إسرائيل اليوم: تحديات عديدة تقف امامها إسرائيل بعد سقوط الأسد

إسرائيل اليوم 10/12/2024، د. يهودا بلنغا: تحديات عديدة تقف امامها إسرائيل بعد سقوط الأسد
في 16 تشرين الثاني 2024 أحيوا في سوريا 54 سنة على “ثورة الإصلاح”، موعد صعود حافظ الأسد الى الحكم في سوريا. أحد – لا في دمشق، لا في طهران ولا في الغرب – لم يرَ إمكانية ان في غضون أسبوعين نظام الأسد سينهار. وها هو – ما لا يصدق حصل. الثوار، المنظمات المتفرعة عن القاعدة، بالتعاون مع جهات علمانية في المعارضة السورية، مثل “جيش سوريا الحر” وبمساعدة تركيا، نجحوا في 12 يوما من الحرب في اسقاط النظام الذي في الجولة السابقة نجا نحو عقد من الحرب العنيفة والاجرامية.
لكن فضلا عن الدعم التركي، ما الذي وقف الى جانب الثوار؟ ثلاثة عوامل أساسية: الأول، ضعف ايران وروسيا – حليفتي الأسد لم تساعداه في لحظة الحقيقة. وبينما يمكن لهذا بالنسبة للايرانيين ان يعتبر تراجعا تكتيكيا فان روسيا فقدت تماما معاقلها في سوريا، وعمليا مرساها الأخير في الشرق الأوسط. الثاني، ضعف الجيش السوري – جيش استنزف بعد اكثر من عقد من الحرب، وبات يعتمد أكثر فأكثر على متطوعين او على وكلاء شيعة. والثالث، الدرس الذي تعلمه الثوار من الجولة السابقة – الحاجة للسيطرة على المناطق المأهولة في سوريا في الغرب وتفضيلها على الأراضي الشاسعة في الشرق.
الوضع الجديد ينطوي على نجاحات ومزايا مثل اضعاف “معسكر المقاومة” بقيادة ايران، ويخلق فرصا للهجوم على منشآت النووي الإيراني. لكن باسقاط نظام الأسد توجد أيضا بضعة مخاطر، بالتقدير الحذر من شأنها أن تتحدى إسرائيل والساحة الشرق أوسطية في السنوات القادمة.
التحدي الهام الأول هو منع سقوط الوسائل القتالية الخاصة لدى سوريا – الصواريخ، منظومات الدفاع الجوي والسلاح الكيماوي – البيولوجي (ترسانة هائلة كانت في عهد الأسد الاب هي الأكبر في العالم) – في أيدي الثوار. وعليه، فثمة أهمية كبيرة لحاجة إسرائيل لان تواصل، مثلما تفعل الان (حسب مصادر اجنبية)، هجماتها على مخزونات السلاح السورية كي تتأكد من الا تصل الى ايادٍ معادية.
التحدي الثاني هو تموضع منظمات الجهاد الموالية للقاعدة ولمحافل إرهابية أخرى على الحدود مع إسرائيل. انعدام الوحدة في أوساط الثوار من شأنه أن يؤدي الى معارك داخلية على الحق في قيادة المعسكر او على الطريق الصحيح لتصميم سوريا في اليوم التالي لبشار. الأثر المباشر لهذا الامر هو إقامة كانتونات او مناطق سيطرة منفصلة في الحدود الشمالية، يحاول فيها الثوار الإسلاميون مواصلة الجهد الجهادي لاسقاط الأسد في اتجاه إسرائيل أيضا.
الثالث، في الصراع الدائم في الشرق الأوسط بين الدين والقومية، بين الإسلام والقومية، فان البندول يتحرك الان باتجاه الإسلاميين. هكذا كان في العقد الماضي بعد سقوط الأنظمة في مصر، في تونس، في اليمن وفي ليبيا، هكذا من شأنه ان يكون الان أيضا. منظمات مثل تحرير الشام أو احرار الشام، التي تتطلع الى “استعادة المجد” وتجديد أيام الإسلام الماضية ستسعى بالحماسة الدينية لاستغلال الفرصة والتمرد على أنظمة عفنة وضعيفة في المنطقة.
ان توثيق المصالح المشتركة بين عمان والقدس، الى جانب تعزيز العلاقات بين أبناء الأقليات في سوريا، ولا سيما الدروز والاكراد، يمكنه أن يساعد إسرائيل على التصدي للواقع الجديد الذي سيتبلور لدى الجارة من الشمال.