ترجمات عبرية

أرئيل بولشتاين يكتب – الولايات المتحدة تغير موقفها من هضبة الجولان

اسرائيل اليوم – مقال – 21/11/2018

بقلم: أرئيل بولشتاين

يوم الجمعة الماضي، حين راهن معظم المحللين في اسرائيل مع أم ضد تقديم موعد الانتخابات، -كانت كلمة “ضد” تصدح بكل القوة بالذات في قاعة منظمة الامم المتحدة في نيويورك. فقد حصل الامر في التصويت الذي يجرى مرة في السنة على القرار الذي يدعو اسرائيل الى اعادة هضبة الجولان الى سوريا – بينما صوتت الولايات المتحدة لاول مرة ضد القرار.

اذا أضفنا الى شكل التصويت الشروحات التي قدمتها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي، فلن يكون مفر من القول ان هذه خطوة ذاه مغزى في مسار التقدم الامريكي نحو تبنى الموقف الاسرائيلي. فالولايات المتحدة لن تمتنع بعد اليوم عندما تعنى الامم المتحدة في تصويت عديم الفائدة على هضبة الجولان، قالت السفيرة المنصرفة، وحددت الاتجاه في المستقبل ايضا. وتستوجب المصلحة الاسرائيلية مساعدة الامريكيين على اتخاذ الخطوات التالية في هذا الاتجاه، حتى الاعتراف الرسمي من جانبهم بالجولان الاسرائيلي.

من ناحية اسرائيل فان مستقبل هضبة الجولان ليس موضع خلاف على الاطلاق. فمنذ فرض السيادة بشكل رسمي من قبل حكومة مناحيم بيغن في العام 1981، فان تحول الهضبة الى جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل هو حقيقة ناجزة. وتسالي حكومات اليسار التي جاءت بعد ذلك بالفكرة الشوهاء المتمثلة بتسليم الجولان الى طغاة سلالة الاسد، ثبتت فقط القناعة العميقة لدى معظم مواطني اسرائيل في عدم المنطق في مثل هذا الانسحاب. فالى جانب اسرائيل تقف كل المبررات الممكنة ضد التنازلات لسوريا في الجولان. فاعتبارات العدل (سوريا هاجمت وجعلت حياة سكان الغور بائسة)، اعتبارات التاريخ (اقليم يهودي)، اعتبارات استراتيجية بل واعتبارات قانونية – كل هذه تضمن ان تبقى دولة اسرائيل في الجولان الى الابد.

ومع ذلك، فان لتغيير الموقف الامريكي المبارك سيكون تأثير كبير في الساحة الدولية. ففي اثناء العقود الاخيرة كان القرار السنوي للامم المتحدة لشجب اسرائيل ساعد في تثبيت صورة سوريا كـ “ضحية”، وعزز الخطاب الكاذب  عن اسرايل كمعتدية ومحتلة. اما الواقع بالطبع، فمعاكس، والفظائع التي ارتكبها في سوريا الطرفان المتقاتلان في الحرب الاهلية جسدت فقط الطبيعة الحقيقية لمن لا يزالون يحلمون بشطب “العدو الصهيوني” عن الخريطة. سيكون من الحكمة استغلال اليقظة العالمية بالنسبة لسوريا وللنظام الذي يسود فيها للتقدم في الاعتراف بضم الجولان لاسرائيل. يمكن لاسرائيل ان تواصل التدبر حتى دون اعتراف الدول الاخرى بهضبة الجولان، ولكن الاعتراف الامريكي يمكن ان يكون الشرعية النهائية في هذا الشأن.

عمليا، كل الاعتبارات التي اقنعت ادارة ترامب بشطب مسألة القدس عن جدول الاعمال والحسم فيها في صالح اسرائيل، سارية المفعول بالنسبة لهضبة الجولان ايضا. فضلا عن ذلك، فان سلسلة اعتبارات اخرى (عدم وجود سكان معادين كثيرين وعدم وجود بعد القدسية في الجولان للاسلام والمسيحيين) يسهل على الولايات المتحدة عمل ذلك.

من اجل الوصول الى الهدف، على اسرائيل أن تتخذ اعمالا تدفع الى الامامب بالاعتراف على المستوى السياسي والمستوى العملي. ففي المجال السياسي، يجب مواصلة السياسة الاعلامية وخلق الاحلاف، كما ينفذها بنجاح رئيس الوزراء نتنياهو. على المستوى العملي، نضجت الان اللحظة لخطوات تثبت الحقائق على الارض. فبسط السيادة يجب ان يبدو واضحا في كل قطعة من ارض الجولان، وعلى رأس ذلك القرى الدرزية. ولهذا فهناك حاجة الى تنمية متسارعة وزيادة كبيرة في معدلات السكان اليهود في كل الهضبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى