إسرائيل اليوم: على جدول الاعمال: تحرير عدد صغير من المخطوفين ووقف نار قصير المدى

إسرائيل اليوم 15-5-2025، داني زاكن: على جدول الاعمال: تحرير عدد صغير من المخطوفين ووقف نار قصير المدى
“اذا تحقق في اليوم القريب القادم وقف للنار – فقد يكون لقاء بيبي – ترامب. لعل هذا هو الموضوع الأهم الذي بحث فيه ترامب مع رؤساء دول الخليج إذ ان فيه ما ينهي الحرب في غزة ويزيل العائق الأساس عن خطته الكبرى “الصفقة الكبرى” لنظام جديد في الشرق الأوسط ولحل بعيد المدى للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني”. هكذا يصف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في احدى دول الخليج مسألة صفقة انهاء الحرب في غزة ومنها المنحى للتسوية الإقليمية الشاملة.
من خلف الكواليس تجري هذه الأيام اتصالات حثيثة مع إسرائيل ومع الأطراف الأخرى لاجل الوصول الى الهدف الهام جدا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: توفقات على وقف نار قبل نهاية زيارته الى المنطقة.
لإسرائيل وجه اكثر من تلميح في انهم اذا نجحوا في الوصول الى وقف نار، فالرئيس كفيل بان يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقف النار كان موضوع الحديث الأساس امس بين نتنياهو والمبعوث ويتكوف، وفي هذا بحث الوفد الإسرائيلي في الدوحة.
وأفادت صحيفة “الشروق” المصرية امس الى أن ويتكوف التقى مع وفد من كبار المسؤولين في حماس ضم رئيس مجلس القيادة محمد درويش، خليل الحية وزاهر جبارين، وبحث معهم في تحريك المفاوضات لتحرير المخطوفين وفي طلب حماس لانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة. وأفادت المصادر بان الأجواء في الدوحة كانت إيجابية، وأشارت الى ان ويتكوف شارك أيضا في لقاء ترامب مع امير قطر ال ثاني، والذي استعرضت فيه الاقتراحات المختلفة.
في المباحثات الحثيثة في قطر وبين الدوحة والقدس توجد الان على جدول الاعمال مرة أخرى تسوية ويتكوف لوقف نار قصير المدى وتحرير بضعة مخطوفين. وما أن تبين انه لا يمكن الان على الحصول على جواب حقيقي من حماس بعد محاولة تصفية محمد السنوار قرر الفريق الأمريكي تجربة منحى يسمح للرئيس ترامب بالتبشير بإنجاز آخر والتأجيل لعدة أيام المناورة الإسرائيلية في القطاع.
الضغط على إسرائيل قوي على نحو خاص، والتعليل هو انه يجب إعطاء قيادة حماس بضعة أيام لاستيعاب الوضع الجديد كي يكون ممكنا التقدم. وقيل ان حماس لا يمكنها الان ان تعطي جوابا إيجابيا يفسر كاستسلام بعد تصفية قائدها العسكري.
التردد في إسرائيل صعب. فالمفاوضات تحت النار تعطي نتائج، ووقف الضغط العسكري سيؤدي الى تصلب خط حماس، كما يدعي مصدر في إسرائيل. مصدر إسرائيلي آخر يقول بالمقابل ان توقف مؤقت محدود، مع موعد لاستئناف القتال وطلب لا يساوم لشروط استمرار وقف النار لعله يسمح للأطراف الأقل تطرفا في قيادة حماس الدفع قدما بموقفهم. أثر آخر للقرار سيكون على العلاقة مع الولايات المتحدة واساسا مع ترامب، والتخوف من أن يخلق الاعتراض على الاقتراح الجديد احتكاكا آخر.
منحى لجائزة نوبل:
الاقتراح الأساس يوجد على الطاولة منذ اشهر، لكن انتخاب ترامب وقراره الوصول أولا الى الخليج سرع الاقتراع لسلسلة اتصالات وتبادل المسودات. “منحى لجائزة نوبل للسلام”، كما وصف ذلك دبلوماسي من الخليج.
المبادرة جاءت من اتحاد الامارات، من رئيسها محمد بن زايد وشقيقه وزير الخارجية عبدالله. وانضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بكل ثقل وزنه ووزير خارجيته فيصل بن فرحان عرض المنحى الواسع في واشنطن قبل نحو شهر.
في لقاءات ترامب وفريقه مع ابن سلمان ورجاله بحثت الخطة مرة أخرى، حسب الوزير السعودي “اتفقنا على الحاجة لانهاء الحرب وتحرير المخطوفين”. وهاكم تفاصيل الخطة كما علمت بها “إسرائيل اليوم” من مصادر عربي وامريكية. وتوجد لهم بضع روايات وصياغات، لكن الروح متشابهة:
- وقف النار يبدأ فورا على أساس منحى ويتكوف، في غضون أيام قليلة يتحرر نصف المخطوفين وتبدأ مفاوضات على انهاء تام للحرب.
- حماس تحرر في اثناء المفاوضات كل المخطوفين الإسرائيليين، بما في ذلك الجثث، بالمقابل إسرائيل تحرر مخربين فلسطينيين وفقا للمفتاح الذي كان حتى الان، ويستأنف توريد المؤن والمساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
- إسرائيل تنهي تماما اعمالها العسكرية في قطاع غزة، وبعد فترة انتقالية وضمانات امنية تنسحب انسحابا كاملا الى خط الحدود.
- حماس تسلم بجهة عربية كل الأسلحة – من الصواريخ وحتى السلاح الخفيف؛ زعماء عسكريون كبار من حماس، الجهاد وباقي منظمات المقاومة يخرجون من القطاع؛ تقام مخيمات مؤقتة لفترة الاعمار وتكون إمكانية للخروج من القطاع، باولوية المرضى والجرحى.
- اعمار القطاع يبدأ فور الإعلان عن انهاء الحرب وتديره لجنة عربية أمريكية تتلقى السيطرة على القطاع. في اللجنة تشارك الامارات، السعودية، مصر، الأردن، الولايات المتحدة وممثلية أوروبية. اما الفلسطينيون فتمثلهم عناصر مدنية، مهندسون، مدراء واقتصاديون وآخرون.
- السلطة الفلسطينية تعطي مباركتها، ولاحقا – بعد أن تنفذ إصلاحات بنيوية جوهرية لنجاعة عملها وتقليص الفساد – تضم لادارة الاعمار الذي يستمر عشر سنوات.
من ناحية إسرائيل، على ما يبدو لن يكون ممكنا تحقيق تسوية افضل، لكن حماس في هذه الاثناء رفضت نزع السلاح والخروج ولهذا فقد توجه زعماء الامارات والسعودية الى ترامب – ليضغط على قطر، سيدة منظمة الإرهاب، كي تنزل قيادة حماس من الشجرة في الطريق الى حل المسألة.
في دول الخليج والولايات المتحدة واعون للمصاعب الائتلافية لرئيس الوزراء نتنياهو، ويعدون بالجائزة الكبرى لاحقا. تطبيع مع دول أخرى وعلى رأسها السعودية التي تعطي الإشارة، وبعدها سوريا، لبنان ودول عربية وإسلامية أخرى. “هذه هي الخطوة التي ستؤدي الى نوبل”، كما يشير المصدر الدبلوماسي.
لنتنياهو سيكون هذا مفترق طرق جوهري. اذا اختار التسوية فمن المعقول ان يفقد الجناح اليميني – الصقري في الائتلاف ويؤدي الى انتخابات. من غير المستبعد ان يستجيب للمرحلة الأولى ويحاول الفصل بين مسألة غزة والخطوة الكبرى.