبدو أن تركيا هي التي وقفت من خلفهم وساعدتهم في تسلح وتدريب رجاله. فاجأ الهجوم الجيش السوري تماما وكشف ضعفه، ضعف نظام بشار الذي لا يمكنه وحده أن يتصدى لاعدائه من الداخل. في غضون يوم احتلوا مدينة حلب التي لم ينجحوا في احتلالها على مدى العقد الماضي. ومن هنا فتحت امامه الطريق جنوبا نحو دمشق. من التقارير من سوريا يفهم أن الجيش السوري انهار وان وحداته فرت من وجه الثوار وان هؤلاء يستقبلون بالترحات في القرى والمدن التي يحتلونها.
ايران وروسيا ستتدخلان
قبل عقد كان الروس، الإيرانيون ومقاتلو حزب الله هم الذين انقذوا بشار. غير أن الروس غارقون اليوم في حربهم في أوكرانيا. ايران توجد تحت ضغط امريكي ثقيل ومردوعة من إسرائيل، فيما أن حزب الله لا يزال ملقيا على الأرضية التي القت به اليها إسرائيل في الحرب الأخيرة في لبنان. غير أن بشار وحده لا يمكنه أن يتصدى لاعدائه، وهذا ما يعرفونه في موسكو، في طهران وكذا في صفوف الثوار الذين حددوا بناء على ذلك موعد هجومهم. ومع ذلك، فبالنسبة لإيران وروسيا هذه مسألة حياة أو موت ومستقبل مكانتهم في المنطقة. ولهذا فانهم سيفعلون كل شيء كي ينقذوا بشار الذي يواصل الاستمتاع بالدعم من أبناء طائفته الذين يسيطرون في الجيش السوري.
بشكل تقليدي إسرائيل كانت الى جانب بشار لانها رأت فيه حاكما حذرا يحرص على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان. هكذا ، بالمناسبة، تصرف أيضا في اثناء الحرب في السنة الأخيرة. لكن بشار يشكل حلقة حرجة في المحور الذي يربط بين طهران وبيروت. فبعد كل شيء، وردت سوريا سلاحا متطورا لحزب الله وسمحت لإيران بان تنقل عبر أراضيها سلاحا لحزب الله. الان بعد أن ازيل تهديد حزب الله عن إسرائيل وتغيرت الخريطة الإقليمية يجدر بنا إعادة النظر في موقفنا. والمؤكد هو – انه يجدر بنا أن نستغل الواقع الجديد في سوريا كي نعمل بتصميم وبحزم اكبر من الماضي كي ندحر ايران ووكلائها من هذه الدولة.