ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – لقاء يتامى ترامب

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 24/11/2020

مع كل المتعة التي في صحبة بومبيو، فان نتنياهو وابن سلمان على حد سواء يعرفان بان ليس له ما يعرضه عليهما باستثناء حفلات الوداع. وسيتعين عليهما أن يتدبرا امرهما مع بايدن ومع تعييناته الجديدة، كلهم مهنيون من عهد اوباما. نتنياهو والامير، يتيما ترامب، سيتعين عليهما ان يجدا الطريق للتدبر الواحد مع الاخر“.

ضيف أمريكي سأل ذات مرة محمد بن¬ سلمان ولي العهد السعودي، لماذا في فترة ازمة اقتصادية استثمر 450 مليون دولار في شراء لوحة ديفنشي وبضع مئات ملايين اخرى من الدولارات في شراء يخت كبير. فاجابه الامير بتواضع يتميز به “لانه توجد لدي”، واغلق الجدال.

السعودية، كما يبدو، هي صديقتنا الجديدة في المجال العربي – السعودي: نصف صديقة. ليس واضحا في هذه المرحلة اذا كان نشر اللقاء بين نتنياهو والامير كان بناء على رأي السعوديين او لم يكن. فاللقاءات مع حكام السعودية كانت في الماضي. وطلب السعوديون من محادثيهم الاسرائيليين السرية وحصلوا عليها. اما نتنياهو فتصرف هذه المرة بشكل مختلف، لاسباب ترتبط اكثر بالقضايا الشخصية التي تلاحقه مما هي اعتبارات سياسية. ويتعين على الامير  السعودي أن يعتاد: رئيس وزراء اسرائيل هو صديق ساحر، ولكن السرية ليست الميزة التي يتحلى بها. فلا  يوجد اصدقاء كاملو الاوصاف.

ولعله خير أن تسرب امر اللقاء. فلست واثقا من أن اقوال غانتس عن “ضرر امني استراتيجي” لحق زعما بسبب النشر تصمد امام الواقع. فاذا كانت المصالح المشتركة لاسرائيل والسعودية لا يمكنها أن تصمد امام تسريب اللقاء فلعله لم يكن مناسبا تطويرها منذ البداية.

كما انه من الصعب التأثر بالبكاء حول اخفاء اللقاء. فرؤساء وزراء سابقون عقدوا لقاءات سرية من خلف ظهر الحكومة ومن خلف ظهر جهاز الامن. يوجد اخفاء ويوجد اخفاء.  عندما يعطي رئيس الوزراء الاذن لالمانيا لبناء غواصات متطورة لمصر دون ان يطلع وزير الدفاع ورئيس الاركان فهذا خطير؛ عندما يخوض مفاوضات على صفقة شراء كبرى من خلف ظهر الجهات المختصة بذلك فهذا خطير؛ عندما يكذب حول صفقة الطائرات للامارات هذا خطير. ولكن لقاءا ليليا في بلدة استجمام مع امير سعودي؟ أحقا.

اللقاء ينبغي أن نراه قبل كل شيء في السياق الامريكي. فالرئيس اوباما كان يمقت الاسرة المالكة السعودية. الثراء الاستعراضي، الفساد، التزمت الديني، تمويل الارهاب، المس الفظ بحقوق الانسان في السعودية، قتل المدنيين في اليمن وغيره وغيره. ويشرح اوباما في كتاب مذكراته الجديد “أرض  الميعاد” بانه اضطر لان يلجم انتقاده للسعودية ودول الخليج، لاعتبارات استراتيجية. اما المقت فكان بالمناسبة متبادلا.  

ويروي في الكتاب عن حديث اجراه مع عبدالله، الملك السابق. تحدثا عن مشاكل عائلية. روى الملك بان له 12 زوجة  (ويشير اوباما الى ان  مصادر اخرى تقول انه له 30). “كيف تتدبر معهن؟” سأل اوباما. “سيء جدا”، اجاب السعودي. “كل الوقت يحسدن الواحدة الاخرى. هذا اكثر تعقيدا من سياسة الشرق الاوسط”.

لقد كان انتخاب ترامب بشرى رائعة للمملكة. واذا كان اوباما مقت، فترامب عشق. رحلته الكبرى الى الشرق الاوسط بدأها بالسعودية، رقص، انفعل، امتدح ومجد. وبشر من هناك بصفقة سلاح بمبلغ 110 مليار دولار فورا، ونقدا، و350 مليار دولار اخر في السنوات العشرة القادمة.  الصفقة لم تتحقق. ليس بعد.  ولكن مايك بومبيو، وزير خارجيته، استخدام قوانين الطواريء كي يقر صفقة سلاح من 8  مليار. وكان  المراقب العام على وزارة الخارجية يوشك على نشر  تقرير يدين الصفقة. اما ترامب فسارع الى اقالته.

في نهاية الاسبوع وصل بومبيو الى الشرق الاوسط، في زيارة استثنائية. وقرر بومبيو السير في اعقاب ترامب ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات. قال: “انا اعد الانتقال الى الادارة التالية، ادارة ترامب”. وفي نظر وسائل الاعلام الامريكية اصبح نكتة بائسة – وكذا في نظر زعماء في العالم.

ووصل الى هنا في مهمة معاكسة: ليس  مواصلة ادارة اوباما، بل تثبيت حقائق على الارض تكون صعبة على ادارة بايدن. زيارته الى اسرائيل  كانت في اجواء نهاية الدورة: هبوط رمزي في هضبة الجولان؛ احتساء نبيذ “بومبيو” من انتاج مخمر في  مستوطنة ومن اسرائيل  والى الى السعودية.

مع كل المتعة التي في صحبة بومبيو، فان نتنياهو وابن سلمان على حد سواء يعرفان بان ليس له ما يعرضه عليهما باستثناء حفلات الوداع. وسيتعين عليهما أن يتدبرا امرهما مع بايدن ومع تعييناته الجديدة، كلهم مهنيون من عهد اوباما. نتنياهو والامير، يتيما ترامب، سيتعين عليهما ان يجدا الطريق للتدبر الواحد مع الاخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى