#أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

السفير ملحم مسعود: الكلمة للمونديال

السفير ملحم مسعود، اليونان 4.11,2022 : الكلمة للمونديال

أردتُ الكتابة بما تيسر من السياسة  وما اكثرها … و اكثر ما … ومن يكتب فيها هذه الأيام … لجأت للرياضة … طالما لا صوت يعلو اليوم على صوت  المونديال  … العربي .

إنطلق العد التنازلي لبطولة كأس العالم  والتي  ستستضيفها  قطر في الفترة من 20 نوفمبر الجاري إلى 18 ديسمبر القادم …  وستكون هذه أول نسخة من كأس العالم تقام في الوطن العربي …  والثانية التي تقام في آسيا بعد نسخة 2002 التي لُعبت في كوريا الجنوبية واليابان .

وهذه  المسابقات الرياضية الأكبر والأكثر عظمة ومجدا وقيمة، ذلك أنها كثيرا ما ارتبط بحسن التنظيم وشدة التنافس والإثارة، كما حفلت بلحظات فارقة ظلت راسخة في الذاكرة …

بدأتُ بترتيب أفكاري  للكتابة …  في البحث عن أحداث واخبار وتاريخ  المونديال  للقارئ الكريم ,  قبل أن تتطور وتصبح بشكلها ونظامها الحاليين ، حيث شهَدت مسابقة كأس العالم مراحل مهمة في تاريخها وتخللتها منعرجات فارقة وقرارات مفصلية أشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي أخذ على عهدته تنظيم أكثر المسابقات مجدا في تاريخ الرياضة مرة كل 4 سنوات .

وطالما تعرضت قطر الدولة العربية الأولى التي تستضيف الحدث الرياضي العالمي …  منذ ان منح الإتحاد الدولي  لكرة القدم حق إستضافة المونديال إلى قطر ( عام 2010 ) لإنتقادات لاذعة في محاولات التشويش على  قدرات قطر على إنجاز و إنجاح المونديال … مرة على خلفية تعاملها مع العمال … ومرة عن حقوق المثليين والنساء … أو تكييف الملاعب …ألخ من الحجج الواهية والعالم متطلع ومتشوق إلى مونديال غير مسبوق … 

في أجواء الفرح والترقب طات علينا وزيرة الداخلية الألمانية   نانسي  فيزر … في مقابلة تلفزيونية بثت  مع إحدى الإذاعات المحلية عشية زيارة رسمية لها للدوحة  … قالت فيها :  إن استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية: “صعبة للغاية”.

 والأدهى …  أن الوزيرة الألمانية في تصريح آخر لها  إنه : في ما يخص الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان“، مشددة على أن: “هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”.

وفوجئتُ بتصريحاتها  وتذكرت  طرفة بن العبد حين قال :

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا .. ويأتيك بالأخبار من لم تزود

الأمر الذي جعل وزارة الخارجية القطرية  أن تستدعي  السفير الألماني في الدوحة  وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات وزيرة الداخلية نانسي فيزر … وإستغربت المذكرة إدلاء الوزيرة الألمانية بهذه التصريحات “عشية  زيارتها الرسمية للدوحة “، معتبرة أن هذا الأمر “يخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية. 

وقبل العودة  للمونديال …

 فإن تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية  السيدة  فيزر جانبتها اللياقة والدبلوماسية … وكانت سمتها  العنصرية … اما إذ اكانت  السيدة فيزر بتصريحاتها العنصرية للإستهلاك المحلي … فهذا  ليس المكان والزمان المناسب  … وباقي القصة معروف .

وبعد وصولها  و زيارتها للدوحة هذه بعض ما جاء من تصريحات  : قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر …  إنها أجرت مباحثات جيدة ومثيرة  للاهتمام في الدوحة، حيث اطلعت على الاستعدادات النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيف دولة قطر منافساتها ابتداء من العشرين من الشهر الجاري ….

وأضافت الوزيرة -في تصريحات أدلت بها لوسائل إعلام ألمانية : أنه تم التأكيد في هذه المباحثات على أن حزمة القوانين التي سنّتها قطر في السنوات الأخيرة جيدة للغاية، وأنها حصلت على نظرة ثاقبة إيجابية للغاية من المباحثات مع الجانب القطري”.

كما قالت الوزيرة: “تبادلنا الحديث بشكل جيد ومثير للاهتمام، وتم التأكيد فيه على أن القوانين التي سُنت في السنوات الأخيرة جيدة للغاية، وأن الأمر يتعلق الآن بتنفيذها، كثير من الناس يقولون إن هناك تحسينات تحققت وهذا أمر جيد”.

يا سيدتي … 

جئت تطلب نارا ام جئت تشعل البيت نارا (من أوبريت مجنون ليلى لأحمد شوقي  … )

وزيرة الداخلية الألمانية تزور قطر بعد أيام على تصريحات لها أثارت توترا مع الدوحة

أخيرا المونديال……. في قطر

لتلميع الذاكرة هذا  بعض ما جاء في مقال سابق لنا  على هذا الموقع تحت العنوان أعلاه : فازت قطر بشرف إستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم البطولة الثانية والعشرين حيث إنتفضت قلوب ملايين القطريين والعرب والمحبين في العالم فرحا بهذا الفوز المتميز , وإستطاعت ان تنزع حق تنظيم كأس العالم في عام 2022 متفوقة على دول كبرى كحجم الولايات المتحدة وإستراليا واليابان , وإذا كان من الطبيعي أن يثير الأمر ما وصفه الكثيرون بالأجمل , حماسة كبيرة لدي الملايين من عشاق كرة القدم , فإن الكثيرين في الوطن العربي  راوا في الأمر ما يتجاوز البطولة الرياضية الأهم في العالم وإعتبروها منافسة تحدى فيها العرب وفازوا ….

واليوم كلنا قطريين ….

اندلعت حرب التشكيك، وحملات التحريض التي تصاعدت  مستعرة بدون خجل ولا وجل  , من البعض.. وفي  وسائل الإعلام ضد الملف القطري … وأخذت اليوم وبعد هذه السنوات من تحقيق هذا الإنجاز , وبالأخص بعد حصار الإخوة ….. على قطر وتداعياته منحى آخر وغير مسبوق … وكأنها حرب البسوس التي وقعت في العصر العدناني بين قبائل ربيعة وبكر بن عبد مناة بتحريض من البسوس (سعاد التيمية) وسمي ذلك الوادي …” بوادي البسوس “. 

وكأن حالنا اليوم  كما قال الفضل بن العباس اللهبي في بني امية:

اللّه يعلم أنّا لا نحبكم … ولا نلومكم ألا تحبونا

وقلنا يومها  … لا يصح إلا الصحيح .

 اليوم … لا نريد نكأ الجراح … إنه يوم الفرح … 

ولنا عودة إلى المونديال …

منذ أن إحتفلت الأوروغواي بالذكرى المئوية لاستقلال البلد… وباعتبار أنها كانت بطلة مسابقة كرة القدم للألعاب الأولمبية في 1924 و1928، منح الاتحاد الدولي لكرة القدم أوروغواي شرف تنظيم أول نسخة من كأس العالم وذلك في عام 1930، لتبدأ بذلك رحلة ملهمة للمسابقة الكروية الأكبر في تاريخ الرياضة… وللحديث بقية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى