إسرائيل اليوم: الضغط عسكريا في الشمال للوصول الى اتفاق
إسرائيل اليوم 11/9/2024، غرشون هكوهن: الضغط عسكريا في الشمال للوصول الى اتفاق
ان اشتداد الرشقات الصاروخية وتسلل المُسيرات في الساحة الشمالية يضعان قيادة دولة إسرائيل امام مفترق طرق يفترض اتخاذ قرارات صعبة وحازمة.
في بعدين تستوجب ميول حزب الله الهجومية من إسرائيل تفكيرا نقديا لانماط عملها حتى الان في ساحة لبنان. في احد البعدين يلوح ارتفاع شاهق وواضح في منحنى الخط البياني لهجمات حزب الله في الكم وفي مدى النار اللذين يوسعان مجال القتال. في البعد الثاني، المقلق اكثر، مع حلول سنة على الحرب، تلوح خيبة امل في ان تحقق أنماط عمل الجيش الإسرائيلي كما تدار في السنة الأخيرة الظروف اللازمة لاعادة السكان الإسرائيليين الى بيوتهم في الزمن القريب القادم.
الجيش الإسرائيلي بلا شك يرد الحرب باساليب وبوسائل تجبي ثمنا من حزب ا لله بل وتعبر عن قدرة استخبارية مبهرة وقدرات هجومية ناجعة ودقيقة. ومع ذلك كلما مرت الأيام يبدو الواقع المتشكل في الساحة الشمالية كواقع عالق في طريق امني مسدود. كل إنجازات قيادة المنطقة المالية، شعبة الاستخبارات “امان” وسلاح الجو لا تبدو كافية لتحفيز نصر الله على الموافقة على تسوية لانهاء القتال.
هو بالطبع يفقد مقاتلين وقادة من الصف الأول، كما يفقد ذخائر حيوية مثل مخازن ذخيرة واستحكامات محصنة بعضها مموه جيدا، كما يفقد بيوتا في قرى خط الحدود، وبالتوازي هو مسؤول عن معاناة نحو 100 الف نسمة من سكان جنوب لبنان ممن نزحوا من بيوتهم. غير أنه كما يبدو هذه الاثمان هامشية في نظره مقابل الإنجاز الاستراتيجي الهام الذي حققه منذ الأيام الأولى من الحرب في السابقة الرهيبة لهجرة عشرات الاف الإسرائيليين بيوتهم على مقرب من الحدود.
ان الوعي الأمني للعدو، الذي يتيح له ان يشدد كل يوم قوة الهجمات على أراضي إسرائيل، ضد اهداف مدنية في نهاريا وبلدات في الدائرة الثانية أيضا، يلزم دولة إسرائيل باتخاذ رد يعبر عن انعطافة بالنسبة لاضطرارات القتال المتبلورة.
ينبغي الافتراض بانه في زيارة الجنرال كوريلا قائد المنطقة الوسطى الأمريكية، لقيادة المنطقة الشمالية اشركوه في الميول المقلقة وفي الانعطافة الواجبة من إسرائيل لرد اكثر نجاعة يتناسب وهدف أعاد السكان في الحدود الشمالية الى بيوتهم. من الصعب التقدير ان يعطى لإسرائيل ضوء اخضر امريكي لانعطافة عملياتية موجهة للهجوم. يحتمل أن أيضا في ضوء اعتراف امريكي واضح بتعاظم قتال حزب الله سيبقون في الإدارة الأمريكية ملتصقين بسياسة منع التصعيد. في هذه السياسة، رغم انتشار القوات الامريكية في ارجاء الشرق الأوسط، في حضور عسكري كبير للغاية، التطلع الأمريكي المحدد يركز على الجهد لمنع تصعيد محلي واقليمي، بالتأكيد حتى موعد الانتخابات. وهكذا قد تنجح الولايات المتحدة ان تؤخر وتؤجل الوعد الإيراني في عملية رد ضد إسرائيل. لكنها عمليا تشجع بسياستها استمرار الحرب.
إسرائيل ملزمة بالتركيز على رد مناسب لمساعي حزب الله لتوسيع مدى الهجمات الى الأراضي الإسرائيلية، واساسا الاستسلام لواجب انه ليس مطلوبا منها ان تفعل كل ما يلزم، عسكريا وسياسيا على حد سواء لاجل احداث تغيير لتحقيق الهدف لاعادة الحياة المدنية الكاملة في كل ارجاء دولة إسرائيل.