ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: إسرائيل خرجت من اللعبة الشرق اوسطية

إسرائيل اليوم 16/5/2025، يهودا بلنجا: إسرائيل خرجت من اللعبة الشرق اوسطية

لقاء أمس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري احمد الشرع هو لقاء تاريخي ليس فقط بسبب حقيقة أن هذا كان أول لقاء منذ 25 سنة بين رئيسي الدولتين، بل بسبب حقيقة ان الأمريكيين وافقوا على ان يعترفوا بزعيم منظمة إرهاب (هيئة تحرير الشام). فالاخير كما هو معروف، استولى على الحكم في سوريا في انقلاب عنيف فيما كانت جائزة بمبلغ 10 مليون دولار معلقة فوق رأسه. في المرة الأخيرة التي عقد فيها لقاء رفيع المستوى كهذا بين الأمريكيين والسوريين كانت في جنيف في اذار 2000 في المحاولة الأخيرة للرئيس بيل كلينتون لإنقاذ محادثات السلام بين حكومة اهود باراك وحافظ الأسد. 

عقد اللقاء بوساطة سعودية – تركية. القوتين الأقوى الان في الشرق الأوسط، واللتين تحركان الحجارة على لوحة الشطرنج الإقليمية. إسرائيل بقيت جانبا، مثل طفل تلقى بلاغا اخرجه من مجموعة الواتس اب للصف. كلهم تلقوا الدعوة للحفلة في الرياض فيما بقينا نحن في الخارج، نحاول جمع المعلومات عن الحراكات التكتونية في الساحة الشرق أوسطية دون أي قدرة على التأخير. 

غزة، لبنان، سوريا، ايران واليمن – في كل هذه الساحات ردت إسرائيل، دون أن تبادر في خطوات سياسية. في الجانب العسكري، استراتيجية القتال حققت نتائج بالفعل. فحماس وحزب الله تلقيا ضربة شديدة وهناك من سيقول ان قوتهما العسكرية والسياسية ضعفت جدا عما كانت عليه قبل الحرب. بالفعل، أدت النجاحات في لبنان وفي غزة الى سقوط طوق النار الإيراني حول إسرائيل وانهيار نظام الأسد. لكن بينما أدى النجاح العسكري الى إنجازات في هذه الساحة بدا وكأن إسرائيل سعت لان تعمل بقوة القصور الذاتي ولم تبني أي خطة استراتيجية تعطيها الثمار السياسية. 

بأي قدر نحن في الحدث؟ العرابان الهامان للقاء ترامب – الشرع هما كما اسلفنا السعودية وتركيا. تجاه الأولى تحاول إسرائيل المغازلة منذ سنوات طويلة، حتى الان بلا نجاح، وتجاه الثانية توجد العلاقات على شفا انفجار في ظل مظاهر عداء دائم من جانبها. اذا كانت تركيا تعتبر كدية فقد كان ممكنا العمل مع السعوديين وبلورة جدول اعمال واضح لغزة ولسوريا. خطة اطار لـ “اليوم التالي” ما كانت فقط لتقرب الرياض من القدس، بل كانت ستقلل الضغط من جان الولايات المتحدة، أوروبا والعالم العربي على إسرائيل. إضافة الى ذلك كان ممكنا ان تربط بالعربة أيضا مصر والأردن، القلقتان بنفسيهما من النجاح الإسلامي في سوريا، والمخاوف على امنهما بسبب أزمة اللاجئين في القطاع. 

كان محظورا ترك الساحة السورية لمعالجة اردوغان الذي سيحاول الان، باسناد امريكي، أن يفرض نظاما جديدا في الأراضي الإقليمية المدمرة لجارتنا في الشمال. فضلا عن ذلك، فانه اذا كانت التقارير التي تصدر عن الجانب العربي صحيحة حقا، فان مجرد حقيقة أن ترامب رفع العقوبات عن سوريا رغم مطالب نتنياهو، تشير الى رؤية أمريكية مختلفة تماما بالشرق الأوسط عن رؤية إسرائيل: مصالح مختلفة، استراتيجية أخرى، جدول اعمال جديد.

حتى لو بدا ظاهريا بان الفرصة قد افلتت منذ الان من ايدي إسرائيل فان لها احتمال أن تصلح الوضع. مع بلورة منحى سياسي لغزة ومع اعلان نوايا واضح بالنسبة لموقفنا في سوريا يمكنها أن تنخرط من جديد في الخريطة الإقليمية التي يحاول ترامب تصميها الان في الشرق الأوسط. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى