ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رامي كمحي – من يخاف من مغامرات السلاحف في دبي

هآرتس – بقلم رامي كمحي – 28/12/2020

فجأة اصبح هناك وراء البحار ثقافة شرقية. الاستشراق الاسرائيلي اصبح دوليا. والنخبة اصبحت في حالة ضغط. فهي تعمل بصورة حثيثة على استئصال هذا التطور. ويبدو أن المقطع التمثيلي القصير عن السلاحف الذي يدين حوار الشرقيين مع اصدقائنا الجدد في الشرق الاوسط، الذي يعتبر نوع من عدم الولاء والرجعية والجشع، هو فقط السنونو الاولى“.

التلفزيون التجاري الاسرائيلي يواجه الآن تحد يشبه التحدي الذي واجهته السينما الاسرائيلية في بداية الستينيات، عندما اصبحت تعتمد في كسب الرزق على جمهور المشاهدين الشرقيين. الحل لدى السينما كان اختراع صالح شباتي. التلفزيون وجد حل مشابه: أوجد برامج تضع شخصيات شرقية في اماكن رئيسية، لكنها لا تتنازل عن نسخ الصور النمطية التي تهين الشرقيين.

وقد أحسن برنامج “بلاد رائعة” صنعا عندما اطلق موسم جديد له في الاسبوع الماضي. هذا المسلسل الهزلي الذي حصل على جوائز كثيرة يعتبر لحم دنس في كل ما يتعلق بتمثيل الشرقيين فيه. السخرية يمكن أن تستهزيء بالاقوياء. في برنامج “ستاردي لايف” البرنامج الامريكي الموازي لبرنامج “بلاد رائعة”، الاغبياء لم يكونوا في أي وقت هم السود. في “بلاد رائعة” في المقابل، جميع الشخصيات هي محل للسخرية، لكن فقط الشرقيين يتم عرضهم كأغبياء: ميري ريغف، دافيد امسالم واوسنات مارك، وفي الموسم الجديد انضم اليهم ايضا تسيدي تسرفاتي. ولكن يبدو أن الجزء الادنى في البرنامج، من هذه الناحية، هو سلسلة التمثيليات القصيرة عن السلاحف. في ويكيبيديا “بلاد رائعة” لا يخبرونا عن اصل السلاحف. ولكن شرقية حاي وسبير يمكن استنتاجها فورا من عالم صورها الشرقية، وكذلك من تفاخر سبير بلغته الفرنسية. ولكن السلاحف يتم عرضها ايضا كأنانية وانتهازية وجاهلة ومتلاعبة وغبية ومبهرجة وجشعة، وبكونها ثرية لا يمكن حتى الشفقة عليها. هي مخلوقات بغيضة.

في الفصل الاول في الموسم الجديد السلاحف تهاجر الى دبي، بدون أي حنين الى الماضي الذي خلفته وراءها. في البداية هي تشعر وكأنها في البيت – حيث أنها عادت كما يبدو الى ثقافتها الاصلية. حاي يتزوج ثلاثة نساء، وسبير تستسلم بسرعة لهذا التغيير. واثناء الجلوس على طنجرة اللحم في دبي، السلاحف ايضا لا تنسى التشهير باسرائيل. ولكن الجهل والريفية تفشل حاي، الذي يصمم على اثارة اهتمام اهالي دبي بالمخطط الهيكلي الاقليمي 38. لذلك، يضطرون الى العودة الى اسرائيل حاسري الرؤوس.

في عالم ما بعد الحداثة، الانسان أو الجماعة، هم مجمل تمثيلياتهم الاعلامية. هذه الحقيقة تعطي قوة كبيرة لاصحاب السيطرة على وسائل الاعلام، الى درجة تشكيل مصير مجموعات كاملة. وليس هناك أي جديد في حقيقة أنه في التلفاز الاسرائيلي تسيطر النخب الاشكنازية. كيف تريد هذه النخب التأثير على مصير الشرقيين بواسطة السلاحف.

النخب تشخص الخطر. اتفاقات السلام الجديدة هي اتفاقات تغير الوعي، وتوجد لها امكانية كامنة لتغيير جوهري لصالح وضع الشرقيين، الذين تحولت ثقافتهم فجأة الى بضاعة مرغوبة، مثلما حدث مثلا مع حيزي سيمنطوف، مراسل الشؤون العربية في القناة 13. مكانته تحسنت بدرجة كبيرة بعد اتفاقات السلام الجديدة. فمن مراسل يتجول في مخيمات اللاجئين في المناطق تحول الى مراسل للشؤون الخارجية بنكهة دولية. صديقي غابي بن سمحون، الكاتب والمسرحي من مواليد المغرب، اعلن بأن احدى رواياته ستترجم للغة العربية وسيتم نشرها في المغرب. هذه ستكون الرواية العبرية – الاسرائيلية الاولى التي ستتم ترجمتها الى اللغة العربية في المغرب.

أي أنه فجأة اصبح هناك وراء البحار ايضا ثقافة شرقية. الاستشراق الاسرائيلي اصبح دوليا. النخبة اصبحت في حالة ضغط. فهي تعمل بصورة حثيثة على استئصال هذا التطور. ويبدو أن المقطع التمثيلي القصير عن السلاحف الذي يدين حوار الشرقيين مع اصدقائنا الجدد في الشرق الاوسط، والذي يعتبر نوع من عدم الولاء والرجعية والجشع، هو فقط السنونو الاولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى