ترجمات عبرية

يديعوت: لا مجال لأي تعاطف إنساني: هذه حرب على «حماس» وأيضاً حاضنتها المدنية

يديعوت 2023-11-20، بقلم: غيورا آيلند: لا مجال لأي تعاطف إنساني: هذه حرب على «حماس» وأيضاً حاضنتها المدنية

الجدال حول الاستجابة الإسرائيلية لمطالب دولية للسماح بإدخال الوقود إلى غزة يعكس مواجهة مبدئية بين إسرائيل والولايات المتحدة في موضوع الرواية الصحيحة.

حسب الرواية الأميركية، في غزة توجد جماعتان من الناس. الأولى هي مقاتلو “حماس”، الذين هم إرهابيون وحشيون ولهذا فهم أبناء موت. أما الثانية فينتمي إليها معظم الناس في غزة، مدنيون أبرياء يعانون دون ذنب اقترفوه وبالتالي من واجب إسرائيل ليس فقط الامتناع قدر الإمكان عن المس بهم بل وأيضا العمل للتخفيف على حياتهم.

الرواية الأخرى، والأصح، هي التالية: إسرائيل لا تقاتل ضد منظمة إرهاب بل ضد دولة غزة. دولة غزة بالفعل تقودها “حماس”، وهذه المنظمة نجحت في أن تجند كل مقدرات دولتها، تأييد معظم سكانها والولاء التام للمثقفين المدنيين حول زعامة السنوار، في ظل التأييد التام لأيديولوجيته. بهذا المفهوم، فإن غزة تشبه جدا ألمانيا النازية، التي فيها أيضا وقع إجراء مشابه. ولما كان هذا هو وصف دقيق للوضع فبالتالي صحيح أيضا إدارة القتال بما يتناسب مع ذلك.

إن الحرب بين الدول لا تحسم فقط بالصراع العسكري بل وأيضا من خلال قدرة طرف ما على كسر المنظومة الخصم، والقدرة الاقتصادية، وأولا وقبل كل شيء القدرة على توفير الطاقة هي ذات أهمية عليها. لقد نبع انهيار ألمانيا في بداية 1945 أساسا من فقدان حقوق النفط الألمانية، ومن اللحظة التي لم يكن فيها لألمانيا ما يكفي من الوقود لطائراتها ودباباتها – حسمت الحرب.

محظور بالتالي على إسرائيل أن توفر للطرف الآخر أي قدرة تمدد طول نفسه. واكثر من ذلك، نحن نروي أن السنوار هو شرير لدرجة انه لا يهمه إذا ما مات كل مواطني غزة. مثل هذا العرض ليس دقيقا، إذ إنه من هن النساء الغزيات “المسكينات”؟ هن كلهن الأمهات، الأخوات والنساء لقتلة “حماس”. من جهة هن جزء من البنية التحتية الداعمة للمنظمة، ومن جهة أخرى إذا ما شهدنا مصيبة إنسانية، فينبغي الافتراض بأن قسما من مقاتلي “حماس” والقادة الأصغر سيبدؤون بالفهم أن الحرب عديمة الجدوى وانه من المجدي لهم أن يمنعوا مسا لا مرد له لأبناء وبنات عائلاتهم.

إن السبيل للانتصار في الحرب بسرعة اكبر وبثمن اقل علينا يفترض انهيار المنظومات في الطرف الآخر وليس فقط قتل مزيد من مقاتلي “حماس”. الأسرة الدولية تحذرنا من مصيبة إنسانية في غزة ومن أوبئة قاسية. محظور علينا أن نخاف ذلك، مع كل المصاعب التي ينطوي عليها الأمر. فالأوبئة القاسية في جنوب القطاع ستقرب النصر وستقلل المصابين في أوساط جنود الجيش الإسرائيلي. ولا، هذه ليست وحشية لذاتها، إذ إننا لا نؤيد معاناة الطرف الآخر كهدف بل كوسيلة. توجد للطرف الآخر إمكانية وقف المعاناة إذا ما استسلموا. السنوار لن يستسلم لكن لا يوجد ما يدعو قادة كتائب “حماس” في جنوب القطاع ألا يستسلموا حين لا تكون لهم وقود ولا تكون لهم مياه وحين تصل الأوبئة اليهم أيضا وحين يزداد الخطر على حياة بنات عائلاتهم. مطلوب من “الكابينت” الإسرائيلي أن يبدي تصلبا اكبر تجاه الأميركيين وعلى الأقل القدر على أن يقول الأمر التالي: طالما لا يعاد إلى إسرائيل كل المخطوفين، لا تتحدثوا معنا عن الجوانب الإنسانية.

ونعم، نحن نؤمن بأن الضغط الإنساني أيضا هو وسيلة مشروعة لزيادة الاحتمال لأن نرى المخطوفين على قيد الحياة. لكنْ محظور، ببساطة محظور تبني الرواية الأميركية التي “تسمح” لنا أن نقاتل فقط ضد مقاتلي “حماس” بدلا من أن نقوم بالأمر الصحيح – إلا وهو القتال ضد كل المنظومة الخصم، إذ بالذات انهيارها المدني سيقرب نهاية الحرب. عندما يقول المسؤولون الإسرائيليون في الإعلام “هذا إما نحن أو هم” فمن الصواب تأكيد السؤال من هو “هم”. “هم” ليسوا فقط مقاتلي “حماس” مع السلاح بل أيضا كل الموظفية “المدنية” بما في ذلك مدراء المستشفيات ومدراء المدارس، ونعم، أيضا كل السكان الغزيين الذين أيدوا بحماسة “حماس” وهتفوا في ضوء أفعال الفظاعة التي وقعت في 7 أكتوبر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى