إسرائيل اليوم: توجد إنجازات تكتيكية لكن الى اين تؤدي الاستراتيجية
إسرائيل اليوم 24/9/2024، هيرشون هكوهن: توجد إنجازات تكتيكية لكن الى اين تؤدي الاستراتيجية
رغم الإنجازات الهامة لقوات الامن في القتال حيال حزب الله في الأسبوع الأخير، لا يزال يوجد خبراء أمن يدعون بانه وان كانت لدولة إسرائيل إنجازات تكتيكية، لكنها لا تزال تعمل بدون استراتيجية.
في السطر الأخير تندرج مسألة الاستراتيجية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية في سؤالين أساسيين: الأول، كيف تؤدي كل الإنجازات التكتيكية الى تحقيق هدف إعادة سكان الشمال الى بيوتهم بامان؟ السؤال الثاني كيف يمكن لكل الإنجازات ان تؤدي الى انهاء الحرب في غياب التخطيط لالية انهاء استراتيجية؟
السؤالان بالطبع مرتبطان الواحد بالاخر، وقبل البحث فيهما يجدر الايضاح بان غياب خطة وآلية انهاء جاهزتين منذ الان للوصول بالحرب الى النهاية، ينبع بقدر كبير من مفهوم الحرب الذي وضعوه في طهران وفي بيروت والذي عن قصد واعٍ افترضوا بان عوامل القوة المؤثرة كالولايات المتحدة – لا توجد اليوم في وضع قادرا على املاء نهاية للحرب بضمان مستقبل من الاستقرار.
بين إسرائيل وحزب الله توجد فجوة استراتيجية في أساس التطلعات التي توجه إدارة الحرب. هذه فجوة كلاسيكية بين التطلع الجهادي – الراديكالي لاقامة اضطراب وانعدام للاستقرار في إسرائيل في وضع دائم، وبين التطلع الإسرائيلي والامريكي الذي غايته معاكسة تماما، لاقامة واقع امني واقتصادي من النظام والاستقرار. في هذه الفجوة، استراتيجية حزب الله تتركز على الجهد للإبقاء على زخم الاستنزاف الموجود في يديها، وهو يمكنه أن يبقى في يديها حتى لو عمل الجيش الإسرائيلي بريا ووقف على الليطاني. كل ما يحتاجه نصرالله للإبقاء على الاستنزاف هو مخزون كبير كاف من الصواريخ، المقذوفات الصاروخية والمُسيرات – والذي يوجد بالفعل لديه، وببساطة مواصلة اطلاقها نحو إسرائيل.
هذه استراتيجية تقيم ربطا بسيطا بين العمل وبين الهدف والغاية. اما الاستراتيجية الإسرائيلية بالمقابل فملتزمة بتحقيق هدف بسيط على الفهم لكنه معقد على التحقق – إعادة سكان الشمال الى بيوتهم في ظروف أمن مرضية. في الجهاد لتحقيق هذا الهدف فان العلاقة بين الإنجاز التكتيكي المتراكم وبين تحقيق الهدف الاستراتيجي هي علاقة مركبة حقا وليس بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي.
تغيير في الرأي العام
ان الإبداعية في تخطيط وتفعيل ضربة التفجيرات الالكترونية في قلب بيروت عرضت مبادرة هجومية استجابت بمنطقها مع الاضطرارات الامريكية: موجة التفجيرات لم تحدث في بيروت وفي مراكز مدينية أخرى دمارا محيطيا، وكادت لا تمس بمدنيين غير مشاركين. هكذا أيضا ارتفاع الدرجة في يوم الجمعة في الغارة في قلب الضاحية لتصفية إبراهيم عقيل وعصبة قيادة قوة الرضوان.
كما أنه في ارتفاع الدرجة الأخرى الذي حصل صباح امس، سيكون من الصعب منع الشرعية عن إسرائيل في عملها حين هاجمت بشكل مركز وبعد تحذير المدنيين على صواريخ ومخازن ذخيرة كانت توجد في بيوت المدنيين ووجهت ضد مواطني إسرائيل.
ان التعبير البسيط عن حيوية ومبرر العملية الإسرائيلية قدمته عضو المزرعة التعاونية بيت شعاريم التي فقدت في صباح الاحد في هجوم صاروخي 25 بقرة في حظيرتها وحظيرة جارها. فقد سألت ببساطة كيف يمكن لدولة سيادية على مدى نحو سنة الا تكون قادرة على ان تحمي حياة مواطنيها وممتلكاتهم. حكومة إسرائيل والقيادة الأمنية استوعبت على ما يبدو التغيير الذي طرأ في الرأي العام الإسرائيلي والذي لم يعد مستعدا لان يتحمل آلية قتال الاستنزاف التي ليس فيها بالنسبة لمواطنيها أي افق من الامل.
من هذا المكان، وبعد أسبوع من إنجازات ذات مغزى فان المعركة الإسرائيلية ملزمة بان تتطور حتى تحقيق الهدف الواضح الكامن في التطلع بظروف أمن ونظام جديد في مقدمة الحدود تتيح عودة السكان.
المعركة ستكون طويلة ومركبة في وعي الحاجة الإسرائيلية لحرب اللاخيار.