ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – كفى لغزو المنازل

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 4/12/2020

اقتحم عشرات الجنود قبل نحو اسبوعين في ظلمة الليل بيتا في  مخيم العروب للاجئين، فزرعوا فيه الرعب والغضب، امتشقوا منه فتى ابن 16 واقتادوه حافي القدمين الى المعتقل. بقي الفتى نحو يوم كاملبلا طعام، لقسم كبير من الوقت في الخارج في البرد، الى أن خضع للتحقيق لعدة ساعات واطلق سراحه. قبل بضعة اشهر من ذلك استدعي الفتى اياه، باسل بدوي، الى تحقيق مشابه، وعندها كانتتكفي مكالمة هاتفية لابيه كي يأتي الى التحقيق بقواه الذاتية، دون أي حملة اعتقال معقدة ومفزعة. قصته تظهر اليوم في “هآرتس”.  

وبلغت هاجر شيزاف أمس في “هآرتس” بان الجيش الاسرائيلي كاد يهجر تماما خطة استدعاء القاصرين الفلسطينيين الى الاعتقال دون فرض الرعب على عائلاتهم وجيرانهم. بعد ست سنوات من بدئه بها، يواصل الجيش الاسرائيلي سحب مئات الاطفال والفتيان من أسرتهم ويعتقلهم، كل ليلة تقريبا.

تقرير نشرته هذا الاسبوع ثلاث منظمات حقوق انسان اسرائيلية، “نحطم الصمت”، “اطباء لحقوق الانسان” و “يوجد قانون”، يشير الى الاضرار النفسية الخطيرة التي تلحقها تلك الحملات التي تفسد بيوت الفلسطينيين. ففي عامي 2017 – 2018 كانت كل شهر 267 عملية اقتحام للبيوت في المتوسط. في ربعها جرى استخدام العنف وفي ثلثها افسدت ممتلكات. 64 في المئة من العائلات شهدت على أن الجيش الاسرائيلي اقتحم بيوتها اكثر من مرة واحدة. ليس سرا أن بعضا من الاقتحامات الليلية يأتي لتدريب القوات ولاستعراض السيطرة والقوة تجاه السكان الفلسطينيين. بكلمات اخرى، فان قسما من الاقتحامات زائدة لا داعي لها بل وجرائمية. ليس صعبا ان نتخيل الحياة في ظلها عندما تشعر عشرات الاف العائلات وفيها الكثير من الاطفال بانها مكشوفة ومهددة كل ليلة وليلة في ضوء اقتحامات الجنود الى بيوتها حتى عندما يكون الهدوء يسود في المنطقة.

ان جهاز المخابرات والجيش الاسرائيليين ملزمان بالتالي بان يغيرا من الاقصى الى الاقصى سياسة الاعتقالات والتفتيشات وان يقلصا عددها الى الحد الادنى الاضطراري. فالاقتحام الليلي الى البيوت يجب أن يكون وسيلة متطرفة وليس عملا  اعتياديا. هذه الامور صحيحة على نحو خاص عندما يدور الحديث عن اعتقال اطفال وفتيان. حتى الان لا يبدو ان سلطات الاحتلال اخذوا على الاطلاق بالحسبان الاضرار التي تلحقها اعمالهم، والتي قانونيتها موضع شك ووصمة عار تحوم فوقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى