إسرائيل اليوم: قطر لم تلتزم بالاتفاق
إسرائيل اليوم 30/4/2024، يوآف ليمور: قطر لم تلتزم بالاتفاق
أربع مسائل مركزية ترتبط الواحدة بالاخرى شغلت بال إسرائيل في اثناء العيد: المخطوفون، الاعمال العملياتية في غزة، الحملة موضع الحديث في رفح ونية المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية لاهاي، اصدار أوامر اعتقال ضد القيادة السياسية الأمنية في إسرائيل.
في المسألة الأكثر اشتعالا، المخطوفين، انتظروا في إسرائيل جواب حماس، وان كانت محافل مختلفة سعت “لتخفيض مستوى التوقعات”. بتقديرهم، الاحتمال لاختراق طريق في الأيام القريبة القادمة، متدن، وسيتطلب الامر بضع جولات وساطة أخرى كي يكون ممكنا التقدم نحو صفقة. رغم ذلك، وفد مهني من الموساد، الشباك والجيش سيسافر الى القاهرة لمواصلة الاتصالات، التي تجري الان بقيادة كاملة من مصر.
اما قطر، التي توصلت في مراحل مبكرة اكثر من المفاوضات، فتراجعت في الأسابيع الأخيرة الى الوراء. في المقابلات التي اجراها في نهاية الأسبوع مع هيئة البث “كان” وصحيفة “هآرتس” انتقد مستشار رئيس الوزراء القطري د. ماجد الانصاري الطرفين اللذين فشلا في الوصول الى صفقة. وأثارت أقواله استنكارا لدى محافل مطلعة على المفاوضات وذلك لان قطر نفسها على حد قولهم لم تلتزم بالاتفاقات التي تمت معها.
في إطار ذلك، كان يفترض بقطر أن تعلن بانه اذا لم تتقدم حماس الى الصفقة، فسيطرد قادتها من الدوحة. كما كان يفترض بها ان تجمد حسابات بنكية لبعض من قادة حماس. بقدر ما هو معروف، اتفق على هاتين الخطوتين معها من جانب الأمريكيين كروافع ضغط شديدة القوة على حماس لكنها لم تلتزم بكلتيهما دون أن تقدم أي تفسيرات على ذلك.
توتر في الساحة السياسية
في إسرائيل اوضحوا بانه اذا لم يكن تقدم في المفاوضات لتحرير مخطوفين، فستتسارع الاستعدادات للعملية في رفح. الخطط العملياتية اقرت منذ الان وقوات الاحتياط جُندت وهي تتدرب قبيل الحملة، لكن خلافا لتصريحات جهات مختلفة، وعلى رأسها رئيس الوزراء نتنياهو، التعليمات للعملية لم تصدر بعد. وعلى أي حال فان الحملة تنطوي على اخلاء مسبق للاجئين من رفح من المتوقع أن يستغرق نحو أسبوعين – ثلاثة على الأقل.
التوتر الذي بين قضية المخطوفين والعملية في رفح سيرافق الساحة السياسية في الأيام القادمة. اذا تحققت صفقة فانها ستؤجل بالضرورة مسألة رفح، لانها ستتضمن وقفا طويلا للنار لنحو أربعين يوما، مقابل تحرير نحو 33 مخطوفا. وافادت “نيويورك تايمز” بان إسرائيل وافقت على تخفيض عدد المخطوفين الذين سيتحررون لان قسما من أولئك الذين كانوا في التصنيفات الإنسانية لم يعودوا على قيد الحياة. وطلب إسرائيل من حماس ان يضاف الى القائمة مخطوفون في وضع نفسي صعب لكن لم يأتِ بعد جواب المنظمة.
معارضة في العالم للحملة
حافل مختلفة في الساحة السياسية هاجمت النية لتنفيذ صفقة لا تتضمن إعادة عموم المخطوفين وتحبط أيضا العملية في رفح. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حذر أيضا من سقوط الحكومة، تحذير ليس واضحا أي غطاء له في ضوء الدرك الأسفل لحزب سموتريتش في الاستطلاعات. كما ان الوزير بيني غانتس حذر ايضا من سقوط الحكومة في حالة عدم تنفيذ صفقة مخطوفين.
معقول أن يحاول نتنياهو المناورة بين هذين القطبين. إمكانية ما لديه هو أن يقر حملة محدودة في رفح (في حالة واصلت صفقة المخطوفين التأخر بحيث يكون بوسع نتنياهو الحفاظ على مصداقيته في الجمهور الإسرائيلي كمن أولى بتعهده للعمل في المدينة، لكن سيمتنع عن مواجهة مباشرة مع الاسرة الدولية التي تعارض بشدة العملية في رفح خوفا من أن تكلف قتلى كثيرين.
الولايات المتحدة، التي تتصدر المعارضة العالمية للحملة في رفح، من المتوقع ان تقترح على إسرائيل ليس فقط عصي بل وجزر أيضا. في زيارته الى إسرائيل سيطرح وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن الصفقة الكبرى التي تبلورت منذ الان بين واشنطن والرياض، والتي في اطارها تحصل السعودية على حلف دفاع مع الولايات المتحدة، مساعدة عسكرية غير مسبوقة وكذا برنامج نووي مدني وإسرائيل تحصل على تطبيع مع السعودية ومع معظم العالم الاسلامي وكذا فتح أسواق اقتصادية وتجارية جديدة.
كجزء من صفقة كهذه ستكون إسرائيل مطالبة بان تبحث في مستقبل قطاع غزة وفي الجهات التي ستحكمه في نهاية الامر. هنا أيضا سيتمزق نتنياهو بين الجانب الصقري في حكومته الذي يرفض في هذه اللحظة كل اقتراح وفكرة لا تتضمن سيطرة إسرائيلية في المنطقة، وبين اغلبية القيادة السياسية الأمنية التي تسعى لنقل المسؤولية الى جهة أخرى. في اثناء العيد جاء تذكر أليم آخر بالثمن العالي للسيطرة في المنطقة عندما قتل جنديا احتياط في منطقة الفصل التي يحوزها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
من المتوقع لبلينكن ان يبحث في إسرائيل أيضا في أوامر الاعتقال ضد نتنياهو، غالنت وهليفي. وسبق للولايات المتحدة أن أوضحت ان من ناحيتها ليس لهذه الأوامر مفعول عملي، لكن في إسرائيل قلقون من ان هذا صندوق مفاسد سيؤدي الى حملة واسعة من نزع الشرعية عن دولة إسرائيل ولاحقا الى مقاطعات ضد منظمات إسرائيلية.