معهد بحوث الأمن القومي الاسرائيلي : النزاع الاسرائيلي الفلسطيني – بدائل سياسية
ندوة في معهد بحوث الامن القومي ١-٢٠١٨، جلعاد شار، موتي يوغف، تمار زندبرغ، يوآف كيش، ستاف شبير
جلعاد شار: بعد الظهيرة قال موشيه كابلنسكي “لقد مرت خمسين سنة على وجودنا في المناطق، يجب اتخاذ قرار حول ماذا سنفعل. يوجد للجيش الاسرائيلي ما يكفي من الامكانيات لقبول اتفاق كما سيتم تحديده من قبل المستوى السياسي”. سنركز على بدائل للحفاظ على انجازات دولة اسرائيل في مقابل حل النزاع. الحديث يدور عن رؤيتين متعارضتين، الاولى هي أنه يجب السعي من اجل دولتين للشعبين، ومن جهة اخرى هناك رؤية تقول إن حدود اسرائيل تصل الى نهر الاردن.
نحن في المعهد نوصي بأن يكون لاسرائيل مبادرة ناجعة لهذا الجانب أو ذاك. بدون الانجرار. نحن نسأل انفسنا ما هي البدائل المختلفة الماثلة من اليمين ومن اليسار – ما هو الحل الافضل لاسرائيل على المدى البعيد؟ لقد وجدنا أن الحل الذي يدور الحديث عنه هو دولتين لشعبين. هذا الحل سيضمن الأمن الثابت والمستقبلي، وينهي الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين.
نحن نؤمن بخطوات ثنائية للطرفين بموازاة خطوات مستقلة يتخذها كل طرف على حدة وتؤدي الى تشكيل ارض خصبة لترسيخ دولتين لشعبين. نحن مع هذا الامر ايضا في ظل عدم وجود اتفاق، ومع تطبيق مشدد وسريع وناجع للتفاهمات. هذا الامر بالطبع يجب أن يكون مقرونا بنقاش داخلي واشراك الجمهور الواسع من اجل الحصول على شرعية لهذا النشاط.
بالنسبة لقطاع غزة نحن نرى أن هناك حاجة لوقف اطلاق نار بعيد المدى بموازاة اعادة الاعمار واستقرار الوضع الانساني وتشجيع تعزيز صلاحيات السلطة الفلسطينية. الى حين التوقيع على اتفاق سلام شامل نحن لا نوصي باخراج الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة.
في هذا المساء سنحاول الابتعاد عن الانقسام التلقائي بين اليمين واليسار واعتبار كل طرف أن خطة الطرف الآخر هي هذيانية ومقطوعة عن الواقع.
عرض الرؤيا السياسية لكل متحدث
موتي يوغف:
أنا أرى دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، مزدهرة وذات رؤية قوية للشعب اليهودي الذي يعيش حسب التوراة. الدولة تطبق المساواة في الحقوق، وتشكل نورا للاغيار وتعمل لخير العالم كله. الدولة ستكون قائمة على خمسة أسس: الاساس الايماني (ارض اسرائيل تعود للشعب اليهودي من خلال الوعد الالهي حسب ما جاء في التوراة). الاساس التاريخي (ارض اسرائيل منذ حوالي 3500 – 3800 سنة تعود للشعب اليهودي). حل الدولتين لشعبين هو حل غير منطقي، لم يوجد ولن يوجد؛ الاساس الامني، مناطق يهودا والسامرة تسيطر على كل الساحل، لكن آبا ايبان قال إن “هذه حدود اوشفيتس”. كل الاراضي التي اعطيناها تحولت الى قاعدة ارهابية، لذلك فان الدولة لن تعطي أي ارض لاعدائها. الحدود الشرقية لاسرائيل القابلة للدفاع عنها كانت وستكون الاردن، وهي التي تضمن الأمن الكامل وتمنع تحول كل اراضي يهودا والسامرة الى قاعدة ارهابية مثلما حدث في قطاع غزة. الاساس اليهودي، تعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة. هكذا يريد الناخب المرة تلو الاخرى منذ 1977 مع فواصل بسيطة. فرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات؛ اساس الواقع الدولي، شبكة العلاقات الدولية لاسرائيل كمكون من مقومات القوة الهامة، وستعمل الدولة امام الدول العظمى لتعزيز سيطرتنا، وهذا سيؤدي الى تعزيز أمننا.
تمار زندبرغ
نحن نعيش في فترة غريبة. تغييرات بعيدة المدى في المنطقة مقابل تجميد كامل امام الفلسطينيين، وهذه هي القضية ذات الامكانية الاقرب لتدمير الدولة. الاحتلال مفسد، يمزق النظام السياسي، يلوث المؤسسات الاسرائيلية من الجيش وحتى القضاء ويزعزع الديمقراطية. هناك يبرز ضعف اليسار ونسمع عن مبادرات من اليمين ولا نسمع من اليسار. ولكن اليمين يتجاهل وجود حوالي مليون شخص تحت سيطرة اسرائيلية بدون حقوق. اليسار يواصل التمسك بحل الدولتين، لكن ليس وحده، هذا اساس آخر للتفكير السياسي. جبن غباي ولبيد يبرز على هذه الخلفية. فقط ميرتس تتحدث بما يشبه مواقف جهاز الامن. اليسار متهم بالسذاجة واقتصار تمسكه بالمسألة الفلسطينية، ولكن من الواضح أن هذا ما يمنع الصعود خطوة في العلاقات مع الانظمة السنية. انهاء الصراع سيحسن مكانة اسرائيل في التحالفات الجديدة في الشرق الاوسط، الخطوات التي اقترحها: انهاء الحكم العسكري ووقف خطوات الابرتهايد على الفور دون صلة بالمفاوضات السياسية، تسهيلات امنية، تسهيل في حرية الحركة والحرية السياسية، رخص للبناء، رفع الحصار عن غزة وتجند منظمات ودول لهذا الغرض. اذا لم ندفع نحن ثمن ذلك فيجب عدم التحدث عن الاخلاق. الآن هذا هو الوقت للتخفيف عن غزة، حل دائم للدولتين هو وسيلة وليس هدف مقدس، علينا الاعلان فورا عن قبول المبادرة العربية واجراء مفاوضات وطرح خطوات ملموسة مثل قانون اخلاء – تعويض. يوجد هنا ايضا فرصة لاسرائيل.
يوآف كيش
يجب أن نفهم أن جوهر الصراع لا يرتبط بـ 1948 أو 1967. نحن نذكر جيدا احداث 1929، اليهود عادوا الى مصادرهم، وفي المقابل السكان العرب بدأوا بتطوير مشاعر قومية ولم يقبلوا بالصهيونية. يتحدثون وكأنه يوجد فقط بديلان. حسب رأيي دولتين لشعبين هذا خطر على وجود دولة اسرائيل. ديكتاتورية فلسطينية على حدودنا. ايضا الحل الثاني، دولة ثنائية القومية، غير منطقي، واسرائيل ستبقى يهودية وديمقراطية في مخطط كهذا. حسب رأيي، اليوم لا يمكن التوصل الى السلام، ليس هناك حل. سنجر الى الألم. ما الذي يجب ان نفعله؟ يجب القيام بعملية ذاتية – خطة حكم ذاتي قائمة على خطة بيغن، هذا يزيد الفائدة بالنسبة لاسرائيل: اكبر مساحة من الارض تحت سيادة اسرائيلية مع الحد الادنى من المساحة للجهات الفلسطينية – الذين سيحظون كما هو معروف بالمواطنة. ثانيا، تجمعات سكانية عربية كبيرة ستبقى في الحكم الذاتي، من خلال ربط اجزاء الحكم الذاتي – اقتصاديا ومن ناحية الحركة ايضا. هكذا نتغلب على المشكلة الاقتصادية (سلام اقتصادي). باختصار، نحن في لحظة زمنية حاسمة ولدينا دعم امريكي وازاء رفض متصلب فلسطيني. أنا شخصيا أسعى الى طرح خطتي في الكنيست وآمل استكمالها بالمصادقة عليها.
ستاف شبير
اليوم يصعب القول إن الامر يتعلق بحلول يمين أو يسار – في الطرفين الحلول “تنزلق”، المستوطنون يتحدثون عن ضم المناطق والاراضي الفلسطينية. في اليسار يتحدثون عن الضفة الغربية وامور مشابهة. دولة اسرائيل يجب أن تحسم. في المنطقة الصعبة التي نعيش فيها يجب دائما امتلاك قوة كبيرة نستطيع من خلالها العمل عندما يريدون المس بنا – قوة رادعة أمام القدرة على التأثير على مصيرنا بأيدينا وعدم انتظار حدوث شيء، لكن حكومات اليمين تفضل الانتظار، التباطؤ وعدم اتخاذ قرار. اسرائيل يجب أن تعمل حسب مصالحها في كل لحظة معطاة، وذلك لرسم خط حدودي واضح بيننا وبين الـ 5 ملايين فلسطيني الذين يعيشون في يهودا والسامرة وقطاع غزة. ليست هناك علاقة بين توسيع المستوطنات وأمن اسرائيل، بل العكس – معظم قوات الجيش الاسرائيلي تنشغل في الحفاظ على المستوطنات بدل تأمين الحدود وبناء قوة امام حزب الله وحماس. بدل استكمال بناء الجدار المسؤول عن منع معظم العمليات الارهابية في اسرائيل، هذه العملية اوقفت بسبب جهات راديكالية يمينية. يجب انشاء ثلاثة محاور متوازية للانفصال، مفاوضات (خلق ثقة بالجانب الفلسطيني والعالم)، تثبيت حقائق على الارض دون علاقة بالفلسطينيين، تغيير الوضع المدني في يهودا والسامرة والسير امام المبادرة العربية من اجل خلق تطبيع مع الدول العربية المعتدلة وتحسين الافضلية الاسرائيلية امام الفلسطينيين في المفاوضات.
اسئلة واجابات
شار: موتي يوغف، أنت تتحدث عن سيطرة على الارض فقط من ناحية عسكرية أو عن شيطنة استيطانية؟ هل تسعى للاستيطان من الخط الحالي وحتى نهر الاردن؟
يوغف: “نعم، هذا كان الخط الاصلي لترومبلدور، وليس لي”.
شير: أين؟
يوغف: “أينما يكون محراث – سيكون أمن”.
شير: لماذا منذ اربعين سنة لم تقم حكومات اليمين بضم المناطق؟
يوغف: “نظرا لأنه لم يكن هناك اتفاق وطني وشرعية دولية – يوغف: لهذا، وهذه مهمة. هذه آخذة التبلور. أنا أخشى من اليوم الذي سيدعي فيه الجميع أن العرب في يهودا والسامرة يعيشون بشكل جيد. العرب يتدفقون الى مناطق ج اكثر من كل دولة مجاورة. بعد اوسلو اضطررنا الى اعادة السيطرة الامنية الى أيدينا بسبب الارهاب الذي وجد. كيهود نحن نشعر بالحاجة الامنية والانسانية لمساعدة هؤلاء السكان العرب”.
شير: يوآف كيش، الخطة التي تقترحها تبدو جميلة على الورق، لكن كيف ستدافع امنيا عن كل السكان اليهود الذين سيبقون في المنطقة؟ هل ستبني جدار طوله 1800 كم؟ هل سيتم وضع فرقتين لحماية الجدار؟.
“من الواضح انه لا يمكن أن تكون دولة فلسطينية، ومن الواضح أنها لن توجد – كيش: اعادة اللاجئين الفلسطينيين (ظاهريا، حسب رأيي هذا التعريف في كل الحالات غير صحيح). خطتي تعطي رد لليوم الذي سيأتي بعد انهيار السلطة الفلسطينية – حيث أننا سنذهب الى هناك (ربما بعد موت أبو مازن). ليس في نيتي بناء جدار، لكن ستكون هناك حدود واضحة تحدد مناطق السيادة الاسرائيلية، وليس كل عربي يريد الدخول سيحصل على موافقة”.
شير: ستاف، ادعاء مقبول لدى الجمهور الاسرائيلي هو أن كل منطقة انسحبنا منها خلقت خطر امني لم يكن موجودا من قبل.
“حسب الحقائق هذا صحيح. يجلس هنا اشخاص شاركوا في المفاوضات في السابق ويمكنهم أن يشهدوا على ذلك. عندما خرجنا من غزة انخفض بصورة كبيرة عدد العمليات من هناك، الانسحاب من شمال السامرة نجح. اذا ذهبنا ابعد من ذلك – الانسحاب من سيناء نجح جدا في الدفاع عن أمننا وتحسين الوضع الاقتصادي وعلاقاتنا مع العالم. ثانيا، الحديث لا يدور عن ابقاء فراغ ستحتله التنظيمات الارهابية، بل العكس، أنا أتحدث عن وضع المدنيين في جبهتنا. الجدار سيغلق ولن يكون هناك تسلل الى اسرائيل، أنا أسعى لذلك”.
شير: تمار زندبرغ، خرجنا من غزة وفي المقابل تلقينا صواريخ وقذائف على مدى سنوات.
“الوضع القائم هو الذي يخلق تهديد حقيقي يتم التعبير عنه على الارض منذ اكثر من خمسين سنة. ميرتس اليوم هو الجهة الوحيدة في الساحة السياسية الذي يعبر عن المواقف المهنية لاعضاء جهاز الامن، لأن هذا هو المصلحة الاسرائيلية والامر الافضل بالنسبة لامن اسرائيل. ضم مناطق ج سيؤدي الى خطر امني حقيقي، لذلك فان اعتباركم هو اعتبار سياسي وحزبي وعنصري (“اكبر مساحة من الارض واقل عدد من العرب”)، في حين أننا معنيين بالامن. لهذا مشكلة اسرائيل هي اخلاقية وامنية وسياسية”.
شير: موتي، يوجد للعرب الفلسطينيين حقوق حكم ذاتي بلدية. هناك من يقولون إنه سيخلق لديهم اقلية عربية كبيرة بين النهر والبحر. سيكون شيء ما بين اقلية كبيرة واغلبية صغيرة. أنا اسأل كيف سيتفق هذا مع حلم دولة يهودية ديمقراطية.
”في السنة الماضية كان هناك 8.6 مليون مواطن في اسرائيل، و2.5 مليون عربي في يهودا والسامرة. الامر يتعلق بثلثين يهود في كل المنطقة، حيث أن السكان اليهود يزدادون والعرب يتراجعون. في السنوات الاخيرة الواقع يسير في صالحنا بسبب عملنا الصعب. سنعطي العرب الحقوق الافضل مقارنة مع كل الدول المجاورة. العرب سيديرون حياتهم المستقلة. نحن مع السلام والعيش بسلام، في حين أن م.ت.ف تربي ابناءها على قتل اليهود”.
شير: يوآف كيش، أنت تتحدث عن حكم ذاتي اداري، ما الذي يمكن عمله بالضبط مع كل الفلسطينيين الذين سيكونون في المناطق ج؟ الارقام تتحدث عن 50 – 300 الف شخص. في مناطق أ و ب التي سيتم ربطها لاغراض الحكم الذاتي هناك حوالي 170 مستوطنة منعزلة، كيف ستخلق تواصل للحكم الذاتي والمواصلات؟ كيف سيؤثر هذا على دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية؟
”أعترف أنني أبحث عن الحد الاقصى من السيطرة الاسرائيلية مع الحد الادنى من العرب. أنا غير مقيد بمناطق أ و ب وج. الحديث يدور عن نحو 20 ألف عربي يمكنهم الحصول على الجنسية الاسرائيلية. هذا هو العدد الذي يجري الحديث عنه. أنا اريد دولة يهودية وديمقراطية وليس دولة “كل مواطنيها”. من هنا توجد اهمية للحفاظ على الهوية اليهودية للدولة. أنا وبينيت لا نتحدث عن خططنا. من المهم التأكيد على أن حركة التنقل التي سنخلقها ستمكن الكيان العربي ذي الحكم الذاتي من العمل. سنحافظ على هويتنا وسنهتم بحكم ذاتي مستقر ومزدهر ايضا في البلدات العربية في الطرف الآخر”.
شير: ماذا عن الوجه اليهودي في خطتكم؟
ستاف: “لن يذهب الى أي مكان، الحديث يدور عن الديمقراطية مع اغلبية يهودية تمكن من الحفاظ على مستقبلنا وحلمنا الصهيوني. المصلحة الاولى للدولة ستكون الحفاظ على أمن كل المواطنين. أنا لا أجد أي تطرق من اليمين لما سيحدث في الوقت الذي ستنحل فيه السلطة الفلسطينية، وكل الفلسطينيين يطالبون بالمواطنة. اسرائيل ستتحمل المسؤولية عن كل الخدمات التي تهتم بها السلطة حتى الآن – المياه، الأمن، عنف العائلة وبالطبع منع العمليات الارهابية. هل اسرائيل حقا تستطيع القيام بذلك؟ اليمين يتحدث عن خطة مسيحانية وليس عن خطة أمنية”.
زندبرغ: “الحركة الصهيونية كحركة وطنية هي امر مدهش في العصر الحديث. لقد أسست خلال بضعة عقود وطن قومي قوي، ثابت وواثق من حلم هرتسل. ليس واضحا لي لماذا نمنع هذا الحق عن شعب آخر، الذي كان يعيش في هذه البلاد عندما وصلنا اليها. ايضا للشعب الآخر طموحات وطنية قوية ولا توجد طريقة اخرى لاحترامه سوى حلم الدولتين. اغلبية الجمهور الاسرائيلي تؤيد حل الدولتين، وكذلك ايضا اعضاء كنيست بارزين في الائتلاف. إن العائق أمام تجسد هذا الامر لا يكمن في الارقام، بل في اللوبي السياسي لحركة الاستيطان – المتمثلة بالبيت اليهودي والليكود. هذا الامر لا يمثل معظم الجمهور الاسرائيلي وايضا الجمهور الذي انتخب الليكود. من الجنون أن 4 في المئة من الاسرائيليين الذين يعيشون خارج اسرائيل هم الذين يفرضون ارادتهم على اسرائيل كلها.
شبير: “موتي يوغف، يوجد لديكم عدد من المقاعد تشبه التي لميرتس، لذلك ليس من الصحيح الحديث عن “تأييد بأرقام عالية” للضم. في الحقيقة، ليس لوزراء الحكومة مخطط امني للضم. هم يدعون أن ابو مازن غير مستعد للتحدث مع اسرائيل. ولكن في الواقع هم لا يقدمون مخطط مرتب لمسألة ماذا سيحدث عندما ستكون في اسرائيل اغلبية فلسطينية؟ وهل نستطيع أخذ دور السلطة الفلسطينية؟ أنتم في اليمين لا تقومون بالضم لأنكم تعرفون أن هذا الامر سيدمر دولة اسرائيل”.
كيش: “أخيرا، سأوافق على رأي الاغلبية كما يناسب دولة ديمقراطية، مثلما حدث في طرد اليشوف اليهودي من غزة. تمار وستاف تريدان تطبيق نموذج غزة على مساحة أوسع كثيرا في قلب دولة اسرائيل وقرب مطار بن غوريون. الحديث يدور عن شيء غير معقول، معظم الشعب موجود في اليمين، وتعلم من خلال اوسلو بأنه محظور أن يكرر الامر نفسه. مؤخرا اتخذ مركز الليكود قرار بأنه يريد سيادة اسرائيلية ويهودية على يهودا والسامرة. ثماني سنوات من حكم اوباما الصعبة انتهت، ويوجد لنا شريك في الولايات المتحدة. سنفعل كل ما في استطاعتنا من اجل فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية”.
شير: موتي، أين هي اللبنة الديمقراطية في خطتكم؟
يوغف: “اللبنة الديمقراطية في خطتي موجودة. تحدثت عن الحاجة الى اتفاق وطني وحكومي. الشعب انتخب، ينتخب وسينتخب حكم وطني له جذور تقليدية، وهذا ما يعزز دولة اسرائيل ايضا اليوم، ولدينا اغلبية صلبة فيما يتعلق بالحدود حتى نهر الاردن، وعدم اخلاء المستوطنات وحول العنصر اليهودي الذي يشكل قاعدة الدولة اليهودية والديمقراطية”.
الخلاصة
موتي يوغف: يوجد للشعب الاسرائيلي حق طبيعي وتاريخي وقانوني في الوجود في ارض اسرائيل. في التاريخ القريب – اتفاقات اوسلو – اظهرت أنه لا يمكن اعطاء الوطن. لا توجد قاعدة امنية أو تاريخية تبرر عملية كهذه. ستكون هناك دولة ديمقراطية واحدة من البحر المتوسط وحتى نهر الاردن. سنفرض بالتدريج ووفقا لتوافق وطني وامكانيات دولية السيادة الاسرائيلية – وهناك تأييد من الولايات المتحدة. سنعطي حقوق مواطنة للعرب، لكن السيطرة ستكون الى الأبد لدولة اسرائيل.
يوآف كيش: خطتي تقوم على خطة الحكم الذاتي لمناحيم بيغن، وتنفي اقامة دولة فلسطينية. سنقيم حكم ذاتي اداري للعرب ولكن لن يكون هناك “حق عودة” غير الموجود فعليا للعرب. المواضيع الصعبة ستبقى تحت مسؤولية اسرائيل. أين سيصوت سكان الحكم الذاتي؟ ليس لدي اجابة على ذلك. أنا مسرور لأنه كان هناك نقاش حول خطتي في هذا المساء.
ستاف شبير: لا يوجد لليمين أي نموذج أمني، بل فقط دوافع مسيحانية. اربعون سنة مرت واليمين يوجد في الحكم ولم يفعل أي شيء. اتفاقات اوسلو في الحقيقة لم تلغ، والتنسيق الامني قائم مع السلطة الفلسطينية. وذلك بسبب أن هذا الامر سيدمر دولة اسرائيل، وتعرفون ايضا أنه في غوش قطيف يعيش مليوني فلسطيني لا نريد أن يبقوا تحت سيطرتنا. في الحقيقة أنه لم يتم فرض السيادة في الاربعين سنة من حكمكم بسبب أنكم تعرفون أن هذا الامر سيؤدي الى حرب اهلية وانهيار الامن.
تمار زندبرغ: يعرضون علي في اليمين أن نعزي انفسهم بأن ترامب يدعم اسرائيل. اولا، دعم بيبي لا يعني تأييد اسرائيل، هذا لا يساعد المصالح الاسرائيلية للتوصل الى اتفاق دائم في الحدود المعترف بها والآمنة. أنا اريد التعمق في موضوع دعم المجتمع الدولي لنا – دعم الادارة الامريكية يضعف مكانة اسرائيل امام الولايات المتحدة، حيث أن جزء من الولايات المتحدة الذي يشكل الدعامة الاستراتيجية الحقيقية لنا هو الجالية اليهودية، التي بلا شك تبتعد عن دعمها وثقتها بدولة اسرائيل. نحن نوجد في معهد لابحاث الامن القومي – هذا الامر خطر استراتيجي على أمن اسرائيل ويجب الانتباه لذلك.



