إسرائيل اليوم: إطلاق السفن الحربية، حاملة الطائرات، الغواصات والقاذفات هو شارة تحذير لإيران
إسرائيل اليوم 15/8/2024، آفي اشكنازي: إطلاق السفن الحربية، حاملة الطائرات، الغواصات والقاذفات هو شارة تحذير لإيران
حاليا، ليس واضحا من يقف من خلف هجمة السايبر التي شلت عموم المنظومة البنكية في ايران. فقد وجهت الهجمة الى حواسيب البنك المركزي وأدت الى إيقاع الأذى في منظومات حواسيب معظم البنوك التجارية في ايران. مثل هذه القدرة على الحاق الأذى توجد بشكل عام لدى الدول وليس لدى مجموعات القراصنة الالكترونيين.
في ختام ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن سيذكر ضمن أمور أخرى بفضل قوله Don’t، الذي وجه للايرانيين وأعضاء محورهم فور هجمة 7 أكتوبر. في الأيام الأخيرة، عاد الامريكيون والائتلاف الأوروبي ليدعون الإيرانيين للتوقف وعدم الهجوم. اطلاق السفن الحربية، حاملة الطائرات، الغواصات والقاذفات الى المنطقة هو مثابة شارة تحذير.
امس، اغلب الظن، ارتفع التحذير درجة عندما أشار احد ما لإيران بانه توجد اكثر من طريقة واحدة لشكل دولة ما.
في الحدود الشمالية، يحاول قائد المنطقة الشمالية اللواء اوري غولدن تنفيذ اعمال شقلبات في واقع خيالي. مباديء الحرب هي: التمسك بالمهمة في ضوء الهدف، استنفاد القوة، المبادرة والهجومية، المناورة، تركيز الجهد، التواصل والاستمرارية، العمق والاحتياط، الحماية، روح القتال وختاما البساطة. اكثر من عشرة اشهر والجيش يدير حربا حيال حزب الله بينما هو منذ زمن بعيد لم يعد بحجم منظمة إرهاب بل يعمل مع قدرات جيش بحجم دولة كبيرة.
لكن الحرب التي يتصدى لها الجيش في الشمال هي من نوع آخر، يضع كل مباديء الحرب لديه امام تحدي كبير. فقد حدد المستوى السياسي للجيش حدودا في الحرب وربط للقادة أيديهم من خلفهم. اما الان فالجيش مطالب بان ينفذ حرب استنزاف يكون فيها ملزما من جهة الا يوسع عمق الضربة للطرف الاخر في أراضينا وبالمقابل- ان يمتنع عن العمل بشكل يؤدي بالطرفين الى مواجهة جبهوية شاملة بقوة عالية. كيف يمكن عمل ذلك؟ سؤال صعب. مشكوك ان يكون هناك جنرال في العالم شهد هذه الحرب مثلما يشهدها اللواء غوردن.
في الأيام الأخيرة يحاول حزب الله تحدي الجيش الإسرائيلي في الشمال. فهو يطلق النار بحجوم كبيرة، الى مسافات ابعد، ولكن بشكل مقنون. بالتوازي، في قيادة المنطقة الشمالية يخلقون خطا قتاليا غير مهاود حيال حزب الله، يسمى “منطقة التدمير”. كل دخول الى المجال يؤدي الى ضربة من الجو او البر. عدد قتلى حزب الله تجاوز منذ زمن بعيد خط الـ 500 ويقترب نحو الـ 600، والذي هذا هو تقريبا عدد قتلاه في حرب لبنان الثانية. بالتوازي حزب الله يفقد غير قليل من الذخائر العسكرية – قيادات، وسائل اطلاق للصواريخ، استحكامات ومخازن ذخيرة. الأخير كان هذا الأسبوع في كفر كلا، تفجير المخزن كان المسرحية الصوتية الضوئية الأكثر ابهارا في جنوب لبنان منذ بداية الصيف.
اللواء غوردن وجنوده ينتظرون كالجميع إمكانية أن يسعى حزب الله للثأر على تصفية فؤاد شكر، رئيس اركان المنظمة. في الجيش يستعدون لجملة واسعة من السيناريوهات للدفاع، لكنهم حددوا منذ الان أهدافا للهجوم وخصصوا قوات للمناورة في ارض العدو، بالضبط مثلما في بعض من مباديء الحرب: المبادرة، الهجومية، العمق.
مشكلة الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الشمالية هي أن المستوى السياسي في إسرائيل لا يتبنى مباديء الحرب الأخرى: البساطة، التمسك بالهدف، الروح القتالية.
في الهجمة على ايران عمل من يقف خلفها وفقا لمباديء ميدان المعركة. السؤال الان هو كيف ستؤثر الهجمة على البنوك في طهران على وضع الجاري مدين في جبهة القتال في حدودنا الشمالية.