ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الهدف الأول: إنهاء الحرب في غزة

إسرائيل اليوم 21/1/2025، د. بوعز غانور: الهدف الأول: إنهاء الحرب في غزة

التغيير الراديكالي الذي عكسته السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى يمكن أن نلخصه بكلمتين: “أمريكا أولا”. 

في ضوء هذه السياسة، التي تضع كهدف أعلى تحقيق المصالح الامريكية في الساحة العالمية، وعلى خلفية تصريحاته واعماله قبل عودته الى البيت الأبيض، معقول الافتراض بان الرئيس ترامب سيبذل جهودا لحل النزاعات المركزية التي تشغل بال العالم ولانهاء الحروب والمواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، في شرق الايروآسيا وفي الخليج الفارسي. 

استكمال مراحل الصفقة في غزة:

الهدف الأول سيكون انهاء الحرب في قطاع غزة. بعد أن نجح في تحرير المخطوفين ووقف النار قبل تنصيبه، يبدو ان ترامب سيمارس ضغطا شديدا لاستكمال المراحل التالية للصفقة، حتى انهاء الحرب. أساس الضغط سيوجه على أي حال لحكومة إسرائيل، المعنية بالعودة للقتال في غزة في نهاية المرحلة الأولى لاجل تحقيق “تصفية كل القدرات العسكرية والسلطوية لحماس”.

 لما كان يبدو أنه لن يكون ممكنا انهاء المراحل التالية للصفقة دون الاتفاق على ترتيبات “اليوم التالي” وترك إسرائيل لمعظم أراضي القطاع، واضح انه سيكون للسعودية ولدول الخليج دور مركزي في هذه الترتيبات، بما في ذلك الاستثمار المالي العالي في اعمار غزة. 

تطبيع إسرائيلي – سعودي 

الهدف الثاني امام ناظر ترامب سيكون تحقيق تطبيع إسرائيلي – سعودي. مستشاره المرشح للامن القومي، مايك فالس، أعلن منذ الان في هذا السياق بان تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية يوجد “في راس سلم الأولويات” للإدارة الوافدة. السعودية، من جهتها، أوضحت بانها لن تتيح تطبيعا دون خطوة إسرائيلية، حتى وان كانت رمزية فقط، نحو إقامة دولة فلسطينية.

وبالتالي معقول ان يطلب الرئيس ترامب من إسرائيل ان تنفذ بادرة طيبة إقليمية، او على الأقل لفظية، في مسألة الدولة الفلسطينية – خطوة كفيلة بان تضعضع استقرار الائتلاف.

استقرار في سوريا وفي لبنان

الهدف الثالث يتعلق بتحقيق استقرار في لبنان وفي سوريا. سيحاول ترامب استغلال انتخاب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، والتغيير في ميزان القوى السياسي في لبنان وضعف حركة حزب الله لاجل إلزام إسرائيل بالانسحاب، في ظل إقامة تسويات امنية تتيح لإسرائيل الرد على كل خرق من جانب حزب الله، استنادا الى آلية رقابة إسرائيلية – أمريكية وبالتنسيق معها. 

الى جانب ذلك من المتوقع لترامب أن يسمح لتركيا بتعميق معقلها في سوريا. في حملته قضى ترامب بان “سوريا ليست حربنا. دعوا الاحداث تتدحرج. لا تتدخلوا”. هذا القول قيل بعد أن وصف اردوغان “بالزعيم الذكي جدا مع جيش قوي جدا”. في هذا الإطار من شأن الولايات المتحدة أن تزيل تأييدها للاكراد. بمقابل هذا الموقف يحتمل أن يكون اردوغان مطالبا بتسخين علاقاته مع إسرائيل.

انهاء الحرب في أوكرانيا

الهدف الرابع سيكون انهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، استمرارا لتصريح ترامب بان بوسعه ان يفعل هذا “في غضون 24 ساعة”. يحتمل أن يبلغ ترامب الرئيس زلنسكي بان في نيته ان يوقف المساعدات العسكرية والسياسية لاوكرانيا، وبالتالي فان عليه ان يتوصل الى حل وسط إقليمي مع الروس في إقليمي دونيتسك ولوهانسغ في منطقة الدانوب، وكذا ان يعترف بضم شبه جزيرة القرم لروسيا. هذا الاملاء القاطع كفيل بان يؤدي الى انهاء الحرب المتواصلة. 

اتفاق مع ايران

الهدف الخامس سيكون تحقيق اتفاق نووي جديد مع ايران. بعد أن انهار المحور الشيعي الذي بنته في السنة الأخيرة أصبحت ايران اكثر هشاشة. هذه الهشاشة كفيلة بان تلين المواقف الإيرانية وتؤدي الى موافقتها على اتفاق نووي جديد، يبعد خطر الهجوم العسكري الإسرائيلي او الأمريكي. يبدو أن الرئيس ترامب غير معني بتورط عسكري مع ايران، وعليه فسيقود خطوات عسكرية مباشرة او غير مباشرة ضد ايران فقط عندما لا يكون مفر من ذلك.

ومع ذلك، يجدر بالذكر ان الواقع اكثر تعقيدا من كل سيناريو وتقدير، خاصة عند الحديث عن الرئيس ترامب، الذي يتخذ القرارات بشكل غير متوقع ويرنو الى جائزة نوبل للسلام. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى