ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اتفاق الان من موقع قوة

إسرائيل اليوم 30/10/2024، يوآف ليمور: اتفاق الان من موقع قوة

الانشغال بوقف النار في الشمال ليس نظريا. فعلى جدول الاعمال يوجد مقترح عملي ينهي الحرب بشروط مريحة لإسرائيل ويسمح لها بالتركيز على انهاء المعركة في غزة وإعادة المخطوفين.

في الأسابيع الأخيرة أوضحت إسرائيل بانها ستوافق على وقف نار في الشمال بثلاثة شروط مركزية: الأول – التطبيق الكامل لقرار 1701 لمجلس الامن وعلى رأسه منع تعاظم قوة حزب الله وحظر عمله العسكري جنوبي الليطاني. الثاني، نشر قوات معززة من الجيش اللبناني ووحدات اكثر نوعية من اليونيفيل في جنوب لبنان. والثالث، حرية عمل كاملة للجيش الإسرائيلي في حالة محاولة حزب الله خرق التفاهمات. 

من بين الشروط الثلاثة هذه، الأكثر إشكالية هو الثالث. فإسرائيل معنية بان تتلقى من القوى العظمى الوسيطة (الولايات المتحدة وفرنسا، وبقدر اقل روسيا أيضا) “شيك مفتوح” لاعمال مستقبلية. لبنان سيعارض ذلك حفاظا على سيادته، والموضوع سيبقى غامضا وملحقا بقرار إسرائيلي. في الماضي هددت حكومات إسرائيل اكثر من ذلك ونفذت القليل، والاختبار سيكون في الخرق الأول – وسيكون كهذا – عندما ستكون حاجة لمهاجمة شاحنة سلاح تحاول العبور من سوريا الى لبنان أو خلية لحزب الله تتسلل الى القرى في منطقة الحدود. 

زعيم حزب الله الجديد نعيم قاسم قال علنا في خطابه الأخير ان منظمته ستوافق على وقف النار، بمعنى قطع الارتباط بين حزب الله وحماس وبين لبنان وغزة. هذه السياسة التي قادها حسن نصرالله هي التي جرت الشمال الى حرب لسنة فاكثر، وهي التي أدت في نهاية المطاف الى تصفيته والى تدمير القيمة عظيمة الابعاد لمنظمته. اما قاسم، الذي لم يعد ابدا مرشحا لقيادة المنظمة، ولا يتمتع بهالة او حضور نصرالله، بحاجة للهدوء كي يبني صلاحياته ويرمم منظمته. معقول ان يشاركه في أقواله هذه اسياده الإيرانيون الذين يخشون من الضياع التام لاستثمارهم في لبنان.

لا للغرق في الوحل اللبناني

كثيرون في إسرائيل بمن فيهم وزراء كابنت ومسؤولون كبار في جهاز الامن يعتقدون ان لا يوجد ما يدعو إسرائيل لان تعطي لحزب الله حبل نجاة وان عليها أن تواصل الضغط على الغاز. هذا نهج مشروع وان كان مفعما بالمشاكل. يمكن للجيش الإسرائيلي أن يواصل القتال في لبنان الى الابد. والاهداف ستكون وفيرة دوما، لكن أساس قوة حزب الله هزمتها منذ الان: وزير الدفاع غالنت قضى بان حزب الله تبقى مع 20 في المئة من قوته فقط والدليل – الصعوبة التي واجهتها المنظمة في تنسيق النار نحو أراضي إسرائيل (رغم الثمن الأليم لقتيل إضافي بنار أمس في معلوت ترشيحا.

فضلا عن ذلك فان لاستمرار القتال سيكون ثمن باهظ بالقتلى، سيرتفع مع الغرق في الوحل اللبناني في موسم الشتاء. كما ستكون له اثمان أيضا في مزيد من التآكل في الشرعية الدولية لإسرائيل، في الاقتصاد، في تعميق العبء على منظومة الاحتياط وفي ابعاد موعد عودة سكان الشمال الى بيوتهم. 

بالمقابل، اذا ما تمكن الاتفاق من ربط حكومة لبنان بخطوة ذي مغزى يعود فيه للبنان أيضا التوازن الطائفي سيكون ممكنا الحديث عن إمكانية افق مختلف في حدود الشمال – كما اسلفنا تبعا لحفظ ردع إسرائيلي اكثر كثافة على طول الحدود عن ذاك الذي كان فيها في 7 أكتوبر. 

ان استكمال هذه الخطوات هو ممكن في مدى أيام. فالجيش الإسرائيلي أنهى على أي حال القسم الحالي من المهمة التي كلف بها في جنوب لبنان في غضون نحو أسبوعين – فترة زمنية سيكون ممكنا استغلالها أيضا لمواصلة صيد كبار رجالات حزب الله، وربما حتى قاسم نفسه وتعميق الضربة للمنظومات الاستراتيجية لدى المنظمة في بيروت وفي العمق اللبناني. 

ان انهاء المعركة في الشمال سيعيد إسرائيل أيضا الى النقطة التي بدأ فيها كل شيء. دون صلة بهوية الإدارة التي ستنتخب الأسبوع القادم في واشنطن لن تتمكن إسرائيل من أن تتفادى لزمن طويل الحسم بالنسبة لمستقبل القطاع، واساسا في مسألة المخطوفين. 

بالضبط مثلما في لبنان الإنجازات الكبرى التي حققها الجيش الاسرائيلي في ميدان المعركة تسمح لإسرائيل بالعمل من موقع قوة ومع العلم بانها ستتمكن من استئناف المعركة في كل وقت تقرره. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى