ترجمات عبرية

يديعوت: نتنياهو بين المؤسسة الأمنية وشركائه في الائتلاف: أزمة حدث لم يحدث

يديعوت 14-9-2023، بقلم يوسي يهوشع: نتنياهو بين المؤسسة الأمنية وشركائه في الائتلاف: أزمة حدث لم يحدث

مرة أخرى، ثمة مواجهة سياسية داخل الحكومة، ومرة أخرى ها هم الصقور من الوزراء، سموتريتش وبن غفير، ضد الجانب البراغماتي من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالنت والمنظومة. لكن يحوم اجتياز لخط آخر هذه المرة: أزمة سياسية حول حدث أمني لم يحصل على الإطلاق.

في ساعات الصباح نشر صوت الجيش نبأ يفيد بأن إسرائيل نقلت 1500 قطعة سلاح لأجهزة الأمن الفلسطينية. سارع سموتريتش للشجب ومهاجمة نتنياهو، وتبعه على الفور بن غفير. في الوسط، كما هو الحال دوماً، يقف الجيش الإسرائيلي في حرج. بعد التنديدات والإحاطات، أصدر منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية بيان نفي وصب ماء بارداً على البركان الذي تفجر في القدس: لم تنقل في السنة الأخيرة أسلحة للسلطة الفلسطينية، وحتى لم يكن تخطيط كهذا. ما نقل في وقت مبكر من هذا الأسبوع كانت ثماني مركبات مدرعة، بناء على طلب الأمريكيين، لاستبدال مركبات مدرعة خرجت منذ وقت سابق عن قيد الاستخدام. باختصار: جلبة على لا شيء. لكن في الواقع السياسي غير الطبيعي، حتى هذا يكفي لكي يطفو على السطح التعقيد الذي تعمل فيه حكومة “اليمين بالكامل”.

في المستوى الاستراتيجي، تبدو الحقيقة بسيطة: الكابينت السياسي – الأمني لحكومة إسرائيل اتخذ قراراً لتعزيز السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية. هذا قرار عاقل، وقد اتخذ مع أو بدون صلة بالاتصالات نحو التطبيع مع السعودية، وفي ظل اللقاء المرتقب لرئيس الوزراء مع الرئيس الأمريكي الأسبوع القادم. الجيش الإسرائيلي ومكتب منسق الأعمال و”الشاباك” يشجعون عمل الأجهزة الفلسطينية في “المناطق”، فلماذا نفزع من إدخال مساهمة أمريكية تتمثل بثماني مركبات مدرعة.

قبل ذلك، نحن ننزل باللائمة على أن السلطة لا تقاتل ضد الإرهاب، لكن عندها نصخب على بضع مركبات؟ كيف نتوقع منهم أن يقاتلوا – مع حجارة وعصي وألعاب مفرقعات؟ بالمقابل، فإن قرار تعزيز السلطة في الضفة الغربية يبرز إيجاباً أيضاً على خلفية التسخين في غزة: هناك، أصبحت المظاهرات على الجدار أعنف، وواضح أن يد حماس هي التي تحركها. أمس، قتل خمسة فلسطينيين في أعمال شغب على الحدود، وفي غزة يتهمون الجيش بزرع عبوة – في الوقت الذي ينفي فيه الجيش بالطبع ويدعي بأن هذه كانت عبوة تفجرت عقب تفجير ذاتي. مهما يكن، فمثل هذا الحدث قد يشعل المنطقة عشية رأس السنة، وأوضح جهاز الأمن لنتنياهو بأن تهدئة المنطقة، في غزة والضفة الغربية وداخل السجون في إسرائيل – حرجة للحفاظ على استقرار أمنى في أعياد “تشري”. فنحن على أي حال في السنة الأكثر نزفاً منذ الانتفاضة الثانية. عندما يكون هذا هو الوضع، نفهم لماذا ضغط نتنياهو ونجح في تجميد قرار بن غفير إزاء زيارات عائلات السجناء الفلسطينيين.

لكنها معركة صغيرة أخرى في حرب الاستنزاف التي تجري داخل الحكومة، وتحبس جهاز الأمن في الوسط. تمكن نتنياهو حتى الآن من المناورة بين توصيات الجهاز وشركائه السياسيين الذين يجلبون نهجاً يتراوح بين النزوات والأيديولوجيا المتطرفة. يخيل اقتراب اليوم الذي سيضطر فيه هو أيضاً على اختار أحد الطرفين.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى