ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: علينا ان نعرف حتى كيف نجادل

إسرائيل اليوم 16/8/2024، يوسي بيلين: علينا ان نعرف حتى كيف نجادل

عداء مضبوط

أنظر الى معركة الجبابرة بين نتنياهو وغالنت، وتعيدني الى الذكريات الى معركة الجبابرة في حزب العمل بين بيرس ورابين. بين 1974 و1977 كان رابين رئيس الوزراء، وكان بيرس وزير دفاعه. كان رابين يعد حمامة – ايد الحل الوسط الإقليمي في الضفة بل واعلن على أنه سيكون مستعدا في ان يصل الى غوش عصيون مع فيزا. اما بيرس فكان يعد صقرا – لم يعارض فقط دولة فلسطينية بل وعارض أيضا الحل الوسط الإقليمي، وفضل حلا في اطاره يتقاسم الأردن مع إسرائيل في ما بينهما مجالات حكم مختلفة في الضفة. في نظر المستوطنين كان يعد مؤيدهم المتحمس، وفي مقابلة معي في 75 وصف المستوطنات بجذور وعيون الدولة. في 1984 انقلبت الخواطر. بيرس كان رئيس الوزراء ورابين كان وزير دفاعه لسنتين. الان بيرس يعد حمامة ورابين هو الصقر بين الاثنين. بين 1992 و 1995 كان رابين رئيس وزراء وبيرس وزير خارجيته، وكلاهما انضما الى تأييد مسيرة أوسلو – بيرس بحماسة، ورابين على طريقته المتحفظة اكثر. 

من يحاول العثور على فوارق أيديولوجية بين الرجلين سيجدها، لكن في نظرة الى الوراء كانت هذه فوارق بين الوان، وليست هي التي خلقت بينما النفور المتبادل. في فترة الولاية المشتركة الأخيرة لهما، حتى اغتيال رابين، كانا يلتقيان كل أسبوع بلقاء لساعة ويبحثان في المواضيع على جدول الاعمال. احد لم ينضم الى هذه اللقاءات. وكل ما اتفق عليه بينهما اتفقت عليه الحكومة في نهاية المطاف. مثلا، عندما كشفت لبيرس وجود محادثات سرية في أوسلو وعرضت عليه المسودة الأولية المتفق عليها، سارع لرفعها الى رابين في اللقاء الأسبوعي بينما. وفقط عندما أعطى رابين الضوء الأخضر لمواصلة المسيرة، كان يمكن ان تتواصل. اللقاءات الأسبوعية الثنائية لم تكن لقاءات مصالحة، بل وكان يمكن فيها ان يرتفع الصوت أيضا، لكنها اتاحت عملا مشتركا حتى في أوضاع متوترة جدا. الشخصان اللذان يقودان المعركة ما كان يمكنهما ان يسمحا لنفسيهما مواصلة الوضع الحالي. نموذج رابين وبيرس ما كنت سأعلمه في أي مدرسة كنموذج مثالي، لكن طالما كنتما معا – فلعل هذه هي الوصفة الوحيدة لوجود العداء المضبوط. 

المعتدون 

في ليل السبت أخطأت خمس نساء من رهط ودخلن بؤرة جفعات رونين. هذه بلدة مع تاريخ، وهنا من يتذكر بانه قبل 12 سنة كفت مستوطنة هار براخا عن نقل الماء اليها، بعد أن رشق سكان البؤرة الحجارة على الفلسطينيين. هذه المرة سد المستوطنون طريق النساء البدويات، رشقوا عليهن الحجارة واحرقوا سيارتهن. فقط جنود الجيش الإسرائيلي انقذوهن من الفتك. 

هذه المجموعة من “فتيان التلال” والمستوطنين المتطرفين والعنيفين لا تمتنع حتى عن المواجهات مع الجنود وتعيش حياتها بانقطاع عن القانون. كلنا نحرص على أن نقول ان هذه ليست كل المستوطنين بل في هوامشهم فقط، لكن هذه الهوامش آخذة في الاتساع حين تنال دعما مصمما من داخل الحكومة الحالية. 

تعدد الزوجات

أمينة الحسوني ابنة السبعة من سكان القرية غير المعترف بها الفرعونة، أصيبت بجراح خطيرة في 14 نيسان في الهجمة الجوية الإيرانية علينا. ابوها روى في الشبكة الثانية بان ابنته المصابة الوحيدة في الهجمة تشفو. عندما سُئل اين تسكن العائلة الان بعد أن أصيب بيتهم أجاب انها تسكن في بيتها الثاني، وشرح ببراءة بان له زوجتان، والجميع انتقلوا للسكن لدى زوجته الثانية. 

لم تكن هذه فرصة للمزاودة الأخلاقية، لكن واضح ان الحسوني لم يتطرق لوضع نادر. ظاهرة المواطنين البدو ممن لهم اكثر من زوجة هي ظاهرة منتشرة. هذا خرق فظ للقانون الذي يمنع تعدد الزوجات، والدولة ببساطة ترفع ايديها لانعدام الوسيلة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى