إسرائيل اليوم: قطر تعرقل الصفقة المصرية

إسرائيل اليوم 27/4/2025، يوآف ليمور: قطر تعرقل الصفقة المصرية
إسرائيل ستشدد الضغط العسكري في غزة اذا لم تلين حماس في ا لاسابيع القادمة مواقفها في المفاوضات لتحرير المخطوفين.
وسيتضمن تصعيد الاعمال تجنيد فرق احتياط بهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي في غزة وتشديد الاحتكاك مع حماس. منحى خطة تبلور في الجيش الإسرائيلي عرض الأسبوع الماضي على الكابنت لكنه لم يقر نهائيا. وذلك لانهم في إسرائيل معنيون باعطاء إمكانية لحماس بالتقدم في المفاوضات.
إمكانية دفعة تحرير أخرى توجد على جدول الاعمال منذ انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، في منتصف شباط. في اثناء الاتصالات بين الأطراف بحثت ثلاثة خيارات: اقتراح إسرائيلي لتحرير 10 – 11 مخطوفا احياء (وجثث كذلك)، اقتراح مضاد لتحرير خمس مخطوفين احياء (وجثث)، واقتراح حل وسط مصري لتحرير 8 مخطوفين احياء (وجثثت).
لم يكن مستبعدا ان توافق حماس على اقتراح الحل الوسط المصري وذلك كنتيجة لخليط الضغط العسكري الإسرائيلي ووقف المساعدات الإنسانية وبين الضغط الدبلوماسي الشديد الذي مارسته من مصر وأبو مازن. لكن الاتفاق لم يتحقق بسبب وهن في الفريق الإسرائيلي المفاوض بقيادة الوزير رون ديرمر ولان أساس اهتمام الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف اتجه لجهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا ومحادثات النووي مع ايران.
إضافة الى ذلك تبين أن قطر ساندت حماس وعملت مع الولايات المتحدة كي يتاح في المستقبل اتفاق افضل للمنظمة يتضمن تحرير كل المخطوفين مقابل وقف الحرب. يدور الحديث عن اتفاق سيصعب على إسرائيل التعايش معه لانه يتضمن أيضا “هدنة” لخمس – سبع سنوات الى جانبه ضمانات دولية، وكذا اعمار القطاع – الخطوات التي معناها الإبقاء على حكم حماس عمليا.
هذه التفاصيل التي لم تنشر بعد تطرح ثلاثة مفاهيم. الأول هو أنه بخلاف ما يقوله الوزراء في الكابنت عن أن الخطوة العسكرية في القطاع تراوح في المكان، خلق النشاط العسكري الإسرائيلي ضغطا على حماس كان يمكن ترجمته الى انجاز سياسي في مستوى اتفاق (جزئي) لتحرير مخطوين. المفهوم الثاني هو ان الفريق المفاوض الحالي برئاسة ديرمر لا يدفع قدما بموضوع المخطوفين. مصدر مطلع على المفاوضات وصف عمل ديرمر بانه هامشي وقال ان إسرائيل لا تعمل على إيجاد حل. فقد كان دور ديرمر هو ممارسة الضغط على الأمريكيين كي يمارسوا الضغط على قطر. عمليا ادارت قطر سياسة مستقلة وعرقلت الاتصالات.
المفهوم الثالث يرتبط بقضية قطر غيت موضع تحقيق حاليا. مقربو نتنياهو ممن عملوا لقطر روجوا عمليا لمصالح تتضارب ومصالح دولة إسرائيل بل وتعرض امنها القومي للخطر. يدور الحديث أساسا عن الحملة السلبية التي اديرت ضد مصر وزعم في اطارها بانه كان للقاهرة دور في الخدعة التي سبقت هجمة 7 أكتوبر. هذه ادعاءات عديمة الأساس خربت على العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين.
الحملة ضد بار
هذه القضية، التي تقبع في أساس تنحية رونين بار عن رئاسة الشباك، تقلق نتنياهو ومحيطه جدا. في الأيام الأخيرة سجل ارتفاع بالاف في المئة في منشورات وزراء الحكومة ونشطاء اليمين ضد الجهاز ورئيسه كجزء من حملة منظمة تستهدف التشهير ببار والسماح باقالته. بضعة استطلاعات نشرت في الأيام الأخيرة تدل على أن الجمهور متأثر اقل بذلك: الثقة التي يعطيها لبار والشباك اعلى من تلك التي يعطيها لنتنياهو وحكومته واغلبية ساحقة تعتقد انه يجب استنفاد التحقيق في القضية القطرية وابعاد مستشاري نتنياهو عن محيطه.
كما أن الاستطلاعات تشير الى ميل ثابت في ثلاث مسائل مركزية أخرى: إقامة لجنة تحقيق رسمية في هجوم 7 أكتوبر، تجنيد الحريديم وتفضلي مسألة المخطوفين على تشديد الحرب. هذه المسائل ترتبط الواحدة بالاخرى، لانه اذا لم يتحقق اتفاق قريب يؤدي الى تحرير مخطوفين – سيكون الجيش مطالبا بتوسيع اعماله. كنتيجة لذلك سيثقل مرة أخرى العبء على منظومة الاحتياط، في الوقت الذي يتملص فيه قسم واسع من الجمهور الإسرائيلي من الخدمة بتشجيع من الحكومة التي تحاول مواصلة التملص من مسؤوليتها عن الإخفاق.
حماس تدرس الجيش الإسرائيلي
كل المؤشرات تدل على ان نتنياهو أمل في أن يدحر هذا النقاش جانبا تحت رعاية الهجوم الذي خطط على منشآت النووي في ايران. سلاح الجو لا يزال يبقي على جاهزة عالية لمثل هذا الهجوم اذا ما فشلت المحادثات بين الولايات المتحدة وايران، لكن الاحتمال لذلك لا يبدو الان عاليا. في الطرفين يوجد تفاؤل للوصول الى اتفاق قريب تأثير إسرائيل عليه سيكون محدودا جدا.
من المشكوك أن يوقع مثل هذا الاتفاق قبل زيارة ترامب المرتقبة الى الخليج في منتصف أيار. الزيارة التي بالأساس ستتكرس لعقد الصفقات ستكون هامة من ناحية إسرائيل أيضا لان بعضا من المواضيع – النووي المدني في السعودية الى جانب صفقة سلاح غير مسبوقة بمئات مليارات الدولارات – ستؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي. ظاهرا، هذه فرصة لإسرائيل لان تدمج مصالحها في الاتفاقا بل وربما تحقيق صفقة شاملة في غزة تسمح بإعادة المخطوفين، تجريد القطاع وإقامة حكومة بديلة لحماس لكن هذا لن يحصل في التركيبة الحالية للحكومة.
كنتيجة لذلك، اذا لم تقع انعطافة في الأيام القادمة سيشدد الجيش الإسرائيلي الضغط العسكري في القطاع. هذا سيؤدي بالضرورة الى ارتفاع نطاق الإصابات بين جنود الجيش: سلسلة الاحداث والاصابات في الأيام الأخيرة كانت دليلا على أن حماس تدرس الاعمال الإسرائيلية وترد عليها. كما أن القتال سيؤدي الى ارتفاع في الإصابات بين المدنيين الفلسطينيين في غزة الامر الذي يشغل إسرائيل على خلفية النقد الدولي المتصاعد.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook